شواهد الحديث الشريف عند ابن مالك في غير كتابه شواهد التوضيح والتصحيح، جمعًا ودراسةً

Abstract

يعد النقاش في قضية أصول النحو العربي من القضايا المهمة في الدراسات اللغوية، ولقد أسهم ابن مالك بتصيفاته وآرائه في هذه القضية خاصة في مسألة الاستشهاد بالحديث الشريف في الانتصار لرأي أو التأكيد على قاعدة مشهورة، من ثم تهدف هذه الدراسة إلى جمع استشهادته بالحديث الشريف في كل الأبواب النحوية على ترتيب الألفية ، يستثنى من الشواهد ما جاء في كتابه شواهد التوضيح، وتدرس هذه الشواهد كمثال تطبيقي من كل تصنيفات ابن مالك لدراسة هذه الشواهد دراسة تحليلية من خلال المنهج التحليلي ليستكشف الباحث كيفية توظيفها في التدليل على الرأي أوالقاعدة من خلال التوسعة اللغوية التي ينتهجها ابن مالك، والمقصد الأعلى هو الوصول إلى تصور ابن مالك عن الاستشهاد بالحديث الشريف في التقعيد النحوي. يقوم منهج البحث على جمع وتخريج شواهد الحديث الشريف من كتب ابن مالك ، ثم يجمع الباحث المتشابهات ويضعها تحت أبوابها النحوية والصرفية على ترتيب الألفية ، ثم يناقش الباحث عرض ابن مالك لهذه الأحاديث مع رأيه اللغوي عنها، ثم يعين الباحث محل الاستشهاد والإشكال اللغوي في المسألة، ثم يوضح الباحث آراء النحاة حول هذه المسألة بالاتفاق أو الاختلاف مع سرد المتفقين أو المخالفين لابن مالك، ثم يقوم الباحث بتحليل الآراء والشواهد المختلفة للوصول إلى ترجيح لأحد الآراء بالاعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي. في الخاتمة والتوصيات يَخْلُص هذا البحث إلى نتيجة تظهر أن ابن مالك له منهج خاص في الاستشهاد بالحديث وذلك أنه يقوم بقبول جميع شواهد الحديث حتى الضعيف منه بغرض التوسعة في بنية اللغة وتراكيبها ومن ثم دلالاتها. فابن مالك يعرف درجات صحة الحديث الشريف لكنه لم يتورع في الاستشهاد بالضعيف والموضوع وكأنه يقبل بالإطار الزماني والمكاني الذي ظهر فيه الحديث الموضوع ويضمه إلى عصر الاحتجاج. يقوى ذلك الزعم أنه استشهد بعددا كبيرا من الأحاديث الضعيفة مما يدل على منهجه الثابت في الاستشهاد بها.كما تتوصل إلى أن استشهاد ابن مالك في كتاباته بالحديث الشريف هو توسعة لغوية؛ لأنه يضيف إلى اللغة دلالات وتراكيب جديدة مع أبعاد اجتماعية وثقافية تحملها نصوص الحديث الشريف؛ لأن القواعد النحوية والأراء مؤيدة أو مرفوضة بميراث ضخم من الشواهد النثرية والشعرية إلا أن التوسعة بشواهد الحديث الشريف لها أبعاد ثقافية أخرى.