دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا خلال العصر الروماني
ليلى عبد القادر علي الغناي;
Abstract
تكتسي دراسة دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا خلال العصر الروماني أهمية خاصة، كونها تمثل مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الاقتصادي لمنطقة المغرب القديم الذي كان ولا يزال يعاني من نقص في الدراسات الاقتصادية نظرا لاتجاه معظم الدارسين إلى دراسة جوانب الحياة السياسية .
وقد شهدت المرحلة قيد الدراسة تطوراً كبيرا في المجال الاقتصادي حيث تم تسليط الضوء على وسائل النقل المختلفة السابقة للجمل وما قامت به من دور في إحداث تطور في حركة النقل التجاري .
إن الرؤية المقترحة في هذه الدراسة ترتكز على دراسة دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا منذ ظهوره بالمنطقة وانتهاء باستخدامه يقودنا لفهم وتوضيح تطور حركة النقل التجاري والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمنطقة خلال فترة الدراسة .
وتكمن أهمية الدراسة في القول بأن دور الإبل وكيفية إدخالها والمناطق التي دخل منها وتوزيعها عبر المنطقة وتركزها في المناطق الصحراوية يقودنا لفهم الدور الكبير الذي حملته الإبل باعتبارها سفينة الصحراء التي تربط المناطق الساحلية بالصحراء وجنوبها .
وتعنى الدراسة بطرح فرضيات استنادا على ما ذكر بالمصادر والمراجع كالقول بأن الإبل أدخلت إلى شمال أفريقيا على يد الرومان لأسباب اقتصادية، أي أن الرومان وحدهم سبب استعمال الإبل بالمنطقة وتطوير حركة النقل الاقتصاد بها .
وهذه الفرضية تقودنا إلى طرح الفرضية المنادية بقدم وجود الجمل في شمال أفريقيا من خلال النقوش والرسوم الصخرية للجمال المنتشرة بجبال الأكاكوس وتاسيلي.
وهنا تأتي فرضية أخرى أساسها الطبيعة الجغرافية والاقتصادية للمنطقة والتي أسهمت في بروز الجمل في المشهد الاقتصادي لشمال أفريقيا خاصة عقب ظاهرة الانقلاب المناخي .
تحظى فرضية دور الخلفية الاجتماعية بأهمية خاصة في ظهور الجمل واستخدامه من قبل البدو الجمّالة على طول خط الحزام الصحراوي .
كما لا يمكن إغفال الفرضية ذات العلاقة بأهمية الجمل ومزاياه ودوره في المنطقة كونه أقصى حيوانات النقل الأخرى .
وتختص فرضية دور دولة الجرامنت¬¬¬ والقبائل الليبية بمكانة متميزة فكان لسيطرتهم على المنطقة ودورهم كوسيط تجار¬¬¬ي أهمية خاصة في منع الرومان من السيطرة على مصادر التجارة بالصحراء الكبرى .
وقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج أهمها :
تبين لنا أنه وجدت العديد من الحيوانات بليبيا والتي ذكرتها المصادر الفرعونية والنصوص الكلاسيكية الإغريقية والرومانية
وقد ظهر لنا من خلال دراستنا أن وسائل النقل المستخدمة في شمال أفريقيا قد زاد نشاطها واستخدامها وبخاصة الخيول خلال فترة الاستيطان الإغريقي وأكدت الأدلة النقائشية للخيول على العملات القورينائية علي مدى أهميتها الاقتصادية بخاصة استخدامها في جر العربات لنقل السلع والبضائع، وخلال الوجودين الفينيقي والقرطاجي نظروا إلى المنطقة على أنها توفر لهم محطات استراحة وحلقة ربط مع ساكني الصحراء كالجرامنت بواسطة الحمار و الحصان والجمل .
اتضح لنا أن استخدام الخيول في تجارة الصحراء أدى إلى نشاط التجار وقيام قلاع الحراسة للطرق بين سواحل المتوسط والمناطق الجنوبية من حزام الصحراء مع استخدامها في ذات الوقت كسلعة.
وخلال فترة الاحتلال الروماني لشمال أفريقيا ازداد اهتمام الأباطرة الرومان بتوسيع التجارة والنقل وإنشاء المرافق الضرورية على الطرق من خلال التحصينات الدفاعية لحماية القافلة والمسافرين للسيطرة على الطرق الرابطة بين شرق وغرب وجنوب المنطقة من مصر شرقا حتى أفريقيا وموريتانيا الطنجية غربا حيث ساعدت العربات والخيول والحمير على الحركة بها .
كما تبين رسوم منطقة قرزة وجود الجمال والحمير وعدد من الحيوانات التي استخدمت في الحراسة والنقل في منطقة التخوم مثل الثيران والحمير والجمال والخيول وهذا يدل على تربية ووفرة أعداد الحيوانات في المزارع المحصنة.
بروز دور مملكة الجرامنت بموقعها المتميز كوسيط تجاري حقيقي في العلاقات الاقتصادية مثل تهيئة طرق القوافل الرئيسية والفرعية وتوفير الحماية عليها ما جعلهم أصحاب السيطرة المطلقة على الطرق الجنوبية خاصة في فترات قوتهم واتساع حركة التبادل التجاري مع الرومان شمال وجنوب الصحراء الكبرى الذي تطور باستخدام الجمل الذي نظم علاقاتهم التجارية.
ويمكن القول إنه تعددت أنواع واتجاهات المبادلات البرية وعلى ظُهور الإبل التي حَملت البضائع وحُمِلت كسلعة في آن واحد للاتجار بسلع وبضائع مناطق التبادل التجاري إلى شمال أفريقيا لتشهد فترة القرون الثلاثة الأولى للميلاد توسعاً في حركة الاتصالات التجارية بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى أوضحتها الزيادة في الكم ونوع السلع التجارية الصحراوية المتجهة إلى الشمال ومنها إلى حوض البحر المتوسط ومناطق العالم القديم وبالعكس.
من خلال رصدنا للمصادر المادية والأدبية والدراسات الحديثة فيما يخص دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا خرجنا بنتائج هامة تتلخص في التالي :
إن الإبل استخدمت بدون شك بشكل واسع في شمال أفريقيا منذ القرون الأولى للميلاد ولكن الأمر المؤكد أن شمال أفريقيا لم تكن منشأ الإبل .
دحض الفكرة المنادية بأن الرومان أوجدوا الجمل في منطقة شمال أفريقيا خدمة لها ولتعميرها فقد دلت البقايا الأثرية لمنحوتات الإبل على اتساع استخدام الجمل وأهميته من المعلومات المتوفرة عن المنطقة والمستخرجة من النقوش والصور والرسوم الصخرية المكتشفة في الصحراء والدالة على وجود الجمل بل واستخدامه .
وجود الإبل بالصحراء الكبرى واستخدامها في التجارة من قبل النوميديين ومن ثمّ القرطاجيين، ولعل غيابها كمشهد بارز في المنطقة عند الكتاب القدامى يعزى لسببين أولهما معرفة الجمل من قبل بدو الصحراء وشيوعه استخدامه لديهم، والمعروف أنه إذا شاعت الظاهرة فلا تذكر ولشيوعه فلم يتم الحديث عنه وأيضاً لعدم استخدامها في الحياة العسكرية .
لا يمكن قبول الرأي المنادي بأن الرومان قد أدخلوا الإبل إلى المنطقة فلا يعقل ذلك، خاصة وأن الإبل أكثر ملاءمة لمنطقة الصحراء الكبرى منه إلى مناطق الشمال الساحلية و الجبلية في معظمها حيث جبال أطلس التي استقر بها الرومان الذين لم يتجاوزوا خطوط التحصينات الدفاعية أي أنهم لم يتواجدوا بالصحراء إلا بحملات عسكرية فاشلة نتيجة لمقاومة دولة الجرامنت والقبائل الليبية كالنسامونيين والجيتول، واقتصر ارتباطهم بالصحراء على العلاقات التجارية بواسطة القبائل الليبية .
دعمت المصادر المادية وأهمها الفن الصخري وكذلك التماثيل والعملات والنقوش مسألة وجود الإبل في الفترات التاريخية السابقة لدخول الرومان للمنطقة وبهذا تم دحض الفكرة المنادية بأن الرومان أوجدوا الجمل في منطقة شمال أفريقيا خدمة لها ولتعميرها فقد دلت البقايا الأثرية لمنحوتات الإبل والعملات على اتساع استخدام الجمل وأهميته من خلال المعلومات المتوفرة عن المنطقة والمستخرجة من الفن الصخري من نقوش وصور ورسوم والمكتشفة في الصحراء الكبرى والدالة على وجود الجمل بل واستخدامه.
وقد شهدت المرحلة قيد الدراسة تطوراً كبيرا في المجال الاقتصادي حيث تم تسليط الضوء على وسائل النقل المختلفة السابقة للجمل وما قامت به من دور في إحداث تطور في حركة النقل التجاري .
إن الرؤية المقترحة في هذه الدراسة ترتكز على دراسة دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا منذ ظهوره بالمنطقة وانتهاء باستخدامه يقودنا لفهم وتوضيح تطور حركة النقل التجاري والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمنطقة خلال فترة الدراسة .
وتكمن أهمية الدراسة في القول بأن دور الإبل وكيفية إدخالها والمناطق التي دخل منها وتوزيعها عبر المنطقة وتركزها في المناطق الصحراوية يقودنا لفهم الدور الكبير الذي حملته الإبل باعتبارها سفينة الصحراء التي تربط المناطق الساحلية بالصحراء وجنوبها .
وتعنى الدراسة بطرح فرضيات استنادا على ما ذكر بالمصادر والمراجع كالقول بأن الإبل أدخلت إلى شمال أفريقيا على يد الرومان لأسباب اقتصادية، أي أن الرومان وحدهم سبب استعمال الإبل بالمنطقة وتطوير حركة النقل الاقتصاد بها .
وهذه الفرضية تقودنا إلى طرح الفرضية المنادية بقدم وجود الجمل في شمال أفريقيا من خلال النقوش والرسوم الصخرية للجمال المنتشرة بجبال الأكاكوس وتاسيلي.
وهنا تأتي فرضية أخرى أساسها الطبيعة الجغرافية والاقتصادية للمنطقة والتي أسهمت في بروز الجمل في المشهد الاقتصادي لشمال أفريقيا خاصة عقب ظاهرة الانقلاب المناخي .
تحظى فرضية دور الخلفية الاجتماعية بأهمية خاصة في ظهور الجمل واستخدامه من قبل البدو الجمّالة على طول خط الحزام الصحراوي .
كما لا يمكن إغفال الفرضية ذات العلاقة بأهمية الجمل ومزاياه ودوره في المنطقة كونه أقصى حيوانات النقل الأخرى .
وتختص فرضية دور دولة الجرامنت¬¬¬ والقبائل الليبية بمكانة متميزة فكان لسيطرتهم على المنطقة ودورهم كوسيط تجار¬¬¬ي أهمية خاصة في منع الرومان من السيطرة على مصادر التجارة بالصحراء الكبرى .
وقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج أهمها :
تبين لنا أنه وجدت العديد من الحيوانات بليبيا والتي ذكرتها المصادر الفرعونية والنصوص الكلاسيكية الإغريقية والرومانية
وقد ظهر لنا من خلال دراستنا أن وسائل النقل المستخدمة في شمال أفريقيا قد زاد نشاطها واستخدامها وبخاصة الخيول خلال فترة الاستيطان الإغريقي وأكدت الأدلة النقائشية للخيول على العملات القورينائية علي مدى أهميتها الاقتصادية بخاصة استخدامها في جر العربات لنقل السلع والبضائع، وخلال الوجودين الفينيقي والقرطاجي نظروا إلى المنطقة على أنها توفر لهم محطات استراحة وحلقة ربط مع ساكني الصحراء كالجرامنت بواسطة الحمار و الحصان والجمل .
اتضح لنا أن استخدام الخيول في تجارة الصحراء أدى إلى نشاط التجار وقيام قلاع الحراسة للطرق بين سواحل المتوسط والمناطق الجنوبية من حزام الصحراء مع استخدامها في ذات الوقت كسلعة.
وخلال فترة الاحتلال الروماني لشمال أفريقيا ازداد اهتمام الأباطرة الرومان بتوسيع التجارة والنقل وإنشاء المرافق الضرورية على الطرق من خلال التحصينات الدفاعية لحماية القافلة والمسافرين للسيطرة على الطرق الرابطة بين شرق وغرب وجنوب المنطقة من مصر شرقا حتى أفريقيا وموريتانيا الطنجية غربا حيث ساعدت العربات والخيول والحمير على الحركة بها .
كما تبين رسوم منطقة قرزة وجود الجمال والحمير وعدد من الحيوانات التي استخدمت في الحراسة والنقل في منطقة التخوم مثل الثيران والحمير والجمال والخيول وهذا يدل على تربية ووفرة أعداد الحيوانات في المزارع المحصنة.
بروز دور مملكة الجرامنت بموقعها المتميز كوسيط تجاري حقيقي في العلاقات الاقتصادية مثل تهيئة طرق القوافل الرئيسية والفرعية وتوفير الحماية عليها ما جعلهم أصحاب السيطرة المطلقة على الطرق الجنوبية خاصة في فترات قوتهم واتساع حركة التبادل التجاري مع الرومان شمال وجنوب الصحراء الكبرى الذي تطور باستخدام الجمل الذي نظم علاقاتهم التجارية.
ويمكن القول إنه تعددت أنواع واتجاهات المبادلات البرية وعلى ظُهور الإبل التي حَملت البضائع وحُمِلت كسلعة في آن واحد للاتجار بسلع وبضائع مناطق التبادل التجاري إلى شمال أفريقيا لتشهد فترة القرون الثلاثة الأولى للميلاد توسعاً في حركة الاتصالات التجارية بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى أوضحتها الزيادة في الكم ونوع السلع التجارية الصحراوية المتجهة إلى الشمال ومنها إلى حوض البحر المتوسط ومناطق العالم القديم وبالعكس.
من خلال رصدنا للمصادر المادية والأدبية والدراسات الحديثة فيما يخص دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا خرجنا بنتائج هامة تتلخص في التالي :
إن الإبل استخدمت بدون شك بشكل واسع في شمال أفريقيا منذ القرون الأولى للميلاد ولكن الأمر المؤكد أن شمال أفريقيا لم تكن منشأ الإبل .
دحض الفكرة المنادية بأن الرومان أوجدوا الجمل في منطقة شمال أفريقيا خدمة لها ولتعميرها فقد دلت البقايا الأثرية لمنحوتات الإبل على اتساع استخدام الجمل وأهميته من المعلومات المتوفرة عن المنطقة والمستخرجة من النقوش والصور والرسوم الصخرية المكتشفة في الصحراء والدالة على وجود الجمل بل واستخدامه .
وجود الإبل بالصحراء الكبرى واستخدامها في التجارة من قبل النوميديين ومن ثمّ القرطاجيين، ولعل غيابها كمشهد بارز في المنطقة عند الكتاب القدامى يعزى لسببين أولهما معرفة الجمل من قبل بدو الصحراء وشيوعه استخدامه لديهم، والمعروف أنه إذا شاعت الظاهرة فلا تذكر ولشيوعه فلم يتم الحديث عنه وأيضاً لعدم استخدامها في الحياة العسكرية .
لا يمكن قبول الرأي المنادي بأن الرومان قد أدخلوا الإبل إلى المنطقة فلا يعقل ذلك، خاصة وأن الإبل أكثر ملاءمة لمنطقة الصحراء الكبرى منه إلى مناطق الشمال الساحلية و الجبلية في معظمها حيث جبال أطلس التي استقر بها الرومان الذين لم يتجاوزوا خطوط التحصينات الدفاعية أي أنهم لم يتواجدوا بالصحراء إلا بحملات عسكرية فاشلة نتيجة لمقاومة دولة الجرامنت والقبائل الليبية كالنسامونيين والجيتول، واقتصر ارتباطهم بالصحراء على العلاقات التجارية بواسطة القبائل الليبية .
دعمت المصادر المادية وأهمها الفن الصخري وكذلك التماثيل والعملات والنقوش مسألة وجود الإبل في الفترات التاريخية السابقة لدخول الرومان للمنطقة وبهذا تم دحض الفكرة المنادية بأن الرومان أوجدوا الجمل في منطقة شمال أفريقيا خدمة لها ولتعميرها فقد دلت البقايا الأثرية لمنحوتات الإبل والعملات على اتساع استخدام الجمل وأهميته من خلال المعلومات المتوفرة عن المنطقة والمستخرجة من الفن الصخري من نقوش وصور ورسوم والمكتشفة في الصحراء الكبرى والدالة على وجود الجمل بل واستخدامه.
Other data
| Title | دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا خلال العصر الروماني | Other Titles | دور الإبل في الحياة التجارية في شمال أفريقيا خلال العصر الروماني | Authors | ليلى عبد القادر علي الغناي | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.