الإسرائيليات في تفسير "الهداية إلى بلوغ النهاية" لمكي بن أبي طالب القيسي (ت: 437هـ)

منى عبد الحميد محمود خليل;

Abstract


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين.
وبعــد....
فعلى حين فترة من الرسل، ضل الناس فيها الطريق إلى الله –عز وجل-، أرسل الله نبيه محمداً -$- إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً، فأخذ بيدهم وسلك بهم الطريق إلى الله –عز وجل-، وأنزل عليه كتاباً معجزاً في لفظه ومعناه، فيه سعادة البشرية، في الدنيا والآخرة، حفظه الله من التبديل والتغيير، قال تعالى: ﱡﭐﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱠ ( ).
وقد بلغ الرسول -$- ما أنزل إليه من ربه، وبين لأصحابه ما أشكل عليهم من معاني القرآن، وحمله الصحابة إلى التابعين الذين رووا عن النبي وعن الصحابة، وزادوا على ذلك ما أخذوه عن أهل الكتاب مما جاء في كتبهم وما كان لديهم من القول بالرأي والاجتهاد، ثم جاءت طبقة أتباع التابعين، وروت عنهم ما قالوا وزادوا عليه( )، وهكذا ظل التفسير يتضخم طبقة بعد طبقة، وتروى الطبقة التالية ما كان عند الطبقات التي سبقتها حتى جمع المفسرون كل ذلك في عهد التدوين، ومن ثم ظهر ما يسمى بالتفسير المأثور، ثم جدت أمور، وحدثت أحداث، من خلالها ضعفت الرواية بالمأثور، ودخل بسببها في التفسير دخيل كثير، وقد كان مبدأ ظهور الوضع في التفسير في سنة إحدى وأربعين من الهجرة، حين اختلف المسلمون سياسياً، وتفرقوا إلى شيعة وخوارج وجمهور، وقد وجد الكثير مما يروى في التفسير منسوباً إلى النبي -$- أو إلى بعض الصحابة والتابعين يعتريه الضعف ويتطرق إليه الفساد من وجوه، منها ما اندس به أعداء الإسلام بين أبنائه متظاهرين بالإسلام، فلما فشلوا في مواجهة الإسلام عن طريق الحرب والقوة أو عن طريق البرهان والحجة، عمدوا إلى الدس والوضع في التفسير، كذلك ما لفقه أصحاب المذاهب المتطرفة ترويجاً لمذاهبهم، كما أن حذف الإسناد ونقل الكثير من الأقوال في التفسير معزواً إلى الرسول -$- وإلى الصحابة والتابعين من غير إسناد، أدى إلى اختلاط الصحيح بالمعلول والتباس الحق بالباطل( ).
كما أن الأخذ عن أهل الكتاب كان من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور الوضع في التفسير( ) وكذلك ضعف الدين والإيمان، وقد أمرنا النبي -$-، أن نتوقف فيما يروونه وسكت عنه شرعناً، فلا نصدقهم ولا نكذبهم، قال -$-: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: ﱡﭐ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ "( ).
وعلى الرغم من هذا التحذير، نجد من المفسرين من ينقلون ويتقبلون عن أهل الكتاب ما حدثوا به على ما في أكثر هذه الأخبار من مناكير لا يقبلها العقل ولا يقرها النقل الصحيح، وذلك على اختلاف بينهم في دوافع هذا النقل ومدى تقبلهم وتصديقهم لما ينقلون، ومن هؤلاء المفسرين مكي بن أبي طالب القيسي، صاحب تفسير "الهداية إلى بلوغ النهاية"( )، وهو تفسير كامل للقرآن الكريم، ويقع في اثني عشر جزءاً، حققه مجموعة من الباحثين بجامعة الشارقة بالإمارات، وحصلوا من خلال تحقيقهم على درجات علمية مختلفة.
ويعد تفسير "الهداية إلى بلوغ النهاية" من أبرز كتب التفسير التي اهتمت برواية الإسرائيليات، وقد نقل مكي الكثير منها، وترك بعضها دون نقد أو تحليل، لكي يترك أمر التمييز بين صحاحها وضعافها لمن بعده من النقاد، ومن ثم فقد رأيت أن أخصص أطروحتي في دراسة الإسرائيليات التي وردت في تفسير مكي بن أبي طالب، ونقدها نقداً علمياً، كذلك المكانة العلمية لمكي بن أبي طالب في الدراسات الإسلامية، وبخاصة تفسيره، ورغبتي في خدمة كتاب الله –عز وجل-، فمن خلاله يتم تسليط الضوء على أهم الإسرائيليات المبثوثة في تفسير مكي بن أبي طالب، وبالتالي أنبه عليها، وأنقى التفسير منها، خدمة للبحث والدرس.


Other data

Title الإسرائيليات في تفسير "الهداية إلى بلوغ النهاية" لمكي بن أبي طالب القيسي (ت: 437هـ)
Other Titles The Israelis in Explanation of "Guidance to Reaching the End" (Al –Hedaya Ela Belogh Al –Nehaya) for Meckey Ibn Aby Taleb Al – Qaisy (Rip in 437 A.H)
Authors منى عبد الحميد محمود خليل
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G10062.pdf2.51 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.