المسئولية المدنية للدولة عن أضرار الإرهاب (دراسة مقارنة)

Abstract

تعرضت المجتمعات البشرية فى السنوات الأخيرة – وما زالت – لظاهرةٍ من أخطر الظواهر الإجرامية التى يعرفها عالمُنا المعاصر، وهى ظاهرةُ الإرهاب. فلا يكاد يمر يومٌ من دون أن تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة عن قيام فردٍ أو مجموعةٍ من الأفراد بارتكاب أعمالٍ إرهابية، (انفجارات واغتيالات سياسية وغير سياسية)، تثير الفزع وتبعث الرعب وتشيع الاضطراب فى المجتمع وتخل بأمن وأمان أفراده. فالإرهابُ يهدد- بطبيعته – وجود المجتمع ذاته، ويُنذر بالخطرِ لأسس الدول الديمقراطية( ). ولقد تعددت وسائلُ الإرهابِ وطرقه، وأثبت الإرهابيون براعة فى استخدام كل وسائل العلم الحديثة وتطبيقاتها فى سبيل الوصول إلى أغراضِهِم وتحقيق أهدافِهم( ). فالإرهابى يعمل دائمًا تحت شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، وهو شعارٌ يحمل بين طياته الدمار للحضارة والمدنية الحديثة( ). والإرهابُ ليس بظاهرةٍ جديدةٍ وليدة اليوم؛ بل إنه ظاهرةٌ تمتد جذورها عبر تاريخ الإنسانية إلى الماضى السحيق، كما عرفته المجتمعات المتقدمة قبل أن يصل مداهُ إلى المجتمعات النامية( )( ).