صورة الإسلام والمسلمين في الكتابات الإيطالية )القرنان الرابع عشر والخامس عشر الميلاديان(

Abstract

تهدف هذه الد ا رسة: "صورة الإسلام والمسلمين في الكتابات الإيطالية )القرنان ال ا ربع عشر والخامس عشر الميلاديان(" إلى د ا رسة وتحليل تصو ا رت ورؤى الكُتاب الإيطاليين عن الإسلام والمسلمين أواخر العصور الوسطى، وتُسلط الضوء على الأعمال الجدلية للإيطاليين، الذين اعتبروا الإسلام بمثابة عدو سياسي وديني للمسيحية. فقد ورث الإيطاليون عن أسلافهم في العصور الوسطى رؤى مشوهة عن الإسلام، وبطبيعة الحال تلك الرؤى قد دونها رجال دين استندوا إلى مصادر شديدة التمايز والتباين: كالحكايات الشعبية والأساطير المروية والمؤلفات الجدلية، غير أن هذه المعلومات المدونة كانت تُنتزع في معظم الأحيان من سياقها الأصلي ثم تُقدم إلى القارئ الأوروبي بصورةٍ مُتعمدة لترسم صورةً ذهنيةً اتسمت بالتلفيق والتشويه المخالف للحقائق. وقد حاول الباحث خلال هذه الد ا رسة توضيح تلك الصورة المشوشة عن المسلمين، التي كانت ا رسخة في أذهان الإيطاليين أواخر العصور الوسطى. تحتوي الد ا رسة على مقدمة وخاتمة ود ا رسة تحليلية لمصادر البحث يعقبها أربعة فصول. في الكتابات الإيطالية" ويناقش  الفصل الأول بعنوان "صورة محمد خلال العصور  الصورة القاتمة والمشوهة التي التصقت بالنبي محمد الوسطى، والتي ورثها الإيطاليون، و ا رحوا يفردون لها أعمالاً مثل الكوميديا في بعض أبياتها، وكتاب  الإلهية لدانتي أليجييري الذي أساء للنبي محمد العالم المُسمى "الديتاموندو" لفاتزيو ديللي أوبرتي، وهو عبارة عن محاكاة وكما ، لكوميديا دانتي بما تحويها من رؤى مزعومة حول رحلة مع ا رج الرسول يعرض للحولية الجديدة لصاحبها جوفاني فيللاني، التي لم تختلف كثي ا رً عما تم ويُختتم الفصل ، تداوله في العصور الوسطى من صورة مغلوطة لحياة محمد بعرض لعمل ال ا رهب ريكولدو دا مونتي كروتشه "تفنيد الق آ رن" الذي زعم أنه 1 ترجم بعض سور الق آ رن و ا رح يفندها ليوضح – على حد زعمه – كم الأخطاء والمغالطات التي به. جاء الفصل الثاني بعنوان: "المسلمون في كتابات الرحّالة الإيطاليين"، ويتناول وصف لبعض الرحّالة الإيطاليين، الذين ا زروا بلدان المشرق الإسلامي بهدف التجارة أو الحج، للعديد من الشعائر والعبادات الإسلامية كالصلاة والحج والزواج والطلاق، وغير ذلك من العبادات. ويرصد الفصل لأيديولوجيتهم الدينية والاجتماعية، التي تناولوا من خلالها عادات وتقاليد المسلمين التي شاهدوها. وانتهى الفصل بمناقشة ود ا رسة ما رصده ريكولدو لبعض المناسك الإسلامية من خلال زيارته لمدينة بغداد واحتكاكه المباشر بالمسلمين هناك، وهو العمل الذي تفرد فيه ريكولدو، ودوّن ما لم يدونه معاصروه من ممارسات إسلامية. أما الفصل الثالث المعنون ب "الرؤى الإيطالية للمد الإسلامي )الأت ا رك العثمانيين("، يرصد هذا الفصل الموقف الجدلي والاتجاه العدائي لرواد الحركة الإنسانية في إيطاليا من المد التركي الجارف الذي هدد أوروبا بأكملها، ويتضمن عدة عناصر؛ أهمها: أصول الأت ا رك العثمانيين من خلال وجهات النظر الإيطالية، ووصف الإيطاليين للأت ا رك العثمانيين "بالب ا ربرة الجدد" الذين ساهموا في تدمير الثقافة والعلم باستيلائهم على العاصمة البيزنطية. ثم تناول الفصل سقوط القسطنطينية وردود أفعال الأدباء الإيطاليين التي تجسدت في كتاباتهم الأدبية التي هاجمت الإسلام، والذي كان يمثله الأت ا رك حينذاك، ومحاولة الإيطاليين لإحياء فكرة الحرب المقدسة ضد التركي المسلم.الفصل ال ا ربع والأخير بعنوان "أعلام المسلمين في كتابات الإيطاليين"، وفيه سلط الباحث الضوء على كتابات الإيطاليين لثلاث نماذج مسلمة كان لها دور بارز وفعّال في تكوين الفكر الأوروبي في العصور الوسطى، هذه النماذج هي: ابن رشد، وابن سينا، وصلاح الدين الأيوبي. كان لابن رشد تأثير كبير في فكر الأوروبيين عامة والإيطاليين خاصة؛ فقد تم تدري بعض أعماله في العديد من الجامعات الإيطالية أواخر العصور الوسطى، كما كان "للرشدية" و"المذهب