العلاقات الإيرانية – الأمريكية خلال المرحلة (1959 - 1979م)

داليا محمد مؤنس عوض;

Abstract


تناولت الدراسة المذكورة أهمية كل من إيران كحليف إستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة بالغة الحساسية ، و أهمية الولايات المتحدة بالنسبة لإيران كقوة عظمى ، فقد إمتلكت إيران موقعاً جغرافياً فريداً في قارة اَسيا و تحديداً جنوب الإتحاد السوفييتي العدو اللدود للولايات المتحدة ، و إنتاجاً هائلاً من النفط ، و كثافة سكانية كبيرة ، كل هذا جعلها ذات أهمية إستراتيجية عالية للولايات المتحدة ، فعملت الأخيرة بدورها على دعم إيران بقدر ما تكون قادرة للوقوف كدرع واقي ضد الخطر الشيوعي، و لهذا الهدف ، عقدت الولايات المتحدة مع إيران سلسلة من الإتفاقيات و الصفقات لضمان ولائها ، مثل معاهدة الدفاع المشترك التي تمت عام 1959 لتسجل بداية لمرحلة تعميق الصداقة بين البلدين ، و بروز إيران كحليف جديد للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط ، و بعد إعلان بريطانيا قرار إنسحابها من الخليج بحلول عام 1971 ، إزدادت أهمية إيران بالنسبة للولايات المتحدة ، فتوافقت رغبة الشاه و الإدارة الأمريكية في إحلال إيران محل بريطانيا في الخليج لإنشغال الولايات المتحدة في الحرب الفيتنامية و إستحالة أخذ دور عسكري جديد في المنطقة ، لذلك عملت الولايات المتحدة على تسليح إيران بأحدث الأسلحة و التقنيات و النظم العسكرية الأمريكية ، فلم يتردد نيكسون في إعطاء إيران كل ما تريده من أسلحة أمريكية بإستثناء النووية ، فشراهة الشاه في شراء السلاح الأمريكي كما يقول المؤرخون (حد التخمة) ، مكنته من تسليح جيشه بأحدث السلاح والطائرات و الغواصات و نظم المراقبة.
و عندما نشبت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 إستطاع الشاه الوقوف على الحياد ببراعة تامة ، ففي الوقت الذي كان يضخ فيه النفط لإسرائيل ، كان يسمح للطائرات السوفييتية المدنية بالمرور عبر أراضيه لإيصال المساعدات للجانب العربي ، و لم يتردد في مد مصر بالنفط ، فخرجت إيران من الحرب رابحة الجانب العربي من ناحية ، و عائدات النفط العالية من ناحية أخرى ، لذلك قامت إيران برفع سعر النفط أثناء الحرب ، و فيما بعد عملت الإدارة الأمريكية على تعزيز العلاقات الأمريكية الإيرانية ، فتدخلت في كافة المجالات و لم تقتصر على التسليح ، و على الرغم من أن الولايات المتحدة جنت من هذا التدخل فوائد كثيرة، كالأرباح التي بلغت ملايين الدولارات ، إلا أنها لم تحقق شيئاً يذكر بالنسبة لإيران .
و نتيجة لسياسة الشاه تجاه بلاده بصفة عامة و المعارضة بصفة خاصة ، و تدخل الولايات المتحدة بعُمق في الشأن الإيراني ، ثار الإيرانيون ضد الشاه ، و كبار رجال الدولة ،و الساڤاك ، ذلك الجهاز الذي عمل على تكميم الأفواه ، وكبت الحريات ، و نظم التعذيب الذي تعامل بها مع المعارضة، ليس هذا و حسب بل كان الشاه يسكن القصور و يقيم حفلات تصل تكلُفتها إلى ملايين الدولارات ، و الإيرانيون يعانون من الفقر و ضيق العيش و البطالة ، بالتالي كان من الطبيعي أن يثور الإيرانيون ضد كل فساد موجود في بلادهم ، و أيضا كان لابد من وجود زعيم ثوري قادر على قيادة هذه الثورة ، فكان الخميني .
لا شك أن الولايات المتحدة لم تجد سبيلاً سوى أن تؤيد الثورة، فالأمر لم يعد كإنقلاب 1953، و لم تستطع بأي حال من الإحوال إعادة الشاه إلى العرش مرة أخرى، فالأخطاء كثرت بقدر ما وجب أن يثور الشعب ، و أن يرحل الشاه ، و في 4 نوفمبر 1979 ، إستطاعت مجموعة من الطلاب الثوريين إقتحام مقر السفارة الأمريكية في طهران ، و إحتجاز ما بها كرهائن لمدة 444 يوماً لإذلال الولايات المتحدة أمام العالم ،و إظهارها كما لم تكن قوة عظمى .


Other data

Title العلاقات الإيرانية – الأمريكية خلال المرحلة (1959 - 1979م)
Other Titles Iranian - American Relations (1959– 1979)
Authors داليا محمد مؤنس عوض
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G12760.pdf208.38 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 10 in Shams Scholar
downloads 11 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.