مسرحيتا هيراكليس مجنوناً بين يوريبيديس وسينيكا (دراسة مقارنة)

هاله السعيد عبد العزيز محمود;

Abstract


تدور مسرحية "هيراكليس مجنوناً" حول البطل هيراكليس الذي طهر العالم كله من المخاطر والمخاوف بإنجازه الأعمال التي فرضها عليه يوريسثيوس، ونشر الأمن حتى ذهب إلى العالم السفلي، وهناك استطاع هيراكليس أن يقهر هاديس ومملكته، وعاد منتصراً، ومعه الكلب كيربيروس حارس العالم السفلي وهو أكبر غنيمة حققها هيراكليس من عالم الموتى. لكن بعد عودته من العالم السفلي وجد أباه وزوجته وأبناءه يتعرضون لخطر القتل على أيدي الملك ليكوس الشرير، الذي قتل الملك كريون والد ميجارا وأخواتها، واستولى على الحكم في طيبة، والذي يحاول أن يقتل أسرة هيراكليس لتوطيد سلطته. ويتمكن هيراكليس من قتل ليكوس وإنقاذ أسرته. لكن بعد زوال هذا الخطر الذي حل بأسرته تحل كارثة أكثر هلاكاً للبطل وأسرته. لقد أصابه الجنون فقتل زوجته وأبناءه في نوبة جنونيه. وعندما عاد هيراكليس إلى وعيه وأفاق من نوبة جنونه وأدرك ما حدث له، شعر بالألم الشديد واليأس الذي جعله يفكر في الانتحار، لكن وصول صديقه ثيسيوس ساعده في التخلص من محنته وأقنعه بعدم الانتحار، وأن يذهب معه إلى أثينا كي يتخلص من الإثم. وهنا يقتنعهيراكليسبعدم الانتحار ويتبع ثيسيوس.

لقد تناول يوريبيديس هذه المسرحية واستطاع أن يحلل فيها شخصية هيراكليسالذي أصابة الجنون وهو في قمة انتصاره، لكنهفي النهاية ينتصر على نفسه لأنه قهر اليأس، وقرر مواصلة الحياة مهما كانت آلامها. وبذلك تنتهي نهاية مأساوية تزيد من عظمة البطل. ولقد نظم سينيكا مسرحية تحمل نفس العنوان" هيراكليس مجنونا" وقد تبعيوريبيديس في هذه المسرحية،لكن كانت هناك بعض الاختلافات التي تعود إلى طبيعة
كل كاتب وظروف عصره. وهذا ما سوف يتضح بالدراسة المقارنه للمسرحيتين.

إن الهدف من الدراسة المقارنة هي تبيان موطن الإجادة ونقاط الضعف، والكشف عن الخصائص المميزة لكل عمل. إنها تمثل جسراً للحوار بين الثقافات المختلفه من خلال إيجاد مواطن التأثير والتأثر بين الأعمال الأدبية المختلفه لتلك الثقافات وتشخيص نقاط الاختلاف والائتلاف بينها. إذ أن العمل الأدبي يعبر عن شخصية المؤلف وظروف عصره. ولذلك اختارت الباحثة مسرحية هيراكليس مجنوناً عند كل من يوريبيدس، الذي ينتمي إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وسينيكا الذي ينتمي إلى القرن الأول الميلادي، كي تطبق عليهما الدراسة المقارنة لتوضيح أوجه التشابه والاختلاف، وأيضا التأثير والتأثر بين العملين. ويجب أن نعتبر كل عمل أدبي نجري عليه دراستنا المقارنة بمثابة المصباح الذي يكشف لنا بعض بواطن العمل الآخر، التي لم تظهر بدون المقارنة التي تفيد طرفي هذه المقارنة.

وينقسم البحث إلى ثلاثة فصول، يتناول الفصل الأول البناء الدرامي للمسرحية عند كل من يوريبيديس وسينيكا، وينقسم هذا الفصلإلى ثلاثة عناصر، يتناول العنصر الأول البرولوجوس في المسرحيتين. إن البرولوجوس عند يوريبيديسيعرض لنا الحقائق الضرورية الخاصة بالمسرحية كي يمهد للحدث الرئيسي في المسرحية ويشرح ما وقع من أحداث قبل بداية الحدث الدرامي، حيث يلقى البرولوجوس أمفيتريون وميجارا. أما البرولوجوس عند سينيكا فهو يقدم لنا موجزاً كافياً لكل أحداث المسرحية، حيث تلقية الربة جونو.

بينما يتناول العنصر الثاني دور الكورس في المسرحيتين. لقدكان الكورس عند يوريبيديس بمثابة الشخصية الدرامية التي تؤثر كلماتها وردود أفعالها في تطور حبكة المسرحية لأنه من البداية كانمتعاطفاً مع هيراكليس وأسرته، فأحيانا يرثي مصيره ومصير أبنائه،وأحياناأخرى يتغنى بأعماله العظيمة. كما أنه يقوم بالتمهيد للأحداث والتعليق على أفعال الشخصيات الرئيسية في المسرحية من خلال أناشيده الكورالية التي تفصل بين المشاهدومن خلال مشاركته الحوار مع بعض الشخصيات.أما الكورس عند سينيكا فقد كان دوره قاصراً فقط على التعليق على الأحداث من خلال أناشيده الكورالية التي تفصل بين المشاهد، لكنه لم يشترك في الحوار مع الشخصيات الأخرى.

ويتناول العنصر الثالث الإكسودوس عند يوريبيديس وسينيكا. ويبدأ الإكسودوس عند يوريبيديس عندما ينهض هيراكليس من نومه، ويدرك بمساعدة والده أنه هو الذي قتل أبناءه في نوبة جنونه، وهنا يقرر هيراكليس الإنتحار لكن قدوم ثيسيوس صديقه يثنيه عن ذلك. أما الإكسودوس عندسينيكا الذي يبدأ أيضا بعدما يستيقظ هيراكليس من نومه وهوفي كامل قواه العقليه لكنه يدرك بنفسه أنه هو الذي قتل أبناءه وزوجته، ولكن بتوسلات الأب أمفيتريون وبمساعدة ثيسيوس يحجم هيراكليس عن الموت.

اماالفصل الثاني فهو يتناول الشخصيات بين المسرحيتين وينقسم إلى عنصرين، العنصر الأول يتناول الشخصيات المشتركة عند كلمن يوريبيديس وسينيكا وهم أمفيتريون وميجارا وليكوس وثيسيوس وهيراكليس.

ويتناول العنصر الثاني الشخصيات غير المشتركة بين المسرحيتين وهم إيريس وليسا والرسول عند يوريبيديس وجونو عند سينيكا.

ويناقشالفصل الثالث بعض المفاهيم الواردة في البحث وينقسم إلى ثلاثة عناصر، يتناول العنصر الأول مفهوم الجنون عند كل منيوريبيديس وسينيكا. إن الجنون هو انحراف العقل عن المألوف الطبيعي ويأتي عندما يسيطر على البطل عاطفة ما قوية نتيجة ارتكاب البطل عملاً مفرطاً يفوق قدراته البشرية.

أما العنصر الثاني فهو يتناول موضوع الموت والانتحار الذي كان يتردد دوماً على لسان بعض شخصيات المسرحية بوصفه المنقذ والمخلص من الألم، فقد فكر كل من ميجارا وأمفيتريون وهيراكليسفي الانتحار لكن لكل منهم دوافعه الخاصة.

ويتناول العنصر الثالث موضوع الصداقة التي كانت من الموضوعات الهامة في المسرحية والتي كان لها دور كبير في مسرحية يوريبيديس، فهي التي ستنقذهيراكليس من الانتحار في النهاية. كذلك عند سينيكا لعبت الصداقة دوراً هاماً في إنقاذ هيراكليس من الانتحار إلى جانب والده أمفيتريون.

وينتهي البحث بخاتمة توضح أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة، تليها قائمة الإختصارات وقائمة المصادر والمراجع.


Other data

Title مسرحيتا هيراكليس مجنوناً بين يوريبيديس وسينيكا (دراسة مقارنة)
Other Titles Euripides' Heracles and Seneca' Hercules FurensTragedies (Comparative Study)
Authors هاله السعيد عبد العزيز محمود
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G7476.pdf804.43 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 245 in Shams Scholar
downloads 68 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.