تنمية فاعلية الذات لدى عينة من الأطفال المتأخرين عقليًا القابلين للتعلم

Abstract

تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية للإنسان، حيث تكمن أهمية هذه المرحلة بأنها مرحلة نمو وتكوين لشخصية الفرد وإعداده للحياة المستقبلية، من خلال ما يكتسبه من مهارات وخبرات تثقل شخصيته وتحدد معالمها في المستقبل. ويعتبر الأطفال في أي مجتمع أهم مورد بشري يُعتمد عليه في بناء مستقبله وتقدمه ومن ثم أصبح هناك اهتمامًا متزايدًا بمشكلاتهم في كافة التخصصات والمجالات وعلى جميع المستويات وإن اختلفت طرق وأساليب هذا الاهتمام من تخصص لآخر إلا أنها تتفق جميعها على ضرورة الاهتمام بهم وتوفير الخدمات الضرورية لهم. ويعتبر التأخر العقلي من أصعب المشكلات التي تواجه الأسرة وخاصة في رعاية الطفل المتأخر عقليًا والعمل على تعديل سلوكه. إن الطفل المتأخر عقليًا والذي يقع في هذه الفئة هو ضحية القدر وينبغي ألا نجعله ضحية الإهمال، ومن ثم فأنه يمكن مساعدته على التفاعل بشكل جيد مع الحياة من خلال إكسابه العديد من المهارات التي تنمي ذاته، وتشعره بأن لديه دور وقيمة وفاعلية في المجتمع؛ ومن ثم يعتمد على نفسه ويقل اعتماده على الآخرين. تتحدد فاعلية الذات عن طريق مستوى الدافعية، كما تنعكس من خلال المجهودات التي يبذلها الأفراد في أعمالهم، والمدة التي يصمدون فيها في مواجهة العقبات، كما أنه كلما تزايدت ثقة الأفراد في فاعلية الذات تزيد مجهوداتهم ويزيد إصرارهم على تخطي ما يقابلهم من عقبات، وعندما يواجه الأفراد الذين لديهم شكوك في مقدرتهم الذاتية يقللون من مجهوداتهم بل ويحاولون حل المشكلات بطريقة غير ناجحة. فقد ساهمت كثير من العوامل في بروز الحاجة إلي التوجيه والإرشاد مثل: تتابع مراحل النمو العمرية، والتغيرات الانتقالية، والتغيرات الأسرية، وتعدد مصادر المعرفة والتخصصات العلمية، وتطور مفهوم التعليم ومناهجه، وتزايد أعداد الطلاب، وكذلك تعليم المرأة وخروجها إلي العمل، ولأهمية التوجيه والإرشاد في تعديل سلوك المتأخرين عقليًا من جهة، وفاعلية الذات كمتغير وقائي من السلوكيات السليبة للقلق والاكتئاب والعدوان من جهة أخرى، وفى محاولة لمساعده الأطفال المتأخرين عقليًا ليحيوا حياة نفسية جيده أجريت هذه الدراسة للتحقق من فاعلية برنامج إرشادي لتنمية فاعلية الذات لدى عينة من الأطفال المتأخرين عقليًا القابلين للتعلم.