دور المراجع الداخلي في تفعيل نظم تقييم الأداء المتوازن لترشيد أداء الإدارة العليا

Abstract

يشهد العالم اليوم الكثير من المتغيرات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والتكنولوجية والتي تمثل تحديات تواجه المنظمات والمؤسسات و ما صاحبها من إنهيارات وأزمات مالية متلاحقةوالتي تعرضت لها العديد من المنظمات والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأمريكية و دول أوروبا مثل شركة Enron للطاقة كذلك إنهيار شركة Worldcom ثاني أكبر شركات الإتصالات في الولايات المتحدة بعد قيام الإدارة بالتلاعب في بنود المصروفات لتضخيم الأرباح وإظهار المصروفات العادية تحت بند مصروفات رأسمالية، وقد ترتب على انهيار تلك الشركات إنهيار شركة Arthur Andersonالتي كانت تعد من أكبر شركات التدقيق الدولية بعد قيامها بإعدام سجلات التلاعب الخاصة بتلك الشركات، كان لهاالأثر الأكبر على زيادة إهتمام إدارات تلك المؤسسات والشركات بدور المراجع الداخلي في مراجعة وتقييم الأداء لكافة أنشطة المنظمة، أي أن نطاق للمراجعة الداخلية لم يعد يعني مراجعة الجوانب المالية فقط، بل أصبح يطلب من المراجع الداخلي أن يقوم بمهام أخرى إضافة إلى المهام التقليدية المنوطة به ويتضمن ذلك العديد من الجوانب الأخرى سواء أكانت إدارية أم بيئية ومنها: • قياس أداء الإدارة. • تقييم مدى كفاءة الإدارة فـي إدارة موارد المنظمة. • التأكد من تحقيق الإدارة للأهداف المحددة مسبقاً. و من أهم الجوانب التي يتضمنها نطاق المراجعة الداخلية هو ما يتعلق بتقييم الأداء الإداري لتحديد مدى كفاءة الإدارة في استخدام الموارد , كذلك تحديد فعالية الإدارة في تحقيق الأهداف ومنهنا بدأ الإهتمام يتزايد بالمراجعة الإدارية والطلب عليها يتضاعف. وأصبح لزاماً على المراجع الداخلي أن يطور من قدراته وأدواته المهنية والعلمية بما يتناسب وهذا الواقع الجديد.وعلى أثر ذلك تطورت أساليب تقييم الأداء التقليدية إلى أساليب تقييم أداء إهتمت بتقييم الأداء الإداري مثل: • الموازنات التقديرية. • التكاليف المعيــارية. • معايير تقييم الأداء الإداري. • معايير الجودة الشاملة. وفي سنوات التسعينيات ظهر منهج جديد لتقييم الأداء الإداري لا يعتمد فقط على التقييم المالي كعنصر وحيد لقياس كفاءة الأداء، ولكن تم اعتماد ثلاثة أبعاد أخرى لقياس وتقييم شامل لكافة نواحي المنظمة أطلق على هذا المنهج (بطاقة قياس الأداء المتوازن)Balanced Scorecard، التي ابتكرها و نادى بها كل من(ديفيد نورتون و روبرت كابلان). وأصبح هناك اتجاهاً متزايداً لدى المراجعين (سواء الداخلي أو الخارجي) نحو استخدام هذا الأسلوب في تقييم أداء المنظمة ككل على كافة المستويات الإدارية. وضمن هذا الإطار تأتي هذه الدراسة لتوضيح دور المراجع الداخلي في تفعيل المحاور الأربعة الواردة في بطاقة قياس الأداء المتوازن بهدف ترشيد أداء الإدارة العليا، بما يحقق أهداف المنظمة والرقابة عليها، وبما يحقق رضا العملاء ويزيد من ثقة المستثمرين والمساهمين في أداء الإدارة، وبما يضمن عدم التصرف الغير سليم في مقدرات وموارد المنظمة. أولا- مشكلة البحث: تكمن مشكلة البحث في تحديد كيفية قيام المراجع الداخلي في تفعيل أبعاد بطاقة الأداء المتوازن الأربعة الرئيسة خلال مهامه في تقييم الأداء لترشيد قرارات الإدارة العليا وذلك من خلال الإجابة على بعض الإستفسارات التي تتعلق بتلك المشكلة والتي تتمثل في الآتي: أ‌- هل هناك علاقة بين دور المراجع الداخلي في تقييم الأداء في المنظمة، وبين استخدامه لبطاقة الأداء المتوازن؟ ب‌- ما هو دور المراجع الداخلي في تفعيل استخدام بطاقة قياس الأداء المتوازن في المنظمة؟ وماهي الأساليب والأليات التي سوف ينتهجها في عملية التفعيل؟ ج - هل قيام المراجع الداخلي بتفعيل بطاقة قياس الأداء المتوازن في عملية تقييم الأداء سوف يؤدي إلى ترشيد أداء الإدارة العليا؟ ثانيا- أهمية البحث: تتمثل أهمية البحث في أنه يتناول موضوعاًهاماً يركز على: • دور المراجع الداخلي في تقييم الأداء بما يخدم مصالح المستثمرين والمساهمين ويضفي الثقة على أداء الإدارة. • أنه من الموضوعات التي تندر فيها الدراسات و البحوث العلمية خاصة في المنظمات العاملة في دولة فلسطين. • تشجيع إدارة المنظمات في البيئة العربية على تفعيل منهج بطاقة قياس الأداء المتوازن وزيادة وعيها بمزايا تطبيقها. • مساعدة المراجعين في دولة فلسطين والوطن العربي في تفعيل دورهم المهني بشكل يتلاءم مع المستجدات العالمية وتحديات الواقع على الساحة الدولية.