برنامج علاجي سلوكي لتنمية اللغة لدى الأطفال الذاتويين كمدخل لتحسين مهارات التواصل لديهم

Abstract

يعد اضطراب الذاتوية أحد الاضطرابات النمائية الشاملة التي تؤثر سلبا على العديد من جوانب النمو لدى الأطفال المصابين بها، ومن بين تلك الجوانب التي تتأثر بمثل هذا الاضطراب نجد الجانب العقلي المعرفي والجانب اللغوي والجانب الاجتماعي. ولعل أبرز تأثيرات هذا الاضطراب هو اضطراب اللغة والتواصل. ونجد أن هناك اضطرابات عديدة في اللغة والتواصل لدى الأطفال الذاتويين، مما يؤدى به إلى الإخفاق في التواصل والتفاعل مع الآخرين، مما يتولد عنه أثار سلبية عميقة على كل مناحي النمو لدى هؤلاء الأطفال. ونجد أن اضطراب الذاتوية يمثل أيضا عائقا منيعا يحول دون انخراط الأطفال الذاتويين في تفاعلات وعلاقات اجتماعية إيجابية فعالة، سواء مع أقرانهم أو مع الكبار والصغار من المحيطين بهم، الأمر الذي لا يكفل لهم القسط الأدنى من المهارات اللازمة للتفاعل التواصل والاندماج مع الآخرين. وهنا تتضح أهمية اللغة ومهارات التواصل في حياة الطفل، حيث أنهما من الجوانب الرئيسية للتفاعل مع الآخرين وأي خلل في هذا الجانب يؤثر على الحياة الاجتماعية للطفل، وقد يؤثر كذلك على التكوين النفسي له، خاصة إذا كانت المشكلة في الجانب اللغوي. ولذا نجد أن تحسين المستوى اللغوي لهؤلاء الأطفال، وتطوير تواصلهم مع الآخرين يمثل هدفا جوهريا في البرامج السلوكية، حيث تستخدم أساليب العلاج السلوكي وخاصة أسلوب التعزيز الايجابي، والتشكيل (التقريب المتتابع) تستخدم بشكل كبير في مجال التدريب على اللغة و التواصل. ويؤكد المتخصصون في هذا المجال أن الاهتمام بتنمية اللغة ومهارات التواصل لدى الأطفال الذاتويين يجب أن يكون من الأولويات في برامج التدخل العلاجي السلوكي. وتؤكد نتائج الدراسات أنه بتنمية اللغة لدى الأطفال الذاتويين ينتج عنه تغيرات إيجابية في مهارات التواصل لديهم.