صور الجريمة في الرواية السعودية المعاصرة "دراسة موضوعية وفنية"

ياسر بن تركي بن شعوان آل مدعث;

Abstract


تقوم هذه الدراسة على فكرة أساسية، وهي: رصد صور الجريمة في المجتمع السعودي كما ظهرت في الرواية السعودية المعاصرة. مع اختلاف درجات الجرائم مما ترك أثراُ في الشكل الروائي، في شتى عناصره.
وموضوع (صور الجريمة في الرواية السعودية المعاصرة) موضوع لم يخصه أي من الدارسين بدراسة علمية متخصصة، ولم يتطرق له أحد في أثناء دراساته حول موضوع الرواية بشكل عام، ولهذا اخترته موضوعاً لأطروحتي.
ولما تحتله الرواية من مكانة بارزة بين الأجناس الأدبية في العصر الحديث، وأضحت وسيلة للتعرف على عوالم خفت، فأفضت إلى مكنونات دقيقة من صنع الكتاب.
وتتمثل هذه الأهمية التي اكتسبها هذا الجنس الأدبي القصصي في طرقه مواضيع تمس الإنسانية في شتى نواحي الحياة، فالرواية باعتبارها على هذا القدر من الأهمية، تشكلت وتنوعت حسب ما احتيج إليها: فنراها في الأسلوب الاجتماعي، ترصد بعض الظواهر التي تمس مجتمعاً معيناً كما سنشاهد في هذه الدراسة. ومنها ما هو نفسي، صب اهتمامه على النفس الإنسانية، وما يعتريها من تغير محيطها، واختلاف مسببات عللها إلخ..
وتسلط هذه الأطروحة الضوء على الآتي:
- ما مدى حضور الجريمة في الرواية السعودية، وما أثر ذلك في بنية هذه الأعمال؟
وقد حاولت الإجابة عن هذا التساؤل العريض في دراسة جاءت في تمهيد وبابين وخاتمة:
جاء في التمهيد عرض تاريخي واجتماعي وديني وأدبي للجريمة.
ثم عرضت في الباب الأول الجانب الموضوعي للدراسة، وجاء في ثلاثة فصول اقتضتها الدراسة، وهي على النحو الآتي:
1. الفصل الأول: وتناولت فيه صور السلوك المنحرف: وهو يختص بظاهرة الانحراف السلوكي كبداية للوقوع في الجريمة. ويكشف هذا الفصل عن بعض صور هذا الانحراف، وهي: صورة الانحراف الفردي، وصورة الانحراف الظرفي، وصورة الانحراف المنظم.
2. الفصل الثاني: وجاء لدراسة الجريمة وعلاقتها المجتمع: وفيه حاولت الكشف عن بعض الأنماط التي تتشابك ما بين الجريمة والمجتمع، ومدى هذا التقاطع بينهما، وجاءت هذه الأنماط بالشكل الآتي: نظرة المجرم لمجتمعه وهل كانت صورة اغتراب أم انتماء؟ ونظرة المجتمع للمجرم وهل كانت صورة قبول له أم استبعاد؟، ونظرة المجرم لذاته هل كانت نظرة لجوء إلى النفس أم هروب منها؟ والنمط الرابع جاء لقياس مستوى شعور طرفي الدراسة (المجرم/ المجتمع) بالوعي؟ وأخيراً ما مدى إدراك المجرم بالرقابة وهل كانت صورة إحساس أم تعقل؟
3. الفصل الثالث: وتناولت فيه الجريمة وصور الضبط الاجتماعي: ويدور هذا الفصل حول الأطر التي سعى المجتمع (في الرواية) إلى مكافحة الجريمة بها، وقد أتى تقسيمه على النحو الآتي: صورة التحول الاجتماعي لعملية الضبط، وصورة (الدين) بوصفه مشرعاً لها، وصورة (الهيئة) بوصفها شرطة دينية، ثم الآداب العامة وهل كانت معايير للسلوك أم أدوات تنظيمية؟، ثم الذهاب إلى القيم والعادات والتقاليد وهل كانت صورة التزام أم تفريط؟ ثم الجزاءات وهل جاءت في صورة قانون سابق أم نظرة تقديرية؟
أما الباب الثاني فقد جاء للدراسة الفنية، وما خلفته من أثر في هذه الظاهرة الاجتماعية، وقد تشكل هذا الباب من خمسة فصول اقتضتها طبيعة الدراسة، وهي:
1. الفصل الأول: تناولت فيه شخصية المجرم، والتقنية الفنية أو الأساليب القصصية الحديثة التي استعان بها الكاتب في رسم صورة المجرم، ومن هذه الأساليب: طريقة رسم شخصية المجرم، وتكوينها، وهل هو بطل أم شخصية ثانوية في الرواية؟ وما موقف الكاتب من شخصيته؟
2. الفصل الثاني: فجاء عن الجريمة والتشكيل المكاني: فحاولت من خلاله الكشف عن أثر المكان في الجريمة والعكس، عبر مكوناته النفسية والجمالية وعبر أنماطه وما أضافته إلى التجربة الروائية في السعودية باقترانه (أي المكان) بالجريمة، فاقتضى تقسيمه كالآتي: صورة مكان الجريمة، وجماليات تقديمه، والذاكرة التسجيلية لأمكنتها، والمكان النفسي وأثره فيها، وأنماط مكان الجريمة التي تنوعت حسب اقترانها بهذه الظاهرة، ومن هذه الأنماط: السجن، والمدينة، والبيت، والمقبرة.
3. الفصل الثالث: فقد تناولت فيه الجريمة وعلاقتها بالتشكيل الزماني، وأثر عناصرها في تشكيله بوصفه عنصرا مهما لتكوين الرواية ونجاحها، وقد جاء على النحو الآتي: تكوين زمن الجريمة وترتيبه من حيث: الماضي والحاضر والمستقبل، وافتتاحية الرواية، والترتيب الزمني للأحداث، والاسترجاع. ثم الزمن النفسي. ثم سرعة زمن الجريمة وبطؤه.
4. أما الفصل الرابع: فجاء لدراسة الجريمة وعلاقتها بالحدث: وقد تناولت فيه المواقف وكيف حاول الروائيون تنميتها، حيث يعد عنصر الحدث من أهم مرتكزات الرواية، وقد جاء في ستة مباحث، وهي: تقديم حدث الجريمة، والحبكة الفنية، والصراع، والتشويق، وواقعية حدث الجريمة، والبدايات والنهايات.
5. الفصل الخامس: وتناولت فيه الجريمة وعلاقتها بوسائل التعبير الفني: فدرست في هذا الفصل وسائل التعبير الفني باعتبارها القوالب التي تصنع فيها جميع العناصر الروائية، وقد جاء هذا الفصل في ثمانية مباحث وهي: السرد الذاتي، والسرد السلوكي، والحوار، والوصف، والمذكرات، والصورة الفنية، والرمز، وتيار الوعي.
وانتهيت بعد ذلك إلى خاتمة موجزة بينت فيها عصارة هذه الدراسة ولبها، التي ركزت على صور الجريمة، واستجلاء معالمها كما جاءت في الرواية السعودية.


Other data

Title صور الجريمة في الرواية السعودية المعاصرة "دراسة موضوعية وفنية"
Other Titles Pictures of Crime in contemporary Saudi novel: substantive and technical study
Authors ياسر بن تركي بن شعوان آل مدعث
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
R9977.pdf301.35 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 8 in Shams Scholar
downloads 7 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.