التأليفُ الطَّاهر في سيرة الملكِ الظَّاهر جَقْمَق لابن عَربْشَاه (791- 854هـ/1389- 1450م) تحقيق ودراسة

Abstract

هذه الرسالة المقدّمة لنيل درجة الماجستير في التاريخ والحضارة الإسلامية، هي تحقيق ودراسة للكتاب المخطوط "التأليف الطاهر في سيرة الملك الظاهر جقمق" لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن عَربْشَاه الدِّمشقي الحنفيّ (791 – 854هـ/1389- 1451م) التي ألّفها في منتصف القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي تقريبًا. والمخطوط ينقسمُ إلى جزئين، القسم الأول منه يتناول شِيم ومناقب السلطان المملوكي الظاهر جقمق (842 – 857هـ/1438- 1453م) في خمسة عشر فصلاً، التزم فيها ابن عربشاه بمنهج الآداب السلطانية ونصائح الأمراء، وبدأها بفصل تمهيدي عن نشأة الظاهر جقمق الأولى في القاهرة وتربيته حين جيء به شابّاً من بلاد الجركس في شمال القوقاز. أما القسم الثاني من المخطوط؛ فقد تناول الأحداث التاريخية التي وقعت في الأعوام الثلاث الأولى من حُكم السلطان جقمق، وهي الأحداث التي عاصرها وشاهدها ابن عربشاه بنفسه، ودوّن أحداثها في هذا الكتاب بيديه. لكن القسم الثاني أيضًا قد ضمّنه ابن عربشاه أحداث سنوات ما بعد 844هـ/1540م معتمدًا في ذلك على كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمؤرخ الكبير تقي الدين المقريزي (ت845هـ/1441م)، ومن كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لجمال الدين يُوسف بن تغري بردي (ت 874هـ/1470م). وقد لاحظنا أن بعض النُّسَّاخ أضافوا أحداثًا زائدة ولاحقة عما اقتبسه المؤلف ابن عربشاه. ولقد قُمتُ بدارسة متكاملة لهذا الكتاب المخطوط "التأليف الطاهر"، فجاءت في فصلين. الفصل الأول: تناول عصر السلطان الظاهر جقمق، وعرضتُ فيه الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي وقعت في عهده، كما تناولتُ العلاقات الخارجية التي اتسمت بها دولته. والفصل الثاني: خصَّصته لدراسة الكتاب المخطوط، وجاءَ في سبعة مباحث "أقسام" تناولتُ فيها التعريف بالمؤلف شهاب الدين ابن عربشاه، وأهمية الكتاب المخطوط، وموضوعه والإضافات التي يُثقلها في حقل الدراسات التاريخية، ومنهج ابن عربشاه في الكتاب، مع دراسة وصفية للكتاب من حيث حقيقة نسبته إلى ابن عربشاه، والنُّسخ التي اعتمدنا عليها في عملية التحقيق، ثم أخيرًا في منهجنا لإخراج هذا العمل في صورته النهائية.