الـدرس الصـرفـي بيـن النَّظَّام و زكريا الأنصاري فـي شـرحيهما على شافية ابن الحاجب "دراسـة مـوازنـة"

Abstract

فَتُعَدُّ شافية ابن الحاجب قمة التأليف في علم الصرف مادة ومنهجاً حتى منتصف القرن السابع الهجري وهي من أفضل المتون في هذا العلم ،ولذلك اهتم العلماء بها فتناولوها بالشرح والتعليق حتى قيل إن عدد شروحها وصل إلى خمسة وعشرين بين شرح وتعليق ،ولا شك أن تناول هذا المتن من خلال موازنة بين شرحين له اختلفا في زمنهما، واطلع صاحباهما على شروح من تقدمهما لابد أن يخدم الدرس الصرفي ويوضح بعض ما غمض فيه ؛إذ إن هذه المتون والشروح لم تكن وليدة عصرها فقط، بل هي إرث السلف وبحثهم الدؤوب عما يضيف جديدا إلى علوم اللغة. وبعد الإطلاع على مادة الشرحين اقتضت طبيعة البحث أنْ يقسم إلى تمهيد وأربعة فصول وخاتمة . أمّا التّمهيد فقد تحدثتُ فيه بإيجاز عن سير ابن الحاجب والنَّظَّام وزكريا الأنصاري . وتحدثت في الفصل الأول عن الشافية والشرحين ، وقسمته إلى ثلاثة مباحث ،تحدثت في الأول عن المنهج والأسلوب،وعرضت في الثاني مصادرهما من كتب الشروح ،وآراء العلماء ،وجاء المبحث الثالث مبيناً قيمة كلا الشرحين . وتناولت في الفصل الثاني النَّظَّام وزكريا الأنصاري في شرحيهما على الشافية ،وضم ثلاثة مباحث تحدثت في الأوّل منها عن آرائهما،وفي الثانـي عن الأدلة والأصول التي استند إليها الشارحان ،وتحدثت في الثالث عن مذهبهما الصرفي. وجاء الفصل الثالث عن ردودهما على ابن الحاجب ،وقد قسمته إلى مبحثين اثنين ، تناولت في الأول : الردود المشتركة ،وفي الثاني:الردود المختلفة. وبيَّنت في الفصل الرابع المسائل الخلافية بين النّظّام وزكريا الأنصاري في شرحيهما ، فجاء في ثلاثة مباحث هي: المبحث الأوّل: الخلافات المتصلة بمسائل الصرف. المبحث الثاني: الخلافات المتصلة بالحدود. المبحث الثالث: الخلافات المتصلة بتفسير عبارة ابن الحاجب. ثمَّ جاءت الخاتمة ، وفيها أهمّ النتائج التي توصلت إليها في البحث . أما مصادر البحث ومراجعه فجاءت متنوعة ،منها ما هو وثيق الصلة باللغة مثل كتب الصرف والنحو والقراءات ومعاجم اللغة ، ومنها مراجع عامة مثل كتب التراجم والطبقات ،وكتب التفسير ، وكتب الأمثال،ودواوين الشعر وشروحها. وقد سلكت في هذه الدراسة المنهج الوصفي الذي يُعنى بوصف الظاهرة اللغوية وتحليلها . وفي ختام ما قدمت لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكلٍ من الأستاذ الدكتور علي محمد هنداوي والأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم هندي اللذين كانا وراء إنجاز هذا البحث عنايةً وإرشاداً وتقويماً ، فلهما مني عظيم شكري واحترامي وامتناني وعرفاني بالجميل .