الحياة الاقتصادية في المقاطعة الشرقية بطرابلس (1956 - 1969م)

Abstract

أكدت الدراسة أن الأراضي الليبية التي كانت مسرحًا للحرب العالمية الثانية (1939-1945م) تأثرت كثيراً من الناحية الزراعية والصناعية ، حيث أتلفت الكثير من الأراضي الزراعية الخصبة، وزرعت الألاف من الألغام في الأراضي الليبية ، ودمرت العديد من المصانع القائمة . أوضحت الدراسة بأن الزراعة تعد الدعامة الأساسية للاقتصاد في ليبيا عامة ، والمقاطعة الشرقية بولاية طرابلس الغرب خاصة ، حيث اعتمد معظم السكان بالمقاطعة الشرقية على مهنة الزراعة والرعي كمورد رئيس للدخل . اشتهرت المقاطعة الشرقية لولاية طرابلس الغرب بزراعة أنواع عديدة من المحاصيل الزراعية، والتي تشكل المادة الخام للصناعة في ولاية طرابلس الغرب ، كزراعة الزيتون، وإنتاج التمور المختلفة وبينت الدراسة أن المقاطعة كانت تعد دعامة رئيسية للثروة الحيوانية في الولاية ، حيث أن مراعي المقاطعة الأهم على مستوى الولاية ،ومصدراً هامًا للدخل عند تصدير أغنام المنطقة إلى الخارج . لقد كان للمعاهدة الليبية البريطانية عام 1953م ، أثر سلبي على سكان المقاطعة الشرقية للولاية ، حيث أصبحت أراضي المقاطعة مسرحاً للتدريبات العسكرية للجيش البريطاني ،الأمر الذي أدى لإتلاف ألاف الهكتارات من الأراضي الزراعية بالمنطقة ، وإصابة العديد من السكان بعاهات مستديمة جراء هذه المناورات والتدريبات . أكدت الدراسة أن الصناعات التقليدية المختلفة استوعبت عددًا كبيرا من العاملين في النشاط الصناعي ، حيث قدر عدد العاملين بها بحوالي 42% من مجموع السكان بالمقاطعة الشرقية لولاية طرابلس الغرب . أفادت الدراسة بأن المقاطعة الشرقية لولاية طرابلس الغرب لم تحض بنشوء صناعات حديثة بها بشكل واضح ، ويرجع ذلك لتركز الصناعات الحديثة في ليبيا بالمدينتين الرئيسيتين طرابلس وبنغازي حيث الغالبية العظمى من السكان تقطن بهما . إن اكتشاف النفط في بعض مناطق المقاطعة الشرقية ، وتحديدًا في حوض منطقة سرت، وفر فرص العمل المباشر لسكان المنطقة . إن ازدياد كمية المحاصيل الزراعية في المنطقة، رفع من النشاط التجاري بالمقاطعة والحركة التجارية داخل الأسواق والمحلات التجارية المختلفة . رغم اهتمام الدولة بتحصيل الضرائب المختلفة كمورد رئيس للدخل وحرصها على جباية الضرائب من المزارعين والتجار والحرفيين ، إلا أنها اتبعت سياسة إعفاء ضريبية واضحة المعالم سعت من خلالها لدعم القطاع الزراعي والصناعي في ليبيا.