تفعيل الدور التربوي للمخيمات الصيفية بالجامعات الفلسطينية فى ضوء خبرات بعض الدول ( تـصـور مقـتـرح )

Abstract

تعتبر الجامعة من أهم مؤسسات المجتمع لاستثمار قدرات الشباب وتنميتها من جوانبها المختلفة، وإعدادهم ليكونوا قادة متنوعين في مجتمعهم، ومشاركين في أنشطته، فلم تعد وظيفة الجامعة مقصورة على إعداد البحث العلمي، والاهتمام بنقل التراث من جيل إلى جيل، بل امتدت وظائفها إلى أبعد من ذلك، فهناك العديد من الوسائل التربوية التي تستخدمها الجامعات في الوقت الحالي لتلبية احتياجات الطلبة، ومن هذه الوسائل المخيمات الصيفية التي تعتبر من الوسائل التربوية المهمة، التي يمكن من خلالها توفير فرص طبيعية لاندماج الأفراد مع بعضهم البعض، حيث تنمو العلاقات الاجتماعية، ويكتسبون القيم التربوية الإيجابية، مثل تحمل المسئولية والاعتماد على النفس، والتعاون، واحترام النظم العامة. كما أن المخيمات الصيفية تعتبر مجالًا مناسبًا لاكتساب المعارف، والخبرات، والمهارات، وذلك من خلال مناخها البسيط الخالي من التكلف في التعامل والإمكانات، إلى جانب مساهمتها في خدمة المجتمع،أو البيئة المحيطة، وتطوير قدرات المشاركين فيها، وزيادة معرفتهم، وتنمية الوعي السياسي لديهم، وترسيخ مفهوم المواطنة والانتماء وذلك من خلال الأنواع المختلفة للمخيمات ( ). ويبحث كثير من معلمي الأجيال الماضية ومعلمي هذا العصر عن الوسائل، التي تجعل التعلم أكثر فعالية، وفائدة للمتعلم وأكثر معنى من خلال التواجد في الطبيعة، ومن ثم كانت المخيمات الصيفية هي الوسيلة الأكثر فعالية في إكساب المشاركين كثيرًا من القيم، الدينية والاجتماعية والتربوية، وقد بدأت المخيمات الصيفية في العالم تتجه نحو التخصصية في محتوى برامج المخيمات، بمعنى أن المخيمات الصيفية أصبحت متخصصة إما دينية أو للعمل أو ترويحية أو علاجية أو مدرسية أو تدريبية متنوعة ( ). وبالنظر في فكرة إنشاء المخيمات الصيفية نجد أن دورها التربوي يرجع إلى زمن قديم، فتاريخ المخيمات المنظمة لأغراض التعليم هو تاريخ العلماء البارزين في الماضي، الرجال الذين امتلكوا روح الريادة والرؤية، التي اهتمت بالقيم التربوية التي توفرها حياة الخلاء والتواجد في أحضان الطبيعة ( ). لقد استخدمت كثير مندول العالم المخيمات الصيفية كوسيلة للتربية غير الرسمية لتعليم الشباب بعض المهارات والخبرات، حيث أقامت إيطاليا عام 1920 مخيمًا صيفيًّا يحمل اسم "نحو مجتمع خالٍ من الأمراض" استهدف مجموعة من طلبة الجامعات، وتطرق المخيم إلى كيفية المحافظة على الصحة العامة ( ).