عناصر الإضاءة المعمارية في مدارس ومساجد القاهرة الباقية من زمن المماليك البحرية (648-784ه/ 1250-1382م)

Abstract

تتناول هذه الدراسة عناصر الإضاءة المعمارية فى مدارس ومساجد القاهرة من زمن المماليك البحرية (648-784ﻫ/1250-1382م). وقد تميزت هذه العناصر بتنوعها و ثرائها المعماري من حيث النوع و الشكل و أماكن تواجدها ؛ حيث إن المنشأة الواحدة تضم العديد من الأشكال ذات الأحجام المختلفة بالنسبة للعنصر الواحد من عناصر الإضاءة، و بالنسبة لاختلاف الشكل نشير على سبيل المثال وليس الحصر إلى أن الشبابيك التي تزين واجهات المباني تتنوع من حيث الشكل و الحجم و الزخرفة ، كما أن شبابيك المداخل تختلف عن الشبابيك التي فتحت في رقاب القباب ،ويلاحظ أيضا اختلاف أماكن تواجد الشبابيك فى المنشأة الواحدة ؛ حيث توجد في الواجهات ، وفى أعلى المداخل ، وفى أعلى الإيوانات ، وفى مناطق الإنتقال بالقباب . وقد شملت الدراسة : الشبابيك الأرضية والنوافذ العلوية و الصحن الرئيسى والصحن الفرعي والمنور والملقف والفتحات الساذجة. وعلى الرغم من كثرة الدراسات التى تناولت عمارةَ العصر المملوكي بصفة عامة و دراسة المدارس و المساجد بصفة خاصة إلا أني نلاحظ أن أغلبها قد تعرض لعناصر الإضاءة المعمارية بطريقة عامة و شاملة تفتقر إلى التخصص الدقيق وحسبنا مثال رسالة مايسة محمود محمد داود بعنوان "النوافذ و أساليب تغطيتها في عمائر سلاطين المماليك البحرية بمدينة القاهرة دراسة معمارية وفنية" التي حصلت بها على درجة الدكتوراه بكلية الآثار ، جامعة القاهرة عام 1985م، وهي تعد في الواقع من أهم الرسائل التي تطرقت إلي أساليب تغطية النوافذ من الناحية الفنية ، ولم تتعرض للنوافذ بوصفها عنصر معماري يقوم بالعديد من الوظائف ، ولم تعرض أيضا أهميته بالنسبة للمنشآت المعمارية ، هذا فضلا عن أنها غفلت الإشارة إلى العديد من الشبابيك و النوافذ بمدارس القاهرة و مساجدها زمن المماليك البحرية . وهو ما دفع الباحثة إلى القيام بدراسة عناصر الإضاءة ، وذلك من خلال الاطلاع على ما أتيح من رسائل علمية أخرى ،وجدت الباحثة أن هناك من الدراسات من تطرق إلى عنصر النافذة من حيث المعنى اللغوي نشير في ذلك إلى رسالة العربي صبري عبد الغنى عمارة ، بعنوان "دراسة مقارنة لطرز العمائر الدينية المملوكية البحرية الباقية بمدينتى دمشق و القاهرة"التى نال بها درجة الدكتوراه من كلية الآثار، جامعة القاهرة عام 2003م وتناول فيها موضوع النوافذ من خلال مبحث خاص ضمن مباحث الرسالة ، تطرق فيه إلى المعني اللغوي للنافذة مع بيان بأهم أنواع النوافذ ، ويلاحظ أن هذه الرسالة قد خَلَت من الإشارة إلى مسميات هذه العناصر بوثائق الوقف و الحجج الخاصة بالمنشآت المعمارية الخاصة ، وتطرق البعضُ الآخر من الباحثين لعناصر الإضاءة المعمارية زمن المماليك البحرية ضمن عوامل معالجة الظواهر الطبيعية ، كما هو الحال لرسالة عماد محمد محمد عجوة بعنوان"الحلول المعمارية المعالجة للظواهر المناخية بعمارة القاهرة منذ نشأتها وحتى نهاية العصر العثمانى "التى حصل بها على درجة دكتوراه من كلية الآثار ، جامعة القاهرة عام 2009م ، وهي تعد من الرسائل التي أشارت إلى الحلول المعالجة للظواهر الطبيعية ، كما تطرقت إلى عناصر الإضاءة والتهوية فى أحد فصولها بإيجاز شديد ، وإن كانت قد أوصت بضرورة دراسة كل عنصر من العناصر التى وردت بالرسالة دراسة مستفيضة .الأمر الذي يشير بوضوح إلى قلة وضحالة البحوث التي تناولت موضوع عناصر الإضاءة المعمارية في زمن المماليك البحرية ؛ ولذلك وجدت الباحثة أنه من المناسب أن تقوم باختيار هذا الموضوع عناصر الإضاءة المعمارية في مدارس ومساجد القاهرة الباقية من زمن المماليك البحرية (648-784ﻫ/1250-1382م)؛ لنيل درجة الماجستير في الآثار الإسلامية من قسم الآثار جامعة عين شمس . وتنقسم هذه الدراسة إلى مجلدين، يشمل المجلد الأول ؛ مقدمة و خمسة فصول: اختص الفصل الاول : بدراسة الصحن بوصفه عنصراً من عناصر الإضاءة، ويشتمل هذا الفصل أيضا على مساقط أفقية جميعها من عمل الباحثة ، ويتناول الفصل الثانى ؛ الشباك بوصفه عنصراً من عناصر الإضاءة من شبابيك أرضية ونوافذ علوية وفتحات خالية من الستائر ،أما الفصل الثالث : فيتناول عنصري الملقف والمنور ، ويتعرض الفصل الرابع : للمواد الخام المستخدمة فيبناء و تغشية عناصر الإضاءة المعمارية ،بينما الفصل الخامس ؛ يتناول العناصر الزخرفية المستخدمة فى تغشية عناصر الإضاءة المعمارية ، وختمتُ هذا البحث باستعراض أهم النتائج التى تمكنت من التوصل إليها، ويليها ثبت بأهم المصادر والمراجع العربية والأجنبية ، وتضمنت الدراسة 174 شكلابمتن الرسالة .أما المجلد الثاني : فهو عبارة عن ألبوم مستقل يضم 249 لوحةفوتوغرافية خاصة بالموضوع .