دراسـة نقدية لاجتهادات التنظير في الخطاب التربوي الإسلامي المعاصر
السيد صبحي متولي النحــراوي;
Abstract
يجمع كثير من التربويين على أن التربية العربية تمر بأزمة. وبطبيعة الحال فإن المعايير التي انطلق منها المشخصون لأزمة التربية مختلفة وفقا للإطار المرجعي الذي ينتمي إليه القائم بالتشخيص. وهناك بالطبع مداخل تشخيصية أخرى عديدة بشأن تفسير تلك الأزمة، وسبل الخروج منها. ولكن الذي يعنينا إبرازه هنا هو ذلك الاتجاه الذي يشخِّص أزمة التربية على أنها (أزمة تنظير). والأساس الذي يتكئ عليه أصحاب ذلك التصور هو تلك المفارقة المنهجية الواضحة بين النظريات التربوية المستوردة، والواقع الذي تنظِّر له، فتوظيف نظريات جاءت من بيئات أخرى لها مشاكلها القيمية وتناقضاتها الطبقية، ولا يمكن أن تكون صالحة لتفسير واقع مغاير"، حيث أن واقع المجتمع العربي يقتضي أن يكون هناك وعي علمي مستمد من تاريخ وتطور وديناميات المجتمع العربي، وهو وعي يقتضي دراسات علمية تاريخية لحركة المجتمع العربي لها خصائص نظرية ومنهجية وتوجهات مستقبلية.
وإذا كانت النظرية تبعا لهذا المنظور التشخيصي لا تفي بحاجة المجتمع، فضلا عن عدم صلاحيتها – بهذا الشكل - للتعبير عنه؛ فهل قطع المجتمع شوطا في البحث عن النظرية الأصلح له، والأصدق في التعبير عنه؟ وإن كان ما سبق يمثل نقدا صريحا لصرح البناء التنظيري التربوي الواقعي، الوافد أو الهجين، فهل يمكن أن نعثر على ثمة ما يسد فجوة التنظير في عالم التربية بما يمثل أساسا تأصيليا يمكن الاعتماد عليه؟ أو التبشير به؟
إن الباحث في دراسته تلك لا يستهدف بالضرورة دراسة أثر النظرية – أو النظريات المختلفة - في البحث التربوي؛ بقدر ما يستهدف كيف شارك البحث التربوي في صياغة نظرية تتفق مع موضوعاته ومحتواه يعتمد عليها. فنحن لا يعنينا الإجابة على السؤال: كيف تأثر البحث التربوي بالنظريات المختلفة ؟ بل يعنينا الإجابة أكثر على السؤال المغاير له: كيف أثر البحث التربوي في خلق وإيجاد وإبداع نظريات أكثر التصاقا به وتعبيرا عنه؟
وإذا كانت النظرية تبعا لهذا المنظور التشخيصي لا تفي بحاجة المجتمع، فضلا عن عدم صلاحيتها – بهذا الشكل - للتعبير عنه؛ فهل قطع المجتمع شوطا في البحث عن النظرية الأصلح له، والأصدق في التعبير عنه؟ وإن كان ما سبق يمثل نقدا صريحا لصرح البناء التنظيري التربوي الواقعي، الوافد أو الهجين، فهل يمكن أن نعثر على ثمة ما يسد فجوة التنظير في عالم التربية بما يمثل أساسا تأصيليا يمكن الاعتماد عليه؟ أو التبشير به؟
إن الباحث في دراسته تلك لا يستهدف بالضرورة دراسة أثر النظرية – أو النظريات المختلفة - في البحث التربوي؛ بقدر ما يستهدف كيف شارك البحث التربوي في صياغة نظرية تتفق مع موضوعاته ومحتواه يعتمد عليها. فنحن لا يعنينا الإجابة على السؤال: كيف تأثر البحث التربوي بالنظريات المختلفة ؟ بل يعنينا الإجابة أكثر على السؤال المغاير له: كيف أثر البحث التربوي في خلق وإيجاد وإبداع نظريات أكثر التصاقا به وتعبيرا عنه؟
Other data
| Title | دراسـة نقدية لاجتهادات التنظير في الخطاب التربوي الإسلامي المعاصر | Other Titles | Critical Study of Theorizing Efforts In The Contemporary Islamic Educational Discourse | Authors | السيد صبحي متولي النحــراوي | Issue Date | 2016 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G11833.pdf | 314.2 kB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.