العلاقة بين قيمة الانتماء والمدافعة البيئية في ضوء نوعية الحياة لدى عينة من الشباب الكويتي

Abstract

أولاً: مشكلة الدراسة: أحدثت التغيرات السريعة وغير المسبوقة في المجتمعات المعاصرة بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، في تلك المجتمعات خاصة وأن التغييرات التي حدثت وما تزال تحدث لم تكن متوازية ومتدرجة من ناحية ولم يكن بعضها مخططاً تخطيطاً دقيقاً من ناحية أخرى، وكان لذلك كله أثاره السلبية على الشباب بصفة خاصة، تمثلت في زعزعة الانتماء للوطن وإضعافه لدى بعض الشباب من شرائح المجتمع المختلفة. وتبرز اليوم أهمية الانتماء والمواطنة، من أجل الحفاظ على الهوية الخاصة بكل مجتمع في ظل ما يتهددها من أخطار، وهذا لا يعني أن الحل يكمن في الانكفاء على الذات، والابتعاد عن العالم الذي أصبح قرية صغيرة، إنما يعني إكساب المناعة لكل فرد من خلال تربيته تربية وطنية تركز على تزويده بالمعارف، والقيم، والمبادئ والمهارات التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلك على شخصيته الوطنية. وتعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل العمرية لغرس المفاهيم والمعارف والقيم، وخاصة المتعلقة بالوطن، وذلك لأن ترسيخها في هذه المرحلة، وتنشئة الفرد عليها يجعلها عنصراً مكوناً في بناء شخصيته ويجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع، وأنه عنصر فيه، ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسئولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيه بالجد والعمل. إن الفرد بطبيعته باحث عن هوية اجتماعية وطنية وعن انتماء يبدأ بالأسرة ثم الحي والمدينة ثم المنطقة ثم البلد ثم الوطن ثم الإقليم وصولاً إلى الأمة. وهو يحاول تعريف نفسه على كل من هذه الأصعدة فكما أنه يحمل اسماً وينتمي إلى أسرة كذلك هو بحاجة إلى انتماء إلى جماعة ومجتمع وإلى وطن ولابد من جهود واضحة لتعزيز هذه الهوية من خلال بناء شبكة الانتماءات هذه، وهو بناء يتشكل بواسطة الثقافة ورموزها والأيام والمناسبات والشعائر والأعياد والتربية الوطنية والتربية الدينية والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة. كما أنه يتكون بواسطة نموذج الشخصية الوطنية من خلال الأبطال والقادة والرواد مستودع الاعتزاز الوطني. إن عملية الانتماء هذه ذات أهمية خاصة وفعالة في حياة ال