معاجم الأخطاء الشائعة في العصر الحديث دراسـةلغـوية فـي المـادة والمنـهج

Abstract

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد: فقدأنزل اللهُ القرآنَ بلسان عربي مبين ، وتكفَّل اللهُ بحفظ القرآن ، فقال سبحانه وتعالى:ﱡﭐﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠسورةالحجر15/9 ، ومن تمام حفظ القرآن الكريم حفظُ اللغة العربية وبقاؤها ، فاللغةُ العربيةُ باقيةٌ ما بقي القرآنُ الكريم ، ولقد يسر اللهُ لها علماءَ أجلاءَ على مرِّ التاريخ ، قاموا على خِدْمتها ، وأدوُا الأمانةَ إلى مَنْ بعدَهم، ومن صُور عنايةِ العلماء باللغة العربية اهتمامُهم بمقاومة اللحن، والتنبيهِ على الصواب اللغوي، ولقد وصفوا اللحنَ بأنه عيبٌ وقبحٌ ينبغي عدمُ الوقوع فيه. ولقد سار التأليفُ في التنبيه على الأخطاء الشائعة جنبًا إلى جنب مع التأليف في العلوم اللغوية عامة، فقد ألف الإمامُ الكسائي (189هـ) شيخُ مدرسة الكوفة( ما تلحن فيه العامة)، وقد كان الإمامُ الكسائي وغيره من أئمة اللغة يقفون سدًّا أمام اللحن الذي بدأ ينتشر عند دخول غير العرب إلى بلدانهم، ثم جاء بعد الإمام الكسائي علماء أجلاء اهتموا ببيان الصواب اللغوي والتحذير من اللحن مثل:الإمام ابن السكيت في(إصلاح المنطق)، والإمام ابن قتيبة في( أدب الكاتب) والإمام الحريري في( درة الغواص في أوهام الخواص). وفي العصر الحديث اهتم العلماءُ بمقاومة اللحن، فوجدنا الإمامَ الآلوسي في( كشف الطرة)، والأستاذَ أسعد داغر في (تذكرة الكاتب)، والأستاذَ محمد العدناني في( معجميه: معجم الأخطاء الشائعة، ومعجم الأغلاط اللغوية)، والدكتور أحمد مختار عمر في (معجم الصواب اللغوي).