أثر كف البصر على الصورة الفنية في أدب طه حسين
مسعـود فايـز مشـرف عبـد الهـادي;
Abstract
يعد موضوع الصورة من أهم الموضوعات التي تناولها الدرس النقدي قديمًا وحديثًا ، اتجه خلاله النقاد إلى دراسة الصورة الشعرية ، عبر مراحل مختلفة من التنظير والتطبيق ، تطورت خلالها النظرة للصورة من الجزئية المحصورة في الجملة إلى رحابة التصور الكلي للنص . وتطورت أنماطها فلم تقف هذه الأنماط عند حدود الاستعارة والمشابهة وإنما تعدت إلى الذهنية والرمزية والنفسية والسردية .
ورغم ما حفلت به الصورة الشعرية من تناول ودراسة فإن الصورة الأدبية المعنية بالنثر على مختلف أجناسه : رواية ، وقصة ، ومسرحية ، ومقالة لم تنل القدر نفسه من الاهتمام ، وهو أمر طالما افتقر إلى وجوده النقد الحديث في غلبة السعي إلى دراسة الأجناس الأدبية النثرية وفق قوانين لا تعتد بالصورة معيارًا للحكم عليها . ولا نستطيع أن نقول إن الصورة كانت خارج منطق التحليل للنصوص النثرية وإنما كانت تأتي ضمنًا . بل أصبح كل حديث يدور حول بنية النص وتراكيبه ، واتساق العلاقة بين مبناه ومعناه يدخل تحت مصطلح الصورة .
إن الصورة الفنية في النثر قائمة على اعتبار الكلية والشمول ؛ فلم تعد محصورة في نطاق الجملة في حين أن الرواية أصبحت أشبه بالصورة الكبيرة التي تندرج من تحتها حلقات متداخلة ، كل حلقة منها ترفد الأخرى وتحيلها نحو التوسع والانتشار.
وإذا كان النقد قد اتجه إلى دراسة الصورة في النثر أو ما يعرف بالصورة الروائية فإن هناك محاولات سبقت هذه المبادرات ، هذه المحاولات بدأت مع الاهتمام بدراسة الصورة الموضوع في الشعر أو النثر والتي بدورها قد سبقت هذه المحاولات بكثير .
ولا شك في أن الصورة الفنية نتاج الحواس ، بما يؤكد على أن دراستها بمعزل عن أهم الحواس في تشكيل الصورة وهي حاسة البصر عند الأديب الكفيف يعد من أبواب المفارقة ، بما يقدمه من صور نتجت من الحرمان ، في حالة من تعويض الفقد بالاستعاضة عن البصر بالحواس الأخرى واستقاء الصورة من الروافد المعينة لسد هذا العوز .
لذلك تأتي أهمية هذا الموضوع وهو : ( أثر كف البصر على الصورة الفنية في أدب طه حسين ) لتجمع بين عدة أمور وهي : الأول دراسة الصورة الفنية في النثر عبر الأجناس الأدبية المختلفة في أدب طه حسين والتي تنحصر في الأعمال الروائية ، والتاريخية ، أو المقالة بأنواعها : الأدبية ، والنقدية ، والاجتماعية والتي تقوم على اللغة الفنية في بنائها بما يسمح بتلمس الصورة فيها ومن ثم يتمكن الباحث من تتبع أثر كف البصر على هذه الصورة . ولا يشمل هذا التصنيف الأعمال المترجمة أو التي اتخذت اتجاهًا اجتماعيًا أوتربويًا يخلص للفكرة ولا يعطي اللغة الأدبية كبير اهتمام يسمح بتلمس الصورة ، وهذا ما تم حصره في مصادر الكاتب نهاية الدراسة . والأمر الثاني : يكمن في دراسة أثر فقد البصر على الصورة الفنية بما في ذلك من تأصيل يحمل روح الجدة في تناول أثر العاهة والفقد لأهم الحواس على بناء الصورة ويضيف إلى الدرس النقدي ما يكمل جهود الآخرين في هذا المجال ، والتي تعد قليلة في دراسة أثر فقد البصر على الصورة الفنية . فأغلب الدراسات التي تناولت موضوع أثر العمى على الصورة اتجهت نحو دراسة الشعر دون النثر ومنها :( أثر كف البصر على الصورة عند أبي العلاء المعري ) للباحثة رسمية السقطي ، مخطوطة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1968م. تناولت خلالها الباحثة أثر كف البصر على الصورة عند أبي العلاء المعري من خلال منظور نفسي وفلسفي . وقد غلب هذا الجانب على الدراسة أكثر من الجانب الفني في دراسة الظاهرة ، مما كان له الأثر في إهمال بنية الصورة وتتبع أنماطها ، وكذلك تحديد روافدها عند أبي العلاء .
وتأتي الدراسة الثانية للباحث . محمد بن أحمد الدوغان ، ( الصورة الشعرية عند العميان في العصر العباسي ) ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة أم القرى ، 1988م . وقد قامت الدراسة على ستة من الشعراء العميان في العصر العباسي ، تناول الباحث الشعراء الستة بالترجمة ، ثم عمد إلى دراسة الظواهر الفنية للصورة في أشعارهم ، محددًا أنماط الصورة ، إلا أن هذه الدراسة لم تقدم نتائج واضحة نهاية البحث رغم أن دراسة ستة من الشعراء قد يكون مناسبًا للتأكيد على شيوع الظاهرة من خلال التلاقي الذي قد يجمع عليه هؤلاء الشعراء ، إلا أن الباحث لم يستثمر هذا الأمر مما أثر على النتائج المرجوة من بحثه .
وتأتي الدراسة الثالثة عند الدكتور عبد الله الفيفي بعنوان : ( الصورة البصرية في شعر العميان دراسة نقدية في الخيال والإبداع ) رسالة دكتوراه ، كلية الآداب ، جامعة الملك سعود ، عام 1993م . قامت الدراسة على ستة نماذج من الشعراء أيضًا إلا أنها لم تقف عند عصر واحد وإنما كان التناول للشعراء الستة قديمًا وحديثًا : ما بين المشرقي والأندلسي والحديث ، معتمدًا في اختياره على الشعراء الذين ولدوا عميان أو فقدوا البصر في الطفولة ، ومن هؤلاء: بشار بن برد ، وأبو العلاء المعري ، وعبد الله البردوني
وكانت تهدف الدراسة إلى إبراز خصائص الصورة عند العميان ومقارنتها بالشعراء المبصرين وفق المنطق الفني و النفسي في قياس أثر ذلك وفق الخيال والإبداع ، ومدى علاقته بالواقع الحسي ، مع الاعتماد على المنهج الإحصائي في حصر الظواهر في قوائم ، مما يؤكد على تداول الظاهرة عند الشعراء الستة وقد لا يكترث هذا الإحصاء بتحليل الظاهرة واستجلاء الجانب الفني فيها بقدر جدولتها وترقيمها .
أما الدراسة الرابعة فكانت للدكتور عدنان عبيد العلي وهي بعنوان : ( شعر المكفوفين في العصر العباسي ) كتاب نشر في دار أسامة ، بالأردن عام 1999م . وقد اختار الباحث شعراء العصر العباسي نموذجًا للدراسة وذلك لشيوع الظاهرة عند بعض من شعراء هذا العصر ، بما يشكل لحالة من المماثلة في حصر الظواهر . كما اعتمد الباحث على التحليل النفسي لأثر العمى على شعر المكفوفين ، لغة ، خيالاً ، وتصويرًا ، مع توضيح السمات الشخصية والنفسية للمكفوفين وأثر ذلك على إنتاجهم الأدبي .
ورغم ما حفلت به الصورة الشعرية من تناول ودراسة فإن الصورة الأدبية المعنية بالنثر على مختلف أجناسه : رواية ، وقصة ، ومسرحية ، ومقالة لم تنل القدر نفسه من الاهتمام ، وهو أمر طالما افتقر إلى وجوده النقد الحديث في غلبة السعي إلى دراسة الأجناس الأدبية النثرية وفق قوانين لا تعتد بالصورة معيارًا للحكم عليها . ولا نستطيع أن نقول إن الصورة كانت خارج منطق التحليل للنصوص النثرية وإنما كانت تأتي ضمنًا . بل أصبح كل حديث يدور حول بنية النص وتراكيبه ، واتساق العلاقة بين مبناه ومعناه يدخل تحت مصطلح الصورة .
إن الصورة الفنية في النثر قائمة على اعتبار الكلية والشمول ؛ فلم تعد محصورة في نطاق الجملة في حين أن الرواية أصبحت أشبه بالصورة الكبيرة التي تندرج من تحتها حلقات متداخلة ، كل حلقة منها ترفد الأخرى وتحيلها نحو التوسع والانتشار.
وإذا كان النقد قد اتجه إلى دراسة الصورة في النثر أو ما يعرف بالصورة الروائية فإن هناك محاولات سبقت هذه المبادرات ، هذه المحاولات بدأت مع الاهتمام بدراسة الصورة الموضوع في الشعر أو النثر والتي بدورها قد سبقت هذه المحاولات بكثير .
ولا شك في أن الصورة الفنية نتاج الحواس ، بما يؤكد على أن دراستها بمعزل عن أهم الحواس في تشكيل الصورة وهي حاسة البصر عند الأديب الكفيف يعد من أبواب المفارقة ، بما يقدمه من صور نتجت من الحرمان ، في حالة من تعويض الفقد بالاستعاضة عن البصر بالحواس الأخرى واستقاء الصورة من الروافد المعينة لسد هذا العوز .
لذلك تأتي أهمية هذا الموضوع وهو : ( أثر كف البصر على الصورة الفنية في أدب طه حسين ) لتجمع بين عدة أمور وهي : الأول دراسة الصورة الفنية في النثر عبر الأجناس الأدبية المختلفة في أدب طه حسين والتي تنحصر في الأعمال الروائية ، والتاريخية ، أو المقالة بأنواعها : الأدبية ، والنقدية ، والاجتماعية والتي تقوم على اللغة الفنية في بنائها بما يسمح بتلمس الصورة فيها ومن ثم يتمكن الباحث من تتبع أثر كف البصر على هذه الصورة . ولا يشمل هذا التصنيف الأعمال المترجمة أو التي اتخذت اتجاهًا اجتماعيًا أوتربويًا يخلص للفكرة ولا يعطي اللغة الأدبية كبير اهتمام يسمح بتلمس الصورة ، وهذا ما تم حصره في مصادر الكاتب نهاية الدراسة . والأمر الثاني : يكمن في دراسة أثر فقد البصر على الصورة الفنية بما في ذلك من تأصيل يحمل روح الجدة في تناول أثر العاهة والفقد لأهم الحواس على بناء الصورة ويضيف إلى الدرس النقدي ما يكمل جهود الآخرين في هذا المجال ، والتي تعد قليلة في دراسة أثر فقد البصر على الصورة الفنية . فأغلب الدراسات التي تناولت موضوع أثر العمى على الصورة اتجهت نحو دراسة الشعر دون النثر ومنها :( أثر كف البصر على الصورة عند أبي العلاء المعري ) للباحثة رسمية السقطي ، مخطوطة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1968م. تناولت خلالها الباحثة أثر كف البصر على الصورة عند أبي العلاء المعري من خلال منظور نفسي وفلسفي . وقد غلب هذا الجانب على الدراسة أكثر من الجانب الفني في دراسة الظاهرة ، مما كان له الأثر في إهمال بنية الصورة وتتبع أنماطها ، وكذلك تحديد روافدها عند أبي العلاء .
وتأتي الدراسة الثانية للباحث . محمد بن أحمد الدوغان ، ( الصورة الشعرية عند العميان في العصر العباسي ) ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة أم القرى ، 1988م . وقد قامت الدراسة على ستة من الشعراء العميان في العصر العباسي ، تناول الباحث الشعراء الستة بالترجمة ، ثم عمد إلى دراسة الظواهر الفنية للصورة في أشعارهم ، محددًا أنماط الصورة ، إلا أن هذه الدراسة لم تقدم نتائج واضحة نهاية البحث رغم أن دراسة ستة من الشعراء قد يكون مناسبًا للتأكيد على شيوع الظاهرة من خلال التلاقي الذي قد يجمع عليه هؤلاء الشعراء ، إلا أن الباحث لم يستثمر هذا الأمر مما أثر على النتائج المرجوة من بحثه .
وتأتي الدراسة الثالثة عند الدكتور عبد الله الفيفي بعنوان : ( الصورة البصرية في شعر العميان دراسة نقدية في الخيال والإبداع ) رسالة دكتوراه ، كلية الآداب ، جامعة الملك سعود ، عام 1993م . قامت الدراسة على ستة نماذج من الشعراء أيضًا إلا أنها لم تقف عند عصر واحد وإنما كان التناول للشعراء الستة قديمًا وحديثًا : ما بين المشرقي والأندلسي والحديث ، معتمدًا في اختياره على الشعراء الذين ولدوا عميان أو فقدوا البصر في الطفولة ، ومن هؤلاء: بشار بن برد ، وأبو العلاء المعري ، وعبد الله البردوني
وكانت تهدف الدراسة إلى إبراز خصائص الصورة عند العميان ومقارنتها بالشعراء المبصرين وفق المنطق الفني و النفسي في قياس أثر ذلك وفق الخيال والإبداع ، ومدى علاقته بالواقع الحسي ، مع الاعتماد على المنهج الإحصائي في حصر الظواهر في قوائم ، مما يؤكد على تداول الظاهرة عند الشعراء الستة وقد لا يكترث هذا الإحصاء بتحليل الظاهرة واستجلاء الجانب الفني فيها بقدر جدولتها وترقيمها .
أما الدراسة الرابعة فكانت للدكتور عدنان عبيد العلي وهي بعنوان : ( شعر المكفوفين في العصر العباسي ) كتاب نشر في دار أسامة ، بالأردن عام 1999م . وقد اختار الباحث شعراء العصر العباسي نموذجًا للدراسة وذلك لشيوع الظاهرة عند بعض من شعراء هذا العصر ، بما يشكل لحالة من المماثلة في حصر الظواهر . كما اعتمد الباحث على التحليل النفسي لأثر العمى على شعر المكفوفين ، لغة ، خيالاً ، وتصويرًا ، مع توضيح السمات الشخصية والنفسية للمكفوفين وأثر ذلك على إنتاجهم الأدبي .
Other data
| Title | أثر كف البصر على الصورة الفنية في أدب طه حسين | Other Titles | The Effect of Blindness on the Artistic Image in the Literature of Taha Hussein | Authors | مسعـود فايـز مشـرف عبـد الهـادي | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.