المتغيرات الاجتماعية والنفسية المعاصرة وعلاقتها بانتشار ظاهرة الإدمان بين الإناث في المجتمعات العشوائية

لورنا عادل غالي;

Abstract


المقدمة
تعد مشكلة الإدمان والتعاطى من أهم المشكلات التى تشغل الدول جميعها سواء المتقدمة منها، أو النامية، لأنها ترتبط باقتصاديات هذه الدول؛ لذا حاولت الدراسات والأبحاث بيان أثر التعاطى والإدمان على شخصية الفرد، وأشارت النتائج إلى أن شخصية متعاطى المخدرات من الشخصيات غير السويه، والتى تنخفض كفاءتها الشخصية والاجتماعية.
لم تتكون هذه الشخصية المدمنة إلا بتأثير المتغيرات الاجتماعية والنفسية، العوامل البيئية، والوسط الذى يعيش، ينمو، ويتفاعل فيه الفرد، ويؤثر بوضوح فى تشكيل شخصيته ونموها. كما تؤثر المواقف الضاغطة المصحوبة بالفشل على الفرد؛ فتضعف قدرته التوافقيه، وتجعله عرضه للانحراف السلوكى، كما يؤدى عدم إشباع المجتمع لحاجات الفرد، وعجزه عن الوصول به إلى حالة من الاتزان النفسى والاجتماعى، وتواجد الفرد فى مجتمع يفيض بالحرمان، والإحباط، وعدم الأمن، والتنافس الشديد بين الناس، وعدم المساواة إلى نمو سلوك غير سوى مضاد للمجتمع تعبيرًا عن رفض هذا المجتمع المحيط.
يبرز فى خضم هذه المشكلة الخطيرة تزايد حجم تعاطى المخدرات بين الإناث فى الآونة الأخيرة فى الوقت الذى تمثل فيه المرأة نصف الطاقة البشرية الموجودة فى المجتمع، وأصبح لها دور بارز فعال فى المجتمع حيث تهتم معظم الدراسات المصرية بدراسة التعاطى بين الذكور، وذلك على اعتبار أنه أكثر انتشارُا بينهم، وهذا الاعتبار أن كان صحيحًا فلا يعد كافيًا لتجاهل تعاطى الإناث، حيث أنه من الملاحظ فى الآونة الأخيرة، إننا بدأنا نجدهن يمارسن بعض السلوكيات المستحدثة، والتى لم نرها من قبل بهذا الشكل حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضى مثل: الجلوس على المقاهى، وشرب الشيشة، وتدخين السجائر على الملأ، وغير ذلك؛ لذا أجريت هذه الدراسة على الإناث فقط للتعرف على المتغيرات الاجتماعية والنفسية المعاصرة وعلاقتها بانتشار ظاهرة إدمان الإناث فى المجتمعات العشوائية.
مشكلة الدراسة
أن قضية المخدرات أصبحت تمثل اليوم خطرًا داهمًا يهدد كيان بل وإمكانية تقدم وتنمية أى مجتمع، ويدرك المرء حدة وخطورة هذه المشكلة الاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية وحجم الخسارة التى تعود على المجتمع.
وقد يكون للعديد من النظم الاجتماعية دور حقيقى وفعال فى إقبال بعض أبناء المجتمع على التعاطى والإدمان، لذلك لابد من معرفه الأسباب الحقيقية وراء انتشار المخدرات، وهناك العديد من المتغيرات الاجتماعية المهيئة للتعاطى مثل: أسلوب الشدة فى المعاملة، أو التفكك والمشكلات الأسرية، ووقوع الطلاق، وحدوث انحلال أخلاقى داخل الأسرة، وذلك فى ضوء ظهور مشكلة إدمان الإناث وما يتبعه من مشاكل عديدة داخل المجتمع وبوجه خاص فى المناطق العشوائية.
وتعتبر كارثة إدمان الإناث أخطر من إدمان الذكور ولم تعد المشكلة ظاهرة بل تحولت بالفعل إلى كارثة مرعبة بسبب هذا المرض الاجتماعى الخطير الذى يمكن أن ينتشر مثل الوباء ولا داعى أبدًا للتعامل معه مثل هذه الموضوعات بمنطق النعام.
أهمية الدراسة
تكمن أهمية الدراسة الحالية فى جانبين: الأول نظرى، والثانى تطبيقى:
أولًا: الأهمية النظرية
1. تسليط الضوء على بعض المتغيرات الاجتماعية والنفسية المعاصرة التى قد تدفع بعض الإناث فى المجتمعات العشوائية إلى الوقوع فريسه للإدمان أو التعاطى.
2. تسليط الضوء على ظاهرة غاية فى الأهمية والخطورة، وهى ظاهرة الإدمان أو التعاطى؛ حيث أن حجم هذه الظاهرة زاد وتفاقم على المستويين المحلى، والدولى.
3. توجيه نظر الباحثين والمتخصصين فى مجال علاج الإدمان أو التعاطى، إلى الأسباب الحقيقية التى تدفع بعض الإناث إلى الإدمان، والعمل على حمايتهن، ونشر الوعى حول مخاطر الإدمان، وعواقبه السلبية على الفرد، والمجتمع.
4. توجيه النظر إلى خطورة المشكلات التى تعانى منها المناطق العشوائية، والتى يكون لها تأثير سلبى على حياة الأفراد وضرورة الحد منها.
5. توفر الدراسة بعض المعلومات التى يمكن أن يستفيد منها العاملون والباحثون فى مجال الإدمان والعشوائيات، عند تناولهم مثل هذه الموضوعات من جوانب أخرى فى المستقبل.
ثانيًا: الأهمية التطبيقية
6. إمكانية الاستفادة من نتائج الدراسة فى عقد دورات استرشادية وبرامج تدريبية لأسر الإناث فى المناطق العشوائية، يكون الهدف منها التعرف على الآثار السلبية للضغوط الوالدية، والمشكلات الأسرية على سلوك أبنائهم.
7. حث المجتمع على الحرص على الاهتمام بهذه الفئة حيث ترتفع النسبة فى أعداد المتعاطيات، الأمر الذى يتطلب سرعة التدخل واستقراء الإحصائيات مجرده حتى لا تضللنا الأرقام.
8. اهتمام الدراسة الحالية بالإناث قد يتيح الاستفادة من طاقاتهن الكامنة واستثمارها بطريقة تسهل عليهن الانضمام للمجتمع كقوة فعالة.
9. إمكانية الاستفادة من نتائج الدراسة فى عقد دورات تدريبية وإرشادية للإناث يكون الهدف منها رفع درجة الاستعداد لديهن لمواجهة المتغيرات الاجتماعية والنفسية، والتى يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية، وتدفع بهم للإدمان، والعمل على تعديل بعض الأفكار والاتجاهات السلبية لدى الإناث نحو هذه المتغيرات.
أهداف الدراسة
لكل دراسة هدف تسعى لتحقيقه وتسعى هذه الدراسة إلى التعرف على المتغيرات الاجتماعية مثل المستوى الاجتماعى، التعليم، المهنة، الحالة الاجتماعية، عدد أفراد الأسرة والمتغيرات النفسية وانعكاساتها على ظاهرة الإدمان بين الإناث فى المناطق العشوائية.
وينبثق من هذا الهدف عدة أهداف فرعية هى:
10. التعرف على مراحل السقوط فى بئر الإدمان.
11. التعرف على المتغيرات الاجتماعية المعاصرة وعلاقتها بإدمان الإناث.
12. الكشف عن المتغيرات النفسية المعاصرة وعلاقتها بادمان الاناث.
13. رصد ظاهرة إدمان الإناث فى المناطق العشوائية.
14. إلقاء الضوء على الآثار الخطيرة التى يسببها إدمان الاناث.


Other data

Title المتغيرات الاجتماعية والنفسية المعاصرة وعلاقتها بانتشار ظاهرة الإدمان بين الإناث في المجتمعات العشوائية
Other Titles CONTEMORARY SOCIAL AND PSYCHOLOGICAL VARIABLES AND THEIR RELATIONSHIP WITH THE SPREAD OF ADDICTION PHENOMENON AMONG FEMALES IN THE SLUMS
Authors لورنا عادل غالي
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G11432.pdf488.45 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 6 in Shams Scholar
downloads 1 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.