محاورة " عن العناية الإلهية De Providentia " لسينيكا دراسة فى وسائل الربط النصي
مروة عبدالله عباس محمد;
Abstract
حاولت هذه الدراسة وضع تصوراً لوسائل الربط النصي التى أعتمدها سينيكا فى نص محاورته " عن العناية الإلهية " ، وسوف أستعرض أهم النتائج التى تم التوصل إليها ، من خلال الفصول التالية :
الفصل الأول " المحاورة بين مبادىء الرواقية وراقية سينيكا "
لقد كان الفصل الأول مدخلاً هاماً للدراسة النصية التحليلية للمحاورة ، فكان لا بد من فهم السياق الذى دارت فيه المحاورة ، وعرض الأفكار التى اشتملت عليها للوصول بصورة تدريجية لفهم البنية الكلية للنص ، وقد اشتمل الفصل الأول على مبحثين :
المبحث الأول : رواقية سينيكا .
وقد تعرضت للحديث عن الفكر الرواقي عند سينيكا ، ومنه ظهرت أهم ملامح الفلسفة الرواقية التى تردد صداها فى محاورة " عن العناية الإلهية " موضوع الدراسة والبحث .
المبحث الثاني : تحدث عن مضمون المحاورة .
لقد تكونت المحاورة من ستة فصول ، وقد كان كل فصل من فصولها يؤدى للأخر ، فالفصل الأول يؤكد على وجود الإله الحامي المهيمن الذى يحفظ للكون توازنه ، ثم أشار فى الفصل الثاني للعلاقة بين البشر والآلهة ، فالإله يبتلى الإنسان الطيب ليصقله ويكسبه قوة وصلابة ، ويفعل ذلك كما يفعل الأب مع أبنائه ، أما الفصل الثالث فيؤكد على أن الأمور التى يُبتلى بها الإنسان قد تبدو فى ظاهرها شر ولكن باطنها عكس ذلك فهى تنطوى على خير عظيم ، ويورد سينيكا العديد من الأمثلة المعروفة لشخصيات بارزة مثل : موكيوس – سقراط – كاتو – مايكيناس ، ويواصل الحديث فى الفصل الرابع موضحاً أن الحظ الطيب لا يصيب إلا البسطاء ومحدودى الموهبة ، أما الإنسان العظيم فهو قادر على إحراز النصر والنجاح من خلال النكبات والكوارث ، ويوضح الكتاب الخامس أن البشر الأخيار هم جنود مجندة فى الحياة ، يكافحوا ويناضلوا من أجل الحظ الطيب ، ولكل إنسان ما سعى إليه ، فالإنسان الفاضل يحصد خيراً والإنسان الشرير يجنى شراً ، والكتاب السادس يقودنا لنفس السؤال الذى طرحه سينيكا فى الفصل الأول ( لماذا تحدث الشرور والكوارث للأناس الأخيار ) .
تبين من دراسة وتحليل الأفكار التى اشتملت عليها المحاورة عدة نقاط :
1- روح الصمود التى يتحلى بها البشر الأخيار شجعت الرواقيين وعلى رأسهم سينيكا أن يضعوهم فى مصاف الآلهة بعد أن قهروا بحكمتهم كل النوازع المدمرة داخل النفس البشرية .
2- فكرة الانتحار عند الرواقيين هى أرقى درجة من درجات الحرية البشرية التى منحها الإله للبشر ، فلقد فتح الإله أمام الإنسان طريقاً للحياة وأبواباً كثيرة للرحيل عنها .
3- العقل عند سينيكا هو جوهر قوة الإنسان ويمثل قيمة أخلاقية سامية تؤدى بمن يتبعها إلى كسب رضاء الإله ورعايته ، فإن تم الوفاق بين الإله والإنسان تحقق التوازن المنشود فى قانون الكون ، وللعقل عند سينيكا جناحان أحدهما التحكم فى النفس والآخر هو الإعتدال ، فلو أغفل الإنسان احداهما ، اختل توازنه وصار عاجزاً عن التحكم فى سلوكه وأفعاله ، ومن ثم يصبح عرضه للخطأ ؛ وبناء عليه فالإنسان مسئول عن سلوكه خيراً كان أو شراً .
4- صفات الشر تتجسد فى الطموح والمتعة وكافة الملذات والغضب ، لكن من يسير على هدى العقل يجلب الخير لنفسه وللآخرين ، ويبلغ الفضيلة فى نهاية المطاف .
لقد قام سينيكا بدور المحاور الذى يملك أدوات الإقناع بصورة جيدة فقد استخدم افعال تفيد الاستدراك وتنبيه الحواس فى صيغ لغوية مختلفة مثل : لتنظر – لتضع فى الاعتبار – لتتأمل – لتلاحظ – لتشاهد – لتراقب ، وكذلك استخدامه للشرط وجوابه ، والاستفهام – التعجب – عقد المقارنات باستخدام صفات فى درجتى أفعل ومبالغة التفضيل مما كان له أبلغ الأثر فى نفس المتلقي ، وفى الفصل الثالث من البحث تتضح مهارة سينيكا فى استخدام الإحالة بصورها المتنوعة ، واستخدامه لوسائل شكلية ودلالية أسهمت جنباً إلى جنب فى إتساق النص ، وإدراكه كبنية كلية لا ينفصل فيه الشكل عن المضمون فكل منهما يكمل الأخر .
الفصل الثاني " مدخل إلى علم لغة النص "
وقد اشتمل على أربعة مباحث :
المبحث الأول : نحو الجملة .
المبحث الثاني : التحول من نحو الجملة لنحو النص .
المبحث الثالث : مفهوم النص .
المبحث الرابع : علم اللغة النصي .
يمكن اعتبار علم اللغة النصي من أهم فروع علم اللغة ، وهو يعد مرحلة انتقالية من حيث اعتباره للجملة محور الدراسات اللغوية إلى اعتباره النص الوحدة الكلية والمركزية فى دراسة اللغة ، لأنه لا يمكن فهم المعني دون سياقه الذى وجد فيه ، ومن هنا كانت الحاجة للفصل الثاني الذى بين مدى الاختلاف الكبير فى تحديد مفهوم " النص " ، حيث اشتمل على دلالات مختلفة نتيجة تعدد الاتجاهات والنظريات والمدارس اللغوية ، مما أدى بالباحثين للتباين فى وضع مفهوم موحد للنص يجتمعون عليه ، لكنهم فى النهاية اتفقوا على كونه وحدة قابلة للتحليل ، ويمكن دراسة الوسائل التى تؤدى إلى إتساقه شكلياً وإنسجامه دلالياً .
الفصل الثالث : " الربط التركيبي "
يتكون من :
المبحث الأول : التعريف المعجمي والاصطلاحي للربط التركيبي
يأتي الفصل الثالث استكمالاً للحديث عن أهم مصطلحات علم لغة النص وأهم أدوات اتساقه ، فمثلما وُجد بعض التباين فى تعريف الباحثين لمفهوم النص ، لم يختلف الحال كثيراً عند تعريفهم للمصطلحين الأساسيين فى علم لغة النص
( الاتساق والانسجام / السبك والحبك ) ، لكن يكاد يجمع الباحثون على أن الاتساق cohesion يتحقق فى ظاهر النص بالنظر فى الأدوات الشكلية والروابط النصية التى تساهم فى ربط الأجزاء والوحدات المختلفة للنص ، وتمنحه نوعا من التلاحم والتماسك عن طريق أدوات معينة يكاد يتفق الدارسون على بعضاً منها : الإحالة بصورها المتنوعة – الحذف – الاستبدال – الربط بأنواعه – التكرار بصوره المختلفة – المصاحبة المعجمية .
المبحث الثاني : وسائل الربط التركيبي
أولاً : الإحالة
لقد أسهمت أدوات عدة فى التماسك الشكلى لنص محاورة " عن العناية الإلهية " ، كان أبرزها الإحالة بنوعيها ( النصية الداخلية وتشمل : القبلية – البعدية) ، فقد عملت على اتساق وتماسك أجزاء النص وربط السابق باللاحق أو العكس ، منها ما كان قريب المدى وحقق الربط على مستوى الجملة الواحدة ، ومنها بعيد المدى حيث ربط أجزاء متباعدة فى فضاء النص ، والنوع الأخر للإحالة هو الإحالة المقامية ، وهى تحيل عنصر لغوى إحالى على عنصر إشارى غير لغوي موجود فى المقام الخارجي للنص ، كأن يحيل ضمير المتكلم على ذات صاحبه ، وهذا النوع كان قليل عند سينيكا .
الفصل الأول " المحاورة بين مبادىء الرواقية وراقية سينيكا "
لقد كان الفصل الأول مدخلاً هاماً للدراسة النصية التحليلية للمحاورة ، فكان لا بد من فهم السياق الذى دارت فيه المحاورة ، وعرض الأفكار التى اشتملت عليها للوصول بصورة تدريجية لفهم البنية الكلية للنص ، وقد اشتمل الفصل الأول على مبحثين :
المبحث الأول : رواقية سينيكا .
وقد تعرضت للحديث عن الفكر الرواقي عند سينيكا ، ومنه ظهرت أهم ملامح الفلسفة الرواقية التى تردد صداها فى محاورة " عن العناية الإلهية " موضوع الدراسة والبحث .
المبحث الثاني : تحدث عن مضمون المحاورة .
لقد تكونت المحاورة من ستة فصول ، وقد كان كل فصل من فصولها يؤدى للأخر ، فالفصل الأول يؤكد على وجود الإله الحامي المهيمن الذى يحفظ للكون توازنه ، ثم أشار فى الفصل الثاني للعلاقة بين البشر والآلهة ، فالإله يبتلى الإنسان الطيب ليصقله ويكسبه قوة وصلابة ، ويفعل ذلك كما يفعل الأب مع أبنائه ، أما الفصل الثالث فيؤكد على أن الأمور التى يُبتلى بها الإنسان قد تبدو فى ظاهرها شر ولكن باطنها عكس ذلك فهى تنطوى على خير عظيم ، ويورد سينيكا العديد من الأمثلة المعروفة لشخصيات بارزة مثل : موكيوس – سقراط – كاتو – مايكيناس ، ويواصل الحديث فى الفصل الرابع موضحاً أن الحظ الطيب لا يصيب إلا البسطاء ومحدودى الموهبة ، أما الإنسان العظيم فهو قادر على إحراز النصر والنجاح من خلال النكبات والكوارث ، ويوضح الكتاب الخامس أن البشر الأخيار هم جنود مجندة فى الحياة ، يكافحوا ويناضلوا من أجل الحظ الطيب ، ولكل إنسان ما سعى إليه ، فالإنسان الفاضل يحصد خيراً والإنسان الشرير يجنى شراً ، والكتاب السادس يقودنا لنفس السؤال الذى طرحه سينيكا فى الفصل الأول ( لماذا تحدث الشرور والكوارث للأناس الأخيار ) .
تبين من دراسة وتحليل الأفكار التى اشتملت عليها المحاورة عدة نقاط :
1- روح الصمود التى يتحلى بها البشر الأخيار شجعت الرواقيين وعلى رأسهم سينيكا أن يضعوهم فى مصاف الآلهة بعد أن قهروا بحكمتهم كل النوازع المدمرة داخل النفس البشرية .
2- فكرة الانتحار عند الرواقيين هى أرقى درجة من درجات الحرية البشرية التى منحها الإله للبشر ، فلقد فتح الإله أمام الإنسان طريقاً للحياة وأبواباً كثيرة للرحيل عنها .
3- العقل عند سينيكا هو جوهر قوة الإنسان ويمثل قيمة أخلاقية سامية تؤدى بمن يتبعها إلى كسب رضاء الإله ورعايته ، فإن تم الوفاق بين الإله والإنسان تحقق التوازن المنشود فى قانون الكون ، وللعقل عند سينيكا جناحان أحدهما التحكم فى النفس والآخر هو الإعتدال ، فلو أغفل الإنسان احداهما ، اختل توازنه وصار عاجزاً عن التحكم فى سلوكه وأفعاله ، ومن ثم يصبح عرضه للخطأ ؛ وبناء عليه فالإنسان مسئول عن سلوكه خيراً كان أو شراً .
4- صفات الشر تتجسد فى الطموح والمتعة وكافة الملذات والغضب ، لكن من يسير على هدى العقل يجلب الخير لنفسه وللآخرين ، ويبلغ الفضيلة فى نهاية المطاف .
لقد قام سينيكا بدور المحاور الذى يملك أدوات الإقناع بصورة جيدة فقد استخدم افعال تفيد الاستدراك وتنبيه الحواس فى صيغ لغوية مختلفة مثل : لتنظر – لتضع فى الاعتبار – لتتأمل – لتلاحظ – لتشاهد – لتراقب ، وكذلك استخدامه للشرط وجوابه ، والاستفهام – التعجب – عقد المقارنات باستخدام صفات فى درجتى أفعل ومبالغة التفضيل مما كان له أبلغ الأثر فى نفس المتلقي ، وفى الفصل الثالث من البحث تتضح مهارة سينيكا فى استخدام الإحالة بصورها المتنوعة ، واستخدامه لوسائل شكلية ودلالية أسهمت جنباً إلى جنب فى إتساق النص ، وإدراكه كبنية كلية لا ينفصل فيه الشكل عن المضمون فكل منهما يكمل الأخر .
الفصل الثاني " مدخل إلى علم لغة النص "
وقد اشتمل على أربعة مباحث :
المبحث الأول : نحو الجملة .
المبحث الثاني : التحول من نحو الجملة لنحو النص .
المبحث الثالث : مفهوم النص .
المبحث الرابع : علم اللغة النصي .
يمكن اعتبار علم اللغة النصي من أهم فروع علم اللغة ، وهو يعد مرحلة انتقالية من حيث اعتباره للجملة محور الدراسات اللغوية إلى اعتباره النص الوحدة الكلية والمركزية فى دراسة اللغة ، لأنه لا يمكن فهم المعني دون سياقه الذى وجد فيه ، ومن هنا كانت الحاجة للفصل الثاني الذى بين مدى الاختلاف الكبير فى تحديد مفهوم " النص " ، حيث اشتمل على دلالات مختلفة نتيجة تعدد الاتجاهات والنظريات والمدارس اللغوية ، مما أدى بالباحثين للتباين فى وضع مفهوم موحد للنص يجتمعون عليه ، لكنهم فى النهاية اتفقوا على كونه وحدة قابلة للتحليل ، ويمكن دراسة الوسائل التى تؤدى إلى إتساقه شكلياً وإنسجامه دلالياً .
الفصل الثالث : " الربط التركيبي "
يتكون من :
المبحث الأول : التعريف المعجمي والاصطلاحي للربط التركيبي
يأتي الفصل الثالث استكمالاً للحديث عن أهم مصطلحات علم لغة النص وأهم أدوات اتساقه ، فمثلما وُجد بعض التباين فى تعريف الباحثين لمفهوم النص ، لم يختلف الحال كثيراً عند تعريفهم للمصطلحين الأساسيين فى علم لغة النص
( الاتساق والانسجام / السبك والحبك ) ، لكن يكاد يجمع الباحثون على أن الاتساق cohesion يتحقق فى ظاهر النص بالنظر فى الأدوات الشكلية والروابط النصية التى تساهم فى ربط الأجزاء والوحدات المختلفة للنص ، وتمنحه نوعا من التلاحم والتماسك عن طريق أدوات معينة يكاد يتفق الدارسون على بعضاً منها : الإحالة بصورها المتنوعة – الحذف – الاستبدال – الربط بأنواعه – التكرار بصوره المختلفة – المصاحبة المعجمية .
المبحث الثاني : وسائل الربط التركيبي
أولاً : الإحالة
لقد أسهمت أدوات عدة فى التماسك الشكلى لنص محاورة " عن العناية الإلهية " ، كان أبرزها الإحالة بنوعيها ( النصية الداخلية وتشمل : القبلية – البعدية) ، فقد عملت على اتساق وتماسك أجزاء النص وربط السابق باللاحق أو العكس ، منها ما كان قريب المدى وحقق الربط على مستوى الجملة الواحدة ، ومنها بعيد المدى حيث ربط أجزاء متباعدة فى فضاء النص ، والنوع الأخر للإحالة هو الإحالة المقامية ، وهى تحيل عنصر لغوى إحالى على عنصر إشارى غير لغوي موجود فى المقام الخارجي للنص ، كأن يحيل ضمير المتكلم على ذات صاحبه ، وهذا النوع كان قليل عند سينيكا .
Other data
| Title | محاورة " عن العناية الإلهية De Providentia " لسينيكا دراسة فى وسائل الربط النصي | Other Titles | Dialogue " on Providence / De Providentia " of Seneca - A study in Means of Textual Connection | Authors | مروة عبدالله عباس محمد | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.