فاعلية برنامج قائم على الذكاءات المتعددة لتحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد في المرحلة الإعدادية
أمين محمد محمد محمود;
Abstract
اولاَ مقدمة:
اللغة نظام عرفي من رموز وعلامات يستغلها الناس في الاتصال بعضهم البعض وفى التعبير عن افكارهم ، كما أنها دعامة التفكير و حافظة التراث العربي و ناقلته متجاوزة حدود الزمان و المكان ، و هي أداة تشكيل البناء القيمي للمجتمع و تنميته و نقله و حمايته (حسن شحاتة ,1993) (مصطفى رسلان , 2008).
وعلى المستوى التعليمي تعد القراءة والكتابة مهارتين أساسيتين بالنسبة للمتعلم , عن طريقهما يستطيع الدارس ان يواصل تقدمه العلمي في بقية صنوف المعرفة المختلفة , لأن كل المواد الدراسية التي يمر في خبراتها الدارس ليست إلا فكرا مكتوبا أو مقروءا تمثله الرموز اللغوية المكتوبة , وقراءة هذه الرموز وسيلة تعرف مضامين هذا الفكر (مصطفى رسلان , 2008 , 135 ) حيث ان القراءة وسيلة لإشباع حاجات التلميذ العقلية المرتبطة بحياته خارج المدرسة ، كما أنها وسيلة لتوسيع ميول هذا التلميذ و ترقيتها ، كذلك فالقراءة أداة لإثراء خبرات هذا التلميذ و تنميتها (محمود الناقة و وحيد حافظ , 2002) .
وليس ادل على اهمية القراءة ان ذكرها الله عز وجل "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)"(العلق1-5)
وعلى الرغم من أهمية القراءة والكتابة للمتعلم نجد ان الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد تواجههم صعوبات في تعلم القراءة والذين يُقدر معدل انتشارهم على المستوى العالمي بين 3و5% عند من تقل أعمارهم عن 19 عامًا.(The American Journal of Psychiatry,2007)
تعد القراءة والكتابة عمليتان ذات ابعاد متعددة وتمتد لتشمل المدخلات الحسية وخاصة السمعية والبصرية ومعالجة الرموز وما يرتبط بهما من تأويل او تفسير لهذه الرموز و يفتقد هؤلاء الطلاب القدرة على تركيز انتباههم تجاه ما هو مطلوب منهم في حجرة الدراسة من معلومات , وذلك لان الطالب ذو قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد له قابلية للتشتت, وقصور في تركيز انتباهه مدة كافية في المثير المعروض , بالإضافة إلى فشله في تحقيق التأهب العقلي أو التهيؤ الذهني المطلوب , وعجزه عن اصطفاء وتنقية المثيرات المهمة ومداومة التركيز عليها واستبعاد ما عداها اثناء قيامه بالإحاطة بمختلف جوانب الموقف المثير الذى يجذب انتباهه ( نبيل عبد الحافظ , 2006 ,40).
وفى مقابل تلك النظرة المحدودة للذكاء بمفهومه التقليدي الذي يركز على القدرة اللغوية والقدرة الرياضية المنطقية فقط , تبرز اهمية نظرية الذكاءات المتعددة والتي تعد من النظريات التربوية المهمة حيث توصل لها العالم "هاورد جاردنر" منذ عام 1983م وهى تؤكد على ان الناس لديهم ذكاءات متعددة ولكن بدرجات متفاوتة ، حيث أوضح فيها أن القدرات التي يمتلكها الناس تقع في ثمانية ذكاءات تغطى نطاقا واسعا من النشاط الانسانى لدى الفئات العمرية المختلفة ومنذ ذلك الحين تعدت النظرية حيزها النظري لتنزل فعليا ساحة التطبيق، ويعمل عليها الباحثون في كل ميدان ؛
اكدت نظرية الذكاءات المتعددة بانه لا توجد فروق دالة إحصائية بين ذوى صعوبات التعلم والعاديين فى نسب الذكاء حيث تتغير فكرة الفروق بين الافراد والطرق التى يتم تقييم هذه الفروق مع الزمن فى اطار السياق الذى تترجم فيه معرفتنا العلمية و المحيط الثقافي والاجتماعي . Gardner , H. 2000))
وفى ضوء نظرية الذكاءات المتعددة هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن ان تتناسب مع الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد وتوظيفها وتطبيقاتها , حيث يمكن استخدام استراتيجية المحاضرة , والعصف الذهني , والنقاشات في تنمية الذكاء اللغوي , وتستخدم حل المشكلات والاكتشاف الموجه والاستقصاء في تنمية الذكاء المنطقي , كذلك تستخدم الوسائل التعليمية خاصة الصور والرسوم و الخرائط في تنمية الذكاء المكاني , بالإضافة الى ان الغناء الجماعي وتنغيم الكلمات وفق ايقاع وضح في تنمية الذكاء الموسيقى , ويستخدم التعليم التعاوني والعمل الجماعي في مجموعات في تنمية الذكاء الاجتماعي , ويستخدم التعليم الفردي واجراء البحوث في تنمية الذكاء الشخصي , وتستخدم الدراسات الميدانية واعمال الحدائق , وتصنيف الاشياء الى مجموعات متشابهة الى تنمية الذكاء الطبيعي
ولذلك تحاول هذه الدراسة تحسين بعض مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد وزيادة التحصيل الدراسي لهم ، من خلال برنامج يعتمد على ما يمتلكونه من أنواع مختلفة من الذكاءات المتعددة ، وقد أشارت الدراسات التى أجريت في مجال الذكاءات المتعددة إلى إمكانية الاعتماد على نظرية الذكاءات المتعددة ، سواء أكان لتنمية التفكير الابتكارى أم التحصيل الدراسي.
ثانياَ :الإحساس بالمشكلة
وقد تنوعت الدراسات العربية التي تناولت صعوبات تعلم القراءة ,والكتابة بالدراسة والبحث , حيث تناولت هذه الدراسات نواحي مختلفة من صعوبات تعلم القراءة والكتابة مثل التشخيص، والسمات، والبرامج العلاجية الفعالة للتغلب علي هذه الصعوبات، إلا انه لم يكن من بين هذه الدراسات على حد علم الباحث ما تناول الطلاب ذوى اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد الذين يعانون من صعوبات تعلم القراءة, والكتابة.
ومن الملاحظ من خلال النتائج المجمعة لمعدلات الطرد والتسرب المدرسية والتي تشير إلى أن ما يقرب من نصف إجمالي الطلاب المصابين باضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لا يستكملون دراستهم الثانوية أبدًا بالإضافة الى فشل 37% من المصابين باضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد في الولايات المتحدة في الحصول على شهادة إتمام الدراسة الثانوية رغم أن الكثيرين منهم يحصلون على خدمات تعليمية خاصة(Barkley2008 )
وقد لاحظ الباحث من خلال استبانة قدمت الى بعض معلمي الصف الاول الإعدادي خلصت إلى أن درجات هؤلاء الطلاب موضع الدراسة كانت أقل بفروق ذات دلالة عن أقرانهم العاديين , وأن الطلاب موضغ الدراسة لديهم صعوبة في التعرف على الكلمات خلال عملية القراءة و الهجاء.
ثالثا :تحديد المشكلة
تتحدد مشكلة الدراسة فى ضعف مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد فى المرحلة الاعدادية .
وللتصدي لهذه المشكلة تحاول الدراسة الحالية الإجابة عن السؤال الرئيس التالي :
كيف يمكن بناء برنامج مقترح لتحسين مهارات القراءة ,والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد فى المرحلة الإعدادية ؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية :
1 : ما مهارات القراءة والكتابة اللازمة للطلاب ذوي قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد ومكوناتها في المرحلة الإعدادية ؟
2: ما أسس بناء برنامج قائم على الذكاءات المتعددة لتحسين هذه المهارات لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد فى المرحلة الاعدادية ؟
3 : ما البرنامج القائم على الذكاءات المتعددة لتحسين بعض مهارات القراءة للطلاب ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد في المرحلة الإعدادية؟
4: ما فاعلية البرنامج القائم على الذكاءات المتعددة في تحسين هذه المهارات لدى الطلاب ذوي قصور الانتباه المصحوب النشاط الزائد بالمرحلة الاعدادية ؟
رابعا : تحديد المصطلحات
الذكاءات المتعددة : ( Multiple Intelligence )
يقصد بها في الدراسة:" القدرة على حل المشكلات التي تواجه المرء في الحياة، أو تقديم إنتاج له أهمية في جوانب متعددة، مثل الشعر، والموسيقي، والرسم، والرياضة... الخ "" وكذلك القدرات التي تمكن الشخص من إضافة معرفة جديدة, و تختلف الذكاءات المتعددة من شخص إلى آخر من حيث القدرة على التحليل والتركيب والتمييز والاختيار، و التكيف إزاء المواقف المختلفة.
اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد: :(ADHD)
اضطراب نفسي يبدأ في مرحلة الطفولة عند الإنسان, وهو يسبب نموذج من التصرفات التي تجعل الطفل غير قادر على إتّباع الأوامر, أو على السيطرة على تصرفاته أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين وبذلك هو في حالة إلهاء دائم.
المهارة: هي أداء مهمة ما, أو نشاط معين بصورة مقنعة وبالأساليب والإجراءات الملائمة وبطريقة صحيحة أي : التمكن من إنجاز مهمة معينة بكيفية محددة، وبدقة متناهية ويمتاز بسرعة في التنفيذ.
مهارة القراءة : مجموعة الاستراتيجيات التي يحتاجها الطالب لكي يكتسب مجموعة من المهارات القرائية التي تتجاوز المهارات الأساسية (المتعلقة بالقدرة على تفكيك رموز الحروف لتكوين معنى), والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك.
مهارة الكتابة:
هي نوع من القدرة أو المهارة العقلية و التی تحتاج من الكاتب تنظيما نفسيا وعقليا بين العين واليد ,ويستخدمها التلميذ في التعبير عن افكاره ومشاعره في المواقف الحياتية.
خامسا حدود الدراسة :
يقتصر البحث الحالي على الحدود التالية :
1- طلاب الصف الأول من مرحلة الإعدادية في بعض المدارس الحكومية في محافظة قنا
2- بعض صعوبات القراءة والكتابة التي يثبت تدنى الطلاب موضع الدراسة فيها وذلك من خلال الدراسات المتخصصة في هذا المجال, ومن خلال الاختبار التشخيصي المعد .
3- برنامج قائم على بعض الذكاءات المتعددة المناسبة لتحسين بعض مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد.
سادسا - إجراءات الدراسة :
سارت إجراءات الدراسة وفق الخطوات التالية :
1- إعداد قائمتين بمهارات القراءة والكتابة اللازمة لطلاب الصف الاول الإعدادي موضع الدراسة ، ويتم ذلك من خلال ما يلى :
أ- دراسة البحوث والدراسات والأدبيات التربوية التي تناولت مجال صعوبات تعلم القراءة.
2- تحديد مستويات الطلاب موضع الدراسة للتوصل الى مهارات القراءة والكتابة التي تمثل صعوبة بالنسبة لهم ، ويتم ذلك من خلال ما يلي :
- إعداد مقياس لتحديد أهم الصعوبات التي تواجه الطلاب موضع الدراسة في مهارات القراءة ،والكتابة
3-تحديد أسس البرنامج المقترح القائم على الذكاءات المتعددة لعلاج صعوبات تعلم القراءة والكتابة، وذلك من خلال ما يلى :
4-بناء البرنامج المقترح لتحسين صعوبات تعلم القراءة والكتابة ، وذلك من خلال ما يلى :
سابعا - نتائج الدراسة
ـ تتفق النتائج التي كشفت عنها الدراسة الحالية مع ما ورد في الدراسات السابقة من أن حث الطالب على شحذ ذكاءه في التعلم يجعله اكثر ادراكا وفهما كما ان استخدام اسلوب القصة بصفة خاصة والألعاب اللغوية وغيرها بصفة عامة من شأنها أن تحسن مهارات القراءة والكتابة .ـ إن أنشطة البرنامج كانت قادرة على جذب الانتباه وإقبال مجموعة الدراسة نظراً لمراعاتها لمتطلبات وقدرات هؤلاء الطلاب.
وهكذا يمكن القول أن الفروق بين درجات الطلاب مجموعة الدراسة في القياسين القبلي والبعدي تتضح في تحسن مهارات القراءة والكتابة:
ثامنا- التوصيات والمقترحات:
اللغة نظام عرفي من رموز وعلامات يستغلها الناس في الاتصال بعضهم البعض وفى التعبير عن افكارهم ، كما أنها دعامة التفكير و حافظة التراث العربي و ناقلته متجاوزة حدود الزمان و المكان ، و هي أداة تشكيل البناء القيمي للمجتمع و تنميته و نقله و حمايته (حسن شحاتة ,1993) (مصطفى رسلان , 2008).
وعلى المستوى التعليمي تعد القراءة والكتابة مهارتين أساسيتين بالنسبة للمتعلم , عن طريقهما يستطيع الدارس ان يواصل تقدمه العلمي في بقية صنوف المعرفة المختلفة , لأن كل المواد الدراسية التي يمر في خبراتها الدارس ليست إلا فكرا مكتوبا أو مقروءا تمثله الرموز اللغوية المكتوبة , وقراءة هذه الرموز وسيلة تعرف مضامين هذا الفكر (مصطفى رسلان , 2008 , 135 ) حيث ان القراءة وسيلة لإشباع حاجات التلميذ العقلية المرتبطة بحياته خارج المدرسة ، كما أنها وسيلة لتوسيع ميول هذا التلميذ و ترقيتها ، كذلك فالقراءة أداة لإثراء خبرات هذا التلميذ و تنميتها (محمود الناقة و وحيد حافظ , 2002) .
وليس ادل على اهمية القراءة ان ذكرها الله عز وجل "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)"(العلق1-5)
وعلى الرغم من أهمية القراءة والكتابة للمتعلم نجد ان الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد تواجههم صعوبات في تعلم القراءة والذين يُقدر معدل انتشارهم على المستوى العالمي بين 3و5% عند من تقل أعمارهم عن 19 عامًا.(The American Journal of Psychiatry,2007)
تعد القراءة والكتابة عمليتان ذات ابعاد متعددة وتمتد لتشمل المدخلات الحسية وخاصة السمعية والبصرية ومعالجة الرموز وما يرتبط بهما من تأويل او تفسير لهذه الرموز و يفتقد هؤلاء الطلاب القدرة على تركيز انتباههم تجاه ما هو مطلوب منهم في حجرة الدراسة من معلومات , وذلك لان الطالب ذو قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد له قابلية للتشتت, وقصور في تركيز انتباهه مدة كافية في المثير المعروض , بالإضافة إلى فشله في تحقيق التأهب العقلي أو التهيؤ الذهني المطلوب , وعجزه عن اصطفاء وتنقية المثيرات المهمة ومداومة التركيز عليها واستبعاد ما عداها اثناء قيامه بالإحاطة بمختلف جوانب الموقف المثير الذى يجذب انتباهه ( نبيل عبد الحافظ , 2006 ,40).
وفى مقابل تلك النظرة المحدودة للذكاء بمفهومه التقليدي الذي يركز على القدرة اللغوية والقدرة الرياضية المنطقية فقط , تبرز اهمية نظرية الذكاءات المتعددة والتي تعد من النظريات التربوية المهمة حيث توصل لها العالم "هاورد جاردنر" منذ عام 1983م وهى تؤكد على ان الناس لديهم ذكاءات متعددة ولكن بدرجات متفاوتة ، حيث أوضح فيها أن القدرات التي يمتلكها الناس تقع في ثمانية ذكاءات تغطى نطاقا واسعا من النشاط الانسانى لدى الفئات العمرية المختلفة ومنذ ذلك الحين تعدت النظرية حيزها النظري لتنزل فعليا ساحة التطبيق، ويعمل عليها الباحثون في كل ميدان ؛
اكدت نظرية الذكاءات المتعددة بانه لا توجد فروق دالة إحصائية بين ذوى صعوبات التعلم والعاديين فى نسب الذكاء حيث تتغير فكرة الفروق بين الافراد والطرق التى يتم تقييم هذه الفروق مع الزمن فى اطار السياق الذى تترجم فيه معرفتنا العلمية و المحيط الثقافي والاجتماعي . Gardner , H. 2000))
وفى ضوء نظرية الذكاءات المتعددة هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن ان تتناسب مع الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد وتوظيفها وتطبيقاتها , حيث يمكن استخدام استراتيجية المحاضرة , والعصف الذهني , والنقاشات في تنمية الذكاء اللغوي , وتستخدم حل المشكلات والاكتشاف الموجه والاستقصاء في تنمية الذكاء المنطقي , كذلك تستخدم الوسائل التعليمية خاصة الصور والرسوم و الخرائط في تنمية الذكاء المكاني , بالإضافة الى ان الغناء الجماعي وتنغيم الكلمات وفق ايقاع وضح في تنمية الذكاء الموسيقى , ويستخدم التعليم التعاوني والعمل الجماعي في مجموعات في تنمية الذكاء الاجتماعي , ويستخدم التعليم الفردي واجراء البحوث في تنمية الذكاء الشخصي , وتستخدم الدراسات الميدانية واعمال الحدائق , وتصنيف الاشياء الى مجموعات متشابهة الى تنمية الذكاء الطبيعي
ولذلك تحاول هذه الدراسة تحسين بعض مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد وزيادة التحصيل الدراسي لهم ، من خلال برنامج يعتمد على ما يمتلكونه من أنواع مختلفة من الذكاءات المتعددة ، وقد أشارت الدراسات التى أجريت في مجال الذكاءات المتعددة إلى إمكانية الاعتماد على نظرية الذكاءات المتعددة ، سواء أكان لتنمية التفكير الابتكارى أم التحصيل الدراسي.
ثانياَ :الإحساس بالمشكلة
وقد تنوعت الدراسات العربية التي تناولت صعوبات تعلم القراءة ,والكتابة بالدراسة والبحث , حيث تناولت هذه الدراسات نواحي مختلفة من صعوبات تعلم القراءة والكتابة مثل التشخيص، والسمات، والبرامج العلاجية الفعالة للتغلب علي هذه الصعوبات، إلا انه لم يكن من بين هذه الدراسات على حد علم الباحث ما تناول الطلاب ذوى اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد الذين يعانون من صعوبات تعلم القراءة, والكتابة.
ومن الملاحظ من خلال النتائج المجمعة لمعدلات الطرد والتسرب المدرسية والتي تشير إلى أن ما يقرب من نصف إجمالي الطلاب المصابين باضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لا يستكملون دراستهم الثانوية أبدًا بالإضافة الى فشل 37% من المصابين باضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد في الولايات المتحدة في الحصول على شهادة إتمام الدراسة الثانوية رغم أن الكثيرين منهم يحصلون على خدمات تعليمية خاصة(Barkley2008 )
وقد لاحظ الباحث من خلال استبانة قدمت الى بعض معلمي الصف الاول الإعدادي خلصت إلى أن درجات هؤلاء الطلاب موضع الدراسة كانت أقل بفروق ذات دلالة عن أقرانهم العاديين , وأن الطلاب موضغ الدراسة لديهم صعوبة في التعرف على الكلمات خلال عملية القراءة و الهجاء.
ثالثا :تحديد المشكلة
تتحدد مشكلة الدراسة فى ضعف مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد فى المرحلة الاعدادية .
وللتصدي لهذه المشكلة تحاول الدراسة الحالية الإجابة عن السؤال الرئيس التالي :
كيف يمكن بناء برنامج مقترح لتحسين مهارات القراءة ,والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد فى المرحلة الإعدادية ؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية :
1 : ما مهارات القراءة والكتابة اللازمة للطلاب ذوي قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد ومكوناتها في المرحلة الإعدادية ؟
2: ما أسس بناء برنامج قائم على الذكاءات المتعددة لتحسين هذه المهارات لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد فى المرحلة الاعدادية ؟
3 : ما البرنامج القائم على الذكاءات المتعددة لتحسين بعض مهارات القراءة للطلاب ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد في المرحلة الإعدادية؟
4: ما فاعلية البرنامج القائم على الذكاءات المتعددة في تحسين هذه المهارات لدى الطلاب ذوي قصور الانتباه المصحوب النشاط الزائد بالمرحلة الاعدادية ؟
رابعا : تحديد المصطلحات
الذكاءات المتعددة : ( Multiple Intelligence )
يقصد بها في الدراسة:" القدرة على حل المشكلات التي تواجه المرء في الحياة، أو تقديم إنتاج له أهمية في جوانب متعددة، مثل الشعر، والموسيقي، والرسم، والرياضة... الخ "" وكذلك القدرات التي تمكن الشخص من إضافة معرفة جديدة, و تختلف الذكاءات المتعددة من شخص إلى آخر من حيث القدرة على التحليل والتركيب والتمييز والاختيار، و التكيف إزاء المواقف المختلفة.
اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد: :(ADHD)
اضطراب نفسي يبدأ في مرحلة الطفولة عند الإنسان, وهو يسبب نموذج من التصرفات التي تجعل الطفل غير قادر على إتّباع الأوامر, أو على السيطرة على تصرفاته أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين وبذلك هو في حالة إلهاء دائم.
المهارة: هي أداء مهمة ما, أو نشاط معين بصورة مقنعة وبالأساليب والإجراءات الملائمة وبطريقة صحيحة أي : التمكن من إنجاز مهمة معينة بكيفية محددة، وبدقة متناهية ويمتاز بسرعة في التنفيذ.
مهارة القراءة : مجموعة الاستراتيجيات التي يحتاجها الطالب لكي يكتسب مجموعة من المهارات القرائية التي تتجاوز المهارات الأساسية (المتعلقة بالقدرة على تفكيك رموز الحروف لتكوين معنى), والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك.
مهارة الكتابة:
هي نوع من القدرة أو المهارة العقلية و التی تحتاج من الكاتب تنظيما نفسيا وعقليا بين العين واليد ,ويستخدمها التلميذ في التعبير عن افكاره ومشاعره في المواقف الحياتية.
خامسا حدود الدراسة :
يقتصر البحث الحالي على الحدود التالية :
1- طلاب الصف الأول من مرحلة الإعدادية في بعض المدارس الحكومية في محافظة قنا
2- بعض صعوبات القراءة والكتابة التي يثبت تدنى الطلاب موضع الدراسة فيها وذلك من خلال الدراسات المتخصصة في هذا المجال, ومن خلال الاختبار التشخيصي المعد .
3- برنامج قائم على بعض الذكاءات المتعددة المناسبة لتحسين بعض مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد.
سادسا - إجراءات الدراسة :
سارت إجراءات الدراسة وفق الخطوات التالية :
1- إعداد قائمتين بمهارات القراءة والكتابة اللازمة لطلاب الصف الاول الإعدادي موضع الدراسة ، ويتم ذلك من خلال ما يلى :
أ- دراسة البحوث والدراسات والأدبيات التربوية التي تناولت مجال صعوبات تعلم القراءة.
2- تحديد مستويات الطلاب موضع الدراسة للتوصل الى مهارات القراءة والكتابة التي تمثل صعوبة بالنسبة لهم ، ويتم ذلك من خلال ما يلي :
- إعداد مقياس لتحديد أهم الصعوبات التي تواجه الطلاب موضع الدراسة في مهارات القراءة ،والكتابة
3-تحديد أسس البرنامج المقترح القائم على الذكاءات المتعددة لعلاج صعوبات تعلم القراءة والكتابة، وذلك من خلال ما يلى :
4-بناء البرنامج المقترح لتحسين صعوبات تعلم القراءة والكتابة ، وذلك من خلال ما يلى :
سابعا - نتائج الدراسة
ـ تتفق النتائج التي كشفت عنها الدراسة الحالية مع ما ورد في الدراسات السابقة من أن حث الطالب على شحذ ذكاءه في التعلم يجعله اكثر ادراكا وفهما كما ان استخدام اسلوب القصة بصفة خاصة والألعاب اللغوية وغيرها بصفة عامة من شأنها أن تحسن مهارات القراءة والكتابة .ـ إن أنشطة البرنامج كانت قادرة على جذب الانتباه وإقبال مجموعة الدراسة نظراً لمراعاتها لمتطلبات وقدرات هؤلاء الطلاب.
وهكذا يمكن القول أن الفروق بين درجات الطلاب مجموعة الدراسة في القياسين القبلي والبعدي تتضح في تحسن مهارات القراءة والكتابة:
ثامنا- التوصيات والمقترحات:
Other data
| Title | فاعلية برنامج قائم على الذكاءات المتعددة لتحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ذوى قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد في المرحلة الإعدادية | Other Titles | Effectiveness of the program based on multiple intelligences to improve the skills of reading and writing to students with Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD) in phase | Authors | أمين محمد محمد محمود | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.