الأشجـــار المثمــرة فـي ليبــيا "دراسة في جغرافية الزراعة" رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في (الجُغرافيا)

Abstract

فإن الزراعة تعد من الحرف الرئيسة التي يمارسها الإنسان منذ القدم لسد حاجته من المأكل وتحقيق الاكتفاء الذاتى؛ لذا تسعى الدول إلى تشجيع العمل بهذا القطاع وتحفيز العاملين به من أجل سد الحاجة المحلية للسكان من ناحية، وزيادة الدخل القومى ودعمه من ناحية أخرى عن طريق تصدير المنتجات الزراعية التي تدخل فى كثير من الصناعات الغذائية، وتعد الزراعة في ليبيا ثاني أكبر قطاع في الاقتصاد الليبي بعد النفط . وتمارس في بعض أجزاء منطقة الدراسة منذ القدم غير أنها تناقصت عما كانت عليه ويلاحظ ذلك من خلال انخفاض عدد الحائزين المتفرغين للزراعة والذين بلغ عددهم (59566 حائزاً) في التعداد الزراعي 2001م في حين وصل عددهم (38129 حائزاً) في تعداد عام 2007 أي بانخفاض نسبته 39% ؛ وقد يكون السبب فى ذلك التحول إلى قطاعات أخرى لتحسين الدخل مثل قطاع التجارة والخدمات أو لسبب ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وتذبذب مياه الأمطار وتناقص المخزون الجوفي المائي وتردي نوعيته في أهم المناطق الزراعية ( الساحل الليبي ) ، فضلاً عن انخفاض خصوبة التربة وغيرها من العوامل، إذ لا تتعدى نسبة المساحة الصالحة للزراعة حوالي 2% من مساحة البلاد بالكامل تتركز معظمها في الشريط الساحلي والمناطق الجبلية (الجبل الأخضر والجبل الغربي) وبعض الواحات الممتدة في وسط وجنوب البلاد، ونتيجة لهذه الظروف والتى يأتى فى مقدمتها قلة المياه تسود زراعة تلك المحاصيل التى تحتمل الجفاف معظم أشهر السنة مثل بعض أنواع الأشجار المثمرة كالنخيل والزيتون والعنب والتين ، كما أن ثمار هذه الأشجار ذات قيمة غذائية للإنسان لاحتوائها على نسبة عالية من الفيتامينات ، ومنذ عرفت هذه القيمة احتلت ثمار هذه الأشجار مكاناً متميزاً بين الأغذية وأخذ الاهتمام بأمرها في العالم يزداد يوماً