بدائل مقترحة للتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالكليات التكنولوجية في ضوء احتياجاتهم التدريبية

Abstract

شهد العالم خلال العقود الأخيرة بعض التطورات العلمية والتكنولوجية، وكذلك بعض التغيرات الجذرية في المعرفة، والعلاقات، وأساليب الإدارة والتقنية، والقيم الاجتماعية، مثلت بداية جديدة ربما تؤدي خلال القرن الحادي والعشرين إلى إعادة هيكلة الأنساق الاجتماعية في كل دول العالم، وأصبحت ملامح هذا العصر تتحدد من خلال قدرة أعضائه على إستخدام المعرفة، وتوظيفها في شتى مجالات الحياة، وقد إنعكست مثل هذه التغيرات والتطورات على التعليم العالي، وتطلبت منه الاستجابة السريعة له، بهدف التكيف مع التجديدات التربوية الحديثة التي نتجت عنها، فمن الضروري أن يصبح التعليم العالي في وضع دينامي قابل للتجديد والتطوير لملاءمة مستجدات العصر، ومواكبة تطوراته، ومواجهة تحدياته،فالتعليم العالي بحاجة ماسة ومستمرة لتطوير وتحديث برامجه من أجل التوافق مع تلك المتغيرات لضمان الحصول على نظام تعليمي يلبي احتياجات المجتمع ويتلاءم مع هذه المتغيرات والتحديات،ويُعد عضو هيئة التدريس هو أحد أهم العناصر المؤثرة في العملية التعليمية بالتعليم العالي لما يمتلكه من مهارات وقدرات في مجال تخصصه تجعله في مواجهة العديد من المشكلات التي تعترضه أثناء تأديته لعمله كعضو هيئة تدريس،فقيام أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالكليات التكنولوجية بأدوراهم وواجباتهم الوظيفية يتطلب منهم أن يكونوا مسلحين بالكفايات الشخصية، والمعرفية، والأدائية التي تمكنه من أداء هذه الأدوار بفاعلية، حيث إن أهمية دور عضو هيئة التدريس إزدادت في هذا العصر، فلم يُعد قاصراً على زيادة المعرفة بل تعداها للمساهمة في تغيير النظام التربوي من أجل تحقيق التعليم المتميز، لذا فإن عضو هيئة التدريس ومعاونيه يجب أن يكونوا ملتزمين تجاه مجتمع عماده العدل والمساواة، وينبغي عليهم العمل على ترسيخ هذه القيم ونشر المعرفة في المجتمع، ويتطلب تحقيق ذلك تنميتهم مهنياً،فالتنمية المهنية تساعد في تحسين جودة الحياة المهنية لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، وإكسابهم المزيد من الخبرات والمعلومات التي تسهم في رفع مستواهم الفكري والثقافي والمهني، وتنمية إستعدادهم للقيام بأدوار جديدة، وتنمية المهارات الإدارية لديهم. وتعتبر التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالكليات التكنولوجية مدخلاً من مدخلات العملية التعليمية، ومحوراً رئيسياً لإحداث التغيير بهدف تحسين أدائهم من خلال إكسابهم المهارات والقدرات المعرفية، والمقومات السلوكية التي تمكنهم من القيام بأدوارهم المختلفة. ومن هنا دعت الحاجة إلى ضرورة تحقيق التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالكليات التكنولوجية في ضوء احتياجاتهم التدريبية، بهدف مساعدتهم على تحقيق مستوى متميز من الأداء في تنفيذ مهامهم المختلفة، وتحسين كفاياتهم ومهاراتهم المهنية والتربوية، وذلك من خلال ربط البرامج التدريبية بإحتياجاتهم التدريبية، مما ينعكس بالإيجاب على مستوى أدائهم.