"فن المقال الصحفي عند أحمد بهاء الدين" دراسة أسلوبية

محمد أبو النصر صبحي أبو النصر;

Abstract


يُعنى هذا البحث بدراسة الظواهرالأسلوبية فى مقالات الكاتب الصحفى "أحمد بهاء الدين"، والكشف عن السمات الأدبية التى تميز أسلوبه، فقد تميز بهاء الدين عن بقية جيل عصره من الصحفيين بأسلوبه ، وهو يعد رمزًا من رموز الفكر القومى الذى أثرى ساحات العقل العربى عبر أجيال عديدة.
ويتكون البحث من دراسة تمهيدية وثلاثة فصول جاءت على النحو التالى:
دراسة تمهيدية :
وقد ألقيت الضوء فيها على سيرة حياة أحمد بهاء الدين بالقدر الذي يخدم موضوع الدراسة ، حيث مولده ونسبه وتعليمه الأول، عمله وأهم الوظائف التي تقلدها، معاركه الصحفية والأدبية والدينية، مؤلفاته، أهم الجوائز التي حصل عليها في حياته أو بعد مماته تقديرًا لمشاوره المهني، رصد لأهم ماقيل عن بهاء الدين، ثم مرحلة مرضه ووفاته .
الفصل الأول: "بنية المقال الصحفي "
هو الجزء الثاني من الجانب النظري في البحث ، وقد قسمته إلى مبحثين، فتناولت في المبحث الأول، المقال لغة واصطلاحًا، ومكانة فن المقال في الأدب العربي القديم والأدب الغربي ، ومراحل تطور فن المقال في مصر، وأنواع المقال الأدبي والعلمي والصحفي ،ثم تطرقت للحديث عن المقال الصحفي الذي هو موضوع الدراسة من حيث وظائفه ولغته وانتهى المبحث الأول بالمقارنة بين المقال الأدبي والمقال الصحفي ،واستعرضت في المبحث الثاني أنواع المقال الصحفي من حيث الأسلوب والمضمون.
الفصل الثانى: "اتجاهات المقال الصحفي عند بهاء الدين وقضاياه"
وهو الجزء الأول من الجانب التطبيقي في البحث، وقسمته إلى أربعة مباحث، وتحدثت فيه عن اتجاهات المقال الصحفي عند بهاء الدين والقضايا التي تناولهامن قضايا سياسية، واقتصادية، واجتماعية، ودينية، وأوضحت مدى اهتمامه بالمقال السياسي الذي غلب على معظم كتابته ثم تبعه الجانب الاقتصادي والاجتماعي والديني.
الفصل الثالث: "الخواص الأسلوبية والأساليب الفنية عند بهاء الدين"
وهو الجزء الأخير من الجانب التطبيقي في البحث ، وجاء في ثلاثة مباحث ، حيث تناولت فيه قضية اللغة والأسلوب والمعجم اللغوي الخاص به ، وأهم الظواهر الأسلوبية عنده والمتمثلة في كثرة الترادف ، والجمل المعترضة ، والعلاقات الثنائية في مقالاته ، وأهم الصور الفنية لديه ، ومدى توظيفه للتراث الديني والأدبي ، وأخيرًا أشكال البناء الفني للمقال عنده من حيث القوالب المباشرة وغير المباشرة ، وحجم المقال ، والهيكل الفني للمقال من العنوان والمقدمة والعرض والخاتمة.


وبعد أن فرغت من بحثي المتواضع ، أود أن أعرض أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث ، والمتمثلة فيما يأتي :
1 - استخدم بهاء الدين قالب العمود الصحفي أكثر الأشكال الفنية الصحفية في التصدي للمشكلات ، والقضايا التي يطرحها على القارئ " إذ أن العمود الصحفى بطبيعته يعكس رأي كاتبه إزاء ما يحدث حوله من قضايا وأحداث"
2 - استخدم بهاء الدين في عموده الصحفي الاستمالات المنطقية أكثر من الاستمالات العاطفية ؛ لإقناع الجمهور من القراء بآرائه ووجهة نظره في الموضوع الذي يطرحه .
3 - تنوعت كتابة الأعمدة عند بهاء الدين خلال مشاوره الصحفي فهناك عمود التحليل والعمود النقدي والعمود التاريخي وعمود المناسبات.
4 - كثرت الكتابة النقدية عند بهاء الدين ؛ وذلك لمواجهة السلبيات الدولية و المحلية للدول وللمجتمعات وللحكام وللشعوب "حيث يتاح لكتاب هذه الأعمدة مساحة أكثر من غيرهم فى حرية التعبير عن الرأي " .
5 - اهتم في كتابة عموده بالقضايا السياسية والتي احتلت المرتبة الأولى على حساب القضايا الأخرى .
6 -أكثر الوظائف الإعلامية التي حرص العمود الصحفي على تأديتها وظيفة التفسير والتوجيه ، والتزم بمسئوليته في الدفاع عن مصالح الجمهور العام " يجب أن يعنى فى المقام الأول بتفسير وإيضاح الأحداث والقضايا التى تنقلها وسائل الإعلام أو يعكسها الواقع ورسائل القراء وكذلك إبداء الرأي فيها" وتأتي وظيفة التوجيه عنده بنوعيها المباشر وغير المباشر من أهم الوظائف الرئيسية في الصحف " هى وظيفة المساهمة فى التنمية الوطنية الشاملة من خلال توجيه الرأي العام وتعبئته للتقدم"
7 - تأثره الواضح بالثقافات الأجنبية أكثر منها من الثقافة العربية ، فوجد الباحث أن استشهاداته بالكتب الأجنبية أكثر من استشهاداته بالكتب العرببة.
8 - كان كثير القراءة و الكتابة عن السيرة الذاتية للشخصيات ورغم هذا لم يهتم بكتابة الأعمدة الذاتية لحياته ، وكان يكتفي بإشارة سريعة عن حياته أثناء كتابة عدد من المقالات وهى قليلة وكانت هذه الإشارة توظيفًا يخدم المعنى المطروح.
9- استخدم بهاء الدين رسائل القراء كمصدر من مصادر التوثيق للواقع ، والوصول للحقائق بعيدًا عن تزييف الأحداث، ولأهمية مكانة رسائل القراء عندهوحرصه الشديد على نشر الرأي الأخر وما يتضمنه من اقتراحات لجوانب عديدة فى المجتمع المصري خاصة والمجتمع العربي و الدولي عامة ، فلقد حاز بهاء الدين على النصيب الأكثر من مشاركة رسائل القراء له دون غيره من الصحفيين.
10- بهاء الدين لم يتقيد بنمط واحد من المقدمات في كتابة مقالاته بل تنوعت عنده المقدمات وكذلك خواتم المقالات مما يدل على براعة الكاتب ومساحة الحرية التي كان يتمتع بها في كتابته .
11- في كثير من الأحيان كان يبدأ مقالاته بدون مقدمة ، فكان يفضل الهجوم المباشر على الموضوع ، أو بدون خاتمة لكن في نفس الوقت كان يكتب إحدهما دون الاستغناء عن الأخرى .
12 -اعتمد بشكل أساسي فى كتابة مقالاته على طريقة الهرم المعتدل " التى تقوم على ذكر ماهية الموضوع فى مقدمة العمود، ثم تفصيلاته أو شواهد فى "صلب العمود ثم الخلاصة أو النتيجة أو الحل فى الخاتمة " وتليها كتابة المقالات على طريقة الهرم المقلوب ، فكان يبدأ بالنتيجة أو الحكم أو الرأي الذي انتهي إليه فى الموضوع أو القضية التى يعرض تفاصيلها أو شواهدها فى صلب العمود ثم يعود ليؤكد هذا الرأي أو النتيجة مرة أخرى فى الخاتمة ، و قالب رسائل القراء وقالب الانتقال من السؤال إلى الجواب وقالب الحوار .
13 -استخدم بهاء الدين اللغة الصحفية في كتابة مقالاته وابتعد بشكل كبير عن اللغة الأدبية ككثير من كتاب المقالة وقتها ، مما يدل على اهتمامه وانشغاله بفكرة التحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإرسال فكرته للقارئ بشكل بسيط اعتمادًا منه على معجمه الخاص " إن لغة الصحافة نفسها لغة بسيطة موجهة إلى كل من يعرف القراءة والكتابة بغض النظر عن اختلاف المستويات الثقافية " .
14 - كان شاهدًا على بعض الأحداث السياسية ومشاركًا فيها ، لذا تُعد مقالاته تأريخًا صادقًا وأمينًا لهذه الأحداث .
15 - اتضحت لنا مكانة أحمد بهاء الدين كمؤرخ وكاتب مقال من خلال الشهادات التي سجلها معاصروه في حقه .
16-اتضح لنا أن أحمد بهاء الدين كاتب موسوعي أشبه بدائرة المعارف ، فقد تنوعت مقالاته ولم تقف عند نوع معين من أنواع المقالة .
17 -تُعد يوميات أحمد بهاء الدين في جريدة «الأهرام» رصدًا دقيقًا للأحوال الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر، محذرا من المخاطر التي رآها.
18 - مقالاته اليومية في الجرائد والمجلات حملت بعض العناوين الثابتة مثل (اليوميات)بالأهرام ، (استراحة الخميس) بالجمهورية ، (هذه الدنيا) بجريدة الشرق الأوسط ، (يوميات الأخبار) بالأخبار.
19- وجد الباحث أن بهاء الدين كانت لديه المقدرة على التنبؤ بالحلول وبدائلها من عشرات السنين ، ولو طُبقت لتغيرت أوضاع كثيرة في البلاد على المستوى السياسي ، والاقتصادي، والاجتماعي ، ويكفي أن أشير إلى قضية الوقود في مصر وسرقته ، وجد الباحث أثناء قراءته للمقالات أن بهاء الدين قدم حلا جذريًا منذ سنوات ، وهذا الحل هو ماتفكر فيه الحكومه المصرية الآن وترغب في تطبيقه " ولا أدرى لماذا نخاف من إدخال نظام صرف بنزين السيارات بالبطاقات، حد معقول لكل سيارة خاصة وحد آخر لكل سيارة نقل، بسعر مناسب، وأن يباع البنزين لمن يريد أكثر من ذلك بثمن آخر، إن ذلك سوف يقلل استهلاك الطاقة ، وسوف يهدئ الزحام " .
هذه هى أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال بحثي ، ويدعمها كل جزء من أجزاء هذا البحث . وأرجو أن أكون قد وُفِّقْتُ فأحسنت فيما قصدت، فإن أصبت فبفضل اللهعز وجل، وإن كان ثمة خطأ أو تقصير فمن نفسي..


Other data

Title "فن المقال الصحفي عند أحمد بهاء الدين" دراسة أسلوبية
Other Titles The Art of Journalistic Essay With Ahmed Bahaa El-Din Stylistic study
Authors محمد أبو النصر صبحي أبو النصر
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G13181.pdf1.61 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 353 in Shams Scholar
downloads 138 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.