حاضنات الأعمال التكنولوجية وإدارة المشروعات البحثية بالجامعات المصرية

حنان محمد عبد الحليم أبو غزالة;

Abstract


أولت الجامعات في الدول المتقدمة للبحث العلمي والتطوير اهتمامًا خاصًا لما له من دورٍ أساسيٍّ في عملية نقل وابتكار وتطوير التكنولوجيا بها، من خلال توفير البيئة العلمية المناسبة التي يمكن أن تنمو فيها البحوث العلمية وتزدهر، ورصدت لهذا الغرض الأموال اللازمة لتوفير الأجهزة والمعامل والمعدات والمكتبات التي يحتاجها الباحثون بتخصصاتهم المختلفة، وتشكل إدارة البحث العلمي حجر الأساس الذي يقوم عليه البحث العلمي.
وتقوم إدارة البحوث بالجامعات بتخطيط ودعم وإدارة وتشجيع الأنشطة البحثية من خلال الدعم الداخلي والخارجي، وتوضيح إستراتيجيات البحث العلمي وأولوياته في الجامعة على المستوى الإقليمي والقومي والدولي، وتوفير نظام للمعلومات لإستراتيجيات البحث العلمي والمنافسات للمشروعات القومية والدولية، وتنشيط وتوجيه برامج البحث العلمي متعددة التخصصات ممن لها الأولوية في مجالات معينة و/أو يتم توجيهها نحو الوسائل التكنولوجية بالتوافق مع الأولويات القومية والدولية، وتشجيع الارتباط النشط والمسئول للكليات والأقسام في كتابة مشروع البحث العلمي وتنفيذه. ( )
ويعد البحث العلمي والتطوير التقني أحد المهام التي تضطلع بها الجامعات الرائدة بالإضافة إلى التعليم وخدمة المجتمع، وقد تطور الدور الذي تؤديه الجامعات ليشمل جوانب جديدة تعنى بترجمة عمليات البحث العلمي والتطوير التقني التي تتم في معاملها ومختبراتها إلى مبتكرات ومخترعات يمكن لها أن تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتعد المشروعات الناشئة عبر حاضنات الأعمال التكنولوجية الجامعية من أهم الوسائل التي تسهم في تسويق نتائج أبحاث الجامعات وتفعيلها على شكل منتجات في القطاع الصناعي، وقد تعددت التجارب الدولية في مجال حاضنات الأعمال التكنولوجية الجامعية وفقًا لطبيعة الثقافة والظروف الاقتصادية والسياسية والعلمية وغيرها من العوامل لكل دولة وإقليم.( )
وتسهم الحاضنات التكنولوجية كأداة ربط الجامعات والمؤسسات البحثية بالقطاعات الصناعية في توسيع استخدام البحوث الجامعية لأغراض تجارية، وتأسيس المشروعات الناشئة من الجامعات والقائمة على نتائج أبحاثها وتعد من أكثر الوسائل إسهامًا في نقل وتفعيل نتائج الأبحاث في القطاع الصناعي والتي تسهم في نقل وتوطين التكنولوجيا التطبيقية المستوردة واستخدامها خدمةً لبناء الاقتصاد الوطني المتنوع، من خلال تحويل الأفكار الإبداعية والأبحاث التطبيقية إلى مشاريع إنتاجية وصناعية ناجحة، ففي الدول الصناعية كاليابان وألمانيا وبريطانيا تقوم الجامعات بالمساهمة في حل المشاكل الفنية والتقنية التي تواجهها المشروعات الصناعية من خلال تبني أفكار إبداعية لحل مثل هذه المشاكل ولتطوير أساليب العمل والإنتاج والأداء.( )
وقامت العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والصين وكوريا الجنوبية، واليابان وبريطانيا والسعودية والأردن بإنشاء حاضنات الأعمال المرتبطة بالجامعة بهدف توفير فرص استثمارية وتشغيلية لمخرجات الجامعة وعلى رأسها البحث العلمي، وتبني المبدعين والمبتكرين وتحويل أفكارهم وأبحاثهم إلى منتج أي: انتقال الأفكار من معامل الأبحاث إلى السوق من خلال توفير الخدمات والدعم والمساندة العملية للمبتكرين( )
وتتنوع أشكال الحاضنات في التعليم العالي ومنها: حدائق التكنولوجيا، ومدن التكنولوجيا، ومراكز التميّز، والحاضنات التكنولوجية، والتجمعات المعتمدة على التكنولوجيا رفيعة المستوى، وشبكات الابتكار التكنولوجي، ومراكز البحوث التكنولوجية الافتراضية، وأقطاب وواحات التكنولوجيا، وتتمثل الشرائح المستفيدة منها في مشاريع تقنية المعلومات والاتصالات، وخريجي الجامعات، وأصحاب المشروعات التي تصب في هذا المجال، وأفضل الأماكن التي تؤسس فيها الحاضنات هي داخل الحرم الجامعي للاستفادة من الخدمات والخبراء والبحوث المقدمة من طرف الأساتذة والطلبة،( ) وربطها بمراكز البحوث والجامعات القومية والدولية.( )
وتُعد تجربة الحاضنات التكنولوجية الأردنية من التجارب العربية الناجحة، حيث أقام الأردن نظام توزيع لربط مراكز تجميع المعلومات وربطها بالقطاعين العام والخاص، وأسست الجامعة الهاشمية بداخلها حديقة الصناعة والتكنولوجيا في عام 2000م، والتي أسهمت في تقديم فرص البحث الناجمة عن إنشاء المشروعات المهمة في الحديقة للطلاب وهيئة التدريس، كما أقام الأردن التجمع الوطني للحاضنات التكنولوجية لتسخير وزيادة كفاءة استخدام موارد مراكز البحث والتطوير التكنولوجي القائمة لمساعدة رواد الأعمال والمشروعات الناشئة على النجاح، وربطهم بالمعرفة التقنية، ودعم نتائج البحث والتطوير وترجمتها إلى أعمال ناجحة تجاريًا.( )
كما قامت بعض الجامعات بتوفير برامج حاضنة أعمال صغيرة مثل برنامج حاضنة ألبانيا الذي يُسهم في تعزيز التعلم والتنمية بين أساتذة الجامعات والطلاب ورجال الأعمال بصورة إيجابية، وتوفير الخبرات البشرية


Other data

Title حاضنات الأعمال التكنولوجية وإدارة المشروعات البحثية بالجامعات المصرية
Other Titles Technological Business Incubators and Research Projects Management In the Egyptian Universities
Authors حنان محمد عبد الحليم أبو غزالة
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G10303.pdf811.68 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 9 in Shams Scholar
downloads 9 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.