الحياة في أنطاكية من خلال الفسيفساء فيما بين القرنين الثاني ق.م وحتى السادس م. (دراسة تحليلية).

Abstract

إن موضوع الحياة في أنطاكية من خلال فن الفسيفساء يغطي الفترة الزمنية التي بدأت من القرن الثاني ق.م وحتى القران السادس م. مع بعض الأمثلة البسيطة التي ترجع إلي العصر اليوناني ، هذا بالإضافة إلى الأمثلة التي انتشرت بعد ذلك في العصر الروماني وحتى المتأخر في منطقة سورية عامة وأنطاكية بصفة خاصة . فعلي الرغم من وفرة لوحات الفسيفساء بسورية وخاصة في العصر الروماني إلا إنه لا توجد دراسة متكاملة وشاملة عنها. فقد اقتصرت الدراسات السابقة على تقارير الحفائر وبعض المجلات الأثرية التي كانت تهتم من فترة إلى أخرى ببعض لوحات مميزة عثر عليها بسورية.وكان من أبرزها الدراسة التي قام بها المؤرخ وعالم الآثار دورو ليفي بتناوله للوحات أنطاكية وضاحيتها دافني ، وهى دراسة نُشرت عام 1948 ، إلا أنه منذ ذلك الوقت لابد وأن تغيرت خلاله الآراء العلمية والتفسيرات المرتبطة بالفنون عامة ومنها فن الفسيفساء . وقد تم اختيار موضوع هذا البحث لما له من أهمية كبرى ، حيث يتناول فنًا بديعًا هو فن الفسيفساء التي ظهرت في أنطاكية في ذلك الوقت ، و تعد مرآة الفنون في عصرها. فبتنوع الموضوعات المصورة عليها ، أصبح العمل بمثابة سجلاً وافياً بكل ما يحمله ذلك العصر من سمات حضارية ومعتقدات دينية وأسطورية . وكذلك إلقاء الضوء على أهم اللوحات الفسيفسائية ذات القيمة الفنية والتي تعرض اليوم في المتاحف السورية في إطار الاهتمام بفن الفسيفساء التي تمدنا بنظرة شاملة عن تلك الحقبة الزمنية حيث تعطى فكرة عن الموضوعات الأسطورية ، و الحياة العامة كما تقدم لمحات عن الفن المسيحي التي صورت بعض موضوعاته ورموزه على