النفايات الصلبة بمدينة بنغازي ــ ليبيا "دراسة فى الجغرافيا الاقتصادية"

نادية عبد اللطيف عبد الرحيم بن عمران;

Abstract


تعد مدينة بنغازي من أكبر المدن الليبية بعد مدينة طرابلس سواء من حيث الحجم أو الامتداد فهي قطب الجذب الأول في المنطقة الشرقية وهذا ما أعطاها منفعة مكانية باعتبارها موقعاً فيزيوغرافياً وبشرياً ومركز جذب لخطوط النقل من جميع الأماكن المحيطة بها، وعمل موقعها على ربطها بعلائق تجارية تبادلية مع ظهيرها خاصة أنها تمتلك ميناءً بحرياً ساعد على توثيق علائقها التجارية بأكثر دول العالم، ما جعلها تنمو وتتطور مساحياً وسكانياً وهذا عمل على ظهور أنماط سكنية وخدمية متباينة حجماً وكثافة وتوزيعاً.
تطل مدينة بنغازي على البحر المتوسط من الناحية الشرقية لليبيا بساحل يبلغ طوله 40كم تقريباً، ويضم مخطط مدينة بنغازي ثلاث مناطق إدارية هي (بنغازي المركز ، السلاوي ، البركة) وواحداً وعشرين حياً سكنياً مقسمة لمناطق وفقاً للتقسيم الإداري لعام 1984م ,الشكل (1)، يتوزع فيها السكان توزيعاً متبايناً وتقع مدينة بنغازي في غرب إقليم بنغازي التخطيطي. وتمثل مدينة بنغازي، المهيمنة على التجمعات السكانية الأخرى المركز الحضري الأول الرئيسي في الإقليم ويستحوذ على قسط كبير من الأنشطة الإدارية والاجتماعية والاقتصادية. وتغطي حاضرة بنغازي مساحات شاسعة على شكل نصف دائرة تمتد من سيدي خليفة في الشمال الشرقي إلى قنفودة في الجنوب الغربي، مع نمو محدد في اتجاه الشرق يضم مناطق بوعطني على امتداد طريق المطار. تشمل مساحة حاضرة بنغازي؛ مدينة بنغازي وقنفودة البحرية وبوفاخرة وتيكا والقوارشة والكويفية وبودزيرة، وجميعها تقع في منطقة نفوذ حاضرة بنغازي.
ثانيا : مشكلة الدراسة
تعاني مدينة بنغازي شأنها شأن المدن الأخرى من تراكم النفايات الصلبة فى بعض أحيائها, كما تتكدس فى مقالب مكشوفة , مما يؤدى إلى انبعاث الروائح الكريهة وتشويهها للمنظر العام. ومن الظروف التى زادت من حدة المشكلة ارتفاع معدلات الرطوبة والتي يصل معدلها فى فصل الصيف إلى 82%, والتى بدورها تزيد من سرعة تحلل المواد العضوية وما يترتب على ذلك من تكاثر الحشرات
والميكروبات المسببه للأمراض , وبالتالى تتفاقم المشكلة وتزداد تعقيداً فى هذا الفصل من فصول السنة. ونظراً لما لمدينة بنغازي من اهمية اقتصادية وسياسية وسياحية , وللمحافظة على صحة الإنسان وسلامة البيئة من مخاطر التلوث , كانت الحاجة ملحة لإجراء دراسة حول موضوع التلوث البيئي بالمخلفات الصلبة بمدينة بنغازي , وذلك للتعرف على أهم الأسباب والعوامل التى أدت إلى تفاقم هذه المشكلة والآثار الناجمة عنها وطرق التخلص منها.





ثالثاً: الفرضيات
1- نمو المدينة السكاني وتطورها العمراني لم يواكبه نمو فى قطاع المعالجة والتخلص من المخلفات الصلبة.
2- عدم توفر مواقع سليمة وصحية للتخلص من المخلفات الصلبة أدى إلى التخلص منها بطرق عشوائية.
3- عدم تطبيق القوانين واللوائح التى تضمن حماية البيئة من التلوث بالمخلفات الصلبة.
4- تدني مستوى الوعى البيئي كان له بالغ الأثر فى تراكم وتكدس المخلفات الصلبة فىبعض الأحياء والشوارع.
رابعاً: الأهمية وأهداف البحث
أصبحت مشكلة المخلفات الصلبة تحظي بجانب كبير من الأهمية من قبل الباحثين لما تسببه هذه المشكلة من آثار بيئية خطيرة كما تعد المخلفات الصلبة إحدى المشاكل الرئيسية المسببة لتلوث المجتمعات السكانية. ولذلك فإن تقييم الوضع الحالي للتلوث بالمخلفات الصلبة فى مدينة بنغازي له أهمية كبيرة لما تسببه هذه المخلفات من انعكاسات خطيرة على البيئة من حيث تلوثها وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض ناهيك عن الأضرار الاقتصادية والصحة العامة ومن هنا جاءت أهداف الدراسة كالتالى :
1- دراسة الأسباب التى أدت إلى تفاقم هذه المشكلة وآثارها السلبية.
2- تحديد كمية المخلفات الصلبة التى تنتجها المدينة , ومعدل ما ينتجه الفرد يومياً .
3- التوصل إلي الطرق والأساليب المتبعة فى التخلص من المخلفات الصلبة بالمدينة وتقييمها.
4- اقتراح الحلول العلمية والتوصيات للمساعدة فى حل هذه المشكلة.
خامساً : الدراسات السابقة
تعد الدراسات السابقة من الأمور المهمة التى يعتمد عليها الباحث, فهى تعطيه فكرة عن موضوع دراسته و تمكنه من تجنب الأخطاء التى وقع فيها من سبقوه إذ أن عليه أن يبدأ من حيث انتهي الآخرون, وفيما يلي عرض لأهم الدراسات التى تناولت موضوع البحث :
1. من خلال دراسة عبدالله العلى النعيم (1989) "خيارات التقنية للتخلص من النفايات وتجربة مدينة الرياض" – منظمة المدن العربية- الكويت , تبين أن مدينة الرياض بمستواها الاقتصادى والاجتماعى المرتفع والنمو العمراني وتطورها الحضاري السريع , تنتج كميات كبيرة من
2. المخلفات الصلبة بمختلف أنواعها وقد توصل الباحث إلى أن من أهم اسباب تفاقم هذه المشكلة هي:
• عدم اتباع الأنظمة و اللوائح و تطبيق القوانين الخاصة بحماية البيئة
• النمو السكاني السريع
• زيادة حجم المخلفات الناتجة عن الفرد كنتيجة لتحسن الوضع الاقتصادي
و قد توصل إلى أن افضل الطرق للتخلص من مشكلة المخلفات الصلبة فى مدينة الرياض هي:
• عملية تدوير القمامة واستعمالها فى توليد الطاقة وحرق النفايات بطريقة علمية صحيحة.
• خلط النفايات العضوية و تحويلها إلى سماد عضوي.
• استعمال المراكز الصحية لتصريف النفايات (المدافن الصحية), وتبين من الدراسة أن هذه الطريقة هي الخيار الوحيد للتخلص من معظم المخلفات.
3. أما الدراسة التى تقدم بها محمد على حسن زينهم (1994) " إعادة تدوير مخلفات الزجاج لاستغلالها فى بعض المجالات الصناعية و الفنية"-المؤتمر القومي الرابع للدراسات والبحوث البيئية—جامعة عين شمس- القاهرة , فكان هدفها الاستفادة من مخلفات الزجاج من مصادرها وإعادة تدويرها واستغلالها فى المجالات الصناعية. وتوصلت نتائج الدراسة إلى إمكانية الحصول على نوعيات شفافية نقية وغير مختلطة بالشوائب من الزجاج , كما يمكن استخدام الزجاج الشفاف المعاد تدويره فى انتاج التحف الزجاجية وذلك بعد إضافة العناصر و الأكاسيد الملونة.
4. وأكد أحمد المدحجى (1995) فى دراسته تحت عنوان" تلوث مدينة المرج بالملوثات الصلبة – أسبابها – و انواعها – و الحلول المناسبة لها"-مجلة جامعة قاريونس العلمية- بنغازي- ليبيا, وتصلت الدراسة على أن السبب الرئيسي فى تلوث مدينة المرج بالملوثات الصلبة هو إلقاء المخلفات فىالأماكن غير المخصصه لها ووضعها فىأماكن مكشوفة وذلك بسبب انعدام الوعي البيئي لدى سكان المدينة لعدم درايتهم بالنتائج الضارة على البيئة, كذلك نقص العمالة المدربة على جمع المخلفات الصلبه. كما اكدت الدراسة أن للتربية البيئية أثرا حاسم فى مواجهة المشكلات البيئية. وأوصت الدراسة بخلق وعي بيئي لدى الناس وإكسابهم مهارات أساسية لحل المشكلات البيئية وتشريع قوانين رادعة لحماية البيئة و صيانتها.
5. وأشار يوسف الصانع(1996)," الاستفادة من المخلفات الصلبة وطرق إعادة استخدامها"-مجلة المدن العربية-منظمة المدن العربية-الكويت, إلى أن دفن المخلفات الصلبة هو الطريقة المتبعة منذ زمن بعيد فى معظم دول العالم. ففى البحرين تم القيام بعمل مقارنة عن تكلفة التخلص من الطن الواحد من المخلفات سنوياً , فتبين أن دفن المخلفات مباشرة يكلف 7 دولارات للطن , وطريقة تحويل المخلفات إلى أسمدة عضوية ثم دفن الباقى يكلف 16 دولارا للطن سنوياً, وحرق المخلفات مع دفن الباقى يكلف 23 دولار للطن سنوياً, أما طريقة تحويل المخلفات إلى مخصبات للتربة وحرق المتبقى ثم الدفن فآن ذلك يكلف 29 دولار للطن الواحد سنوياً.
6. وتناولت دراسة أبوبكر الصديق(2000) " التلوث الحضري بالنفايات الصلبة فى مدينة البيضاء"- رسالة ماجستير غير منشورة-جامعة قاريونس-بنغازي-ليبيا, فتتطرق إلي مشكلة التلوث بالنفايات الصلبة فى مدينة البيضاء من خلال دراسة ميدانية تحليلية لمكوناتها وكمياتها والعوامل التي أدت إلى تراكمها وانتشارها والآثار الناجمة عنها , وتوصلت هذه الدراسة إلى أن الأسباب الرئيسية التى أدت إلى تراكم النفايات الصلبة تتمثل فىنقص الآليات و العمالة المدربة , وكذلك التخلص العشوائي من النفايات الصلبة المنزلية , كما أظهرت الدراسة دور التعلىم وأثره فىتعديل السلوك فىالتعامل مع النفايات الصلبة , وبينت الدراسة أن اكثر الوسائل استخداماً لحفظ النفايات تمثلت فى الأوعية المعدنية المغطاة بنسبة 39.4%, ثم الأوعية المفتوحة بنسبة 38.2% و الأكياس بنسبة 22.4%. و أخيراً قامت الدراسة بوضع المقترحات و التوصيات التى تساهم فى معالجة المشكلة و التخفيف من حدتها.
7. ويرى محمد السيد أرناؤوط فى دراسته ( 2003) " طرق الأستفادة من القمامة والمخلفات الصلبة والسائلة"- القاهرة-مصر, أن الكثير من الدول المتقدمة تقوم بتحويل المخلفات المنزلية إلى طاقة كهربائية عن طريق الحرق, نظراً لأنخفاض نسبة المواد العضوية الغدائية والقابلة للتخمر بالقمامة الخاصة بها والتي تصل إلى نحو 30% فى المتوسط, وفى حين تصل هذه النسبة فى مصر إلي مابين 40- 70% وهي نسبة مرتفعة نسبياً. ولقد أوضح أحد المكاتب الأستشارية المتخصصة فى جامعة عين شمس المعلومات التالية:
‌أ. إن الطاقة الحرارية الناتجة من حرق القمامة تتراوح مابين 1180-1530 كيلو كالوري لكل كيلوجرام من القمامة وبمتوسط قدره 1355 كيلو كالوري لكل كيلوجرام من القمامة.
‌ب. لا يمكن الحصول على حريق جيد من قمامة مدينة القاهرة لإن مكوناتها ذات قيمة حرارية منخفضة, وبالتالي تقل إمكانية إنتاج طاقة كهربائية جيدة, الأمر الذي يستلزم أستخدام الغاز الطبيعي فىعمليات الحرق.
‌ج. يصل متوسط الرطوبة فى القمامة إلي 33.5%.
‌د. أن طاقة المحرقة المقدرة تبلغ 28 طناً من القمامة فىالساعة وتعمل لمدة 6000 ساعة فىالعام تستهلك حوالي 168000 طن من القمامة.
8. كما درس فرج المبروك(2007) " المخلفات الصلبة والخطرة والخاصة والتقنيات الملائمة لمعالجة مياه الصرف الصحي" –مركز البحوث والأستشارات-جامعة قاريونس-ليبيا, حيث تبين ان 50% من المخلفات المنزلية المتولدة من السكان فى المدن هي مواد عضوية قد تصل إلى 75% فى بعض المناطق طبقاً للتقرير الوطني الأول للبيئة- الهيئة العامة للبيئة 2003 و يمكن استغلال هذه الكمية و إعادة تدويرها للحصول على سماد.
سادساً: المناهج و الأساليب:
أ‌- المناهج
1. المنهج الموضوعي : حيث سيتناول البحث ظاهرة النفايات الصلبة وتأثيرها على تلويث البيئة.
2. المنهج الإقليمي : حيث تقتصر الدراسة على مدينة بنغازي وهي جزء من إقليم برقة.
ب.الأساليب
1. الأسلوب الكمي: ويعني بتحليل البيانات الرقمية والجداول التي التى سيتم الاعتماد عليها فىدراسة النفايات الصلبة.
2. الاسلوب الكارتوجرافي: ويعني تمثيل البيانات الرقمية كارتوجرافياً فىاشكال بيانية وخرائط وسيتم الاستعانة ببعض برامج الحاسب الألي.
3. الأسلوب التحليلي : تم توظيف المنهج فىتحليل الأستبيان الذي وزع على عينة عشوائية من أسر مدينة بنغازي, وتم توظيف برنامج S.P.S.S. الأحصائي.

أ‌. الزيارات المكتبية:
تم الاعتماد فيها على جمع المعلومات والبيانات ذات العلاقة بموضوع الدراسة من الكتب والدوريات العلمية المتخصصة والرسائل والبحوث العلمية والتقارير الصادرة عن المؤسسات والهيئات الحكومية بالإضافة إلى الإحصاءات الخاصة بمنطقة الدراسة كما تم الاعتماد على البيانات المناخية الخاصة بمحطة بنينا المناخية الموجودة بمنطقة الدراسة.


Other data

Title النفايات الصلبة بمدينة بنغازي ــ ليبيا "دراسة فى الجغرافيا الاقتصادية"
Other Titles Solid waste in Benghazi- Libya "A Study in economic geography"
Authors نادية عبد اللطيف عبد الرحيم بن عمران
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G12250.pdf856.78 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 11 in Shams Scholar
downloads 1 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.