منهج مقترح في مادة الدراسات الاجتماعية قائم على الأنشطة لتنمية بعض القيم البيئية لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية

Abstract

مما لاشك فيه أن مادة الدراسات الاجتماعية لها أهميتها ومكانتها بين المواد الدراسية الأخرى مما جعل بعض الدول تقوم بتدريس المادة لأبنائها التلاميذ بداية من الروضة والصف الأول الابتدائي مثل انجلترا وأمريكا والبحرين وعمان ، وذلك نظراً لأهميتها في بناء شخصية المواطن وإكسابه المعارف والمهارات والقيم المختلفة . كما تعتبر مادة الدراسات الاجتماعية إحدى المواد الدراسية التي يمكن أن تسهم مساهمة فعالة في تحقيق أهداف مرحلة الطفولة (الروضة والمرحلة الابتدائية) إذ أن من أهدافها الأساسية ترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن وللأمة العربية والعالم من حوله وإكسابه المهارات اللازمة التي تسهم في نجاحه في الحياة وتكون لديه القدرة على فهم واستيعاب التمييز بين الصواب والخطأ ، وإكسابه أيضاً العديد من القيم بصفة عامة والقيم البيئية بصفة خاصة وذلك لان المادة تركز على دراسة البيئة وقضاياها ومشكلاتها حيث تُعنى بدراسة العلاقات الإنسانية من ناحية وعلاقة الإنسان ببيئته من ناحية أخرى والمشكلات التي تظهر كرد فعل لتلك العلاقات .

وتلعب القيم البيئية دوراً هاما في تشكيل سلوك التلاميذ وتوجيهه الوجهة الصحيحة ، فهي توجه المتعلم أثناء تعامله مع مكونات البيئة الطبيعية بصورة إيجابية وسليمة ، وتعوده على الضوابط الإرادية للسلوكيات البيئية ، وتزيد من وعيه البيئي ، وقد ظهرت الحاجة لضرورة غرس القيم البيئية داخل نفوس أبناءنا في ظل انحطاط القيم لدى الأفراد وتفشى الشعور باللامبالاة تجاه البيئة وقضاياها فظهرت العديد من المشكلات البيئية كمشكلة تلوث الماء وإهداره فيما لا يفيد ، ومشكلة تلوث الهواء ، والتلوث الضوضائي ، ومشكلة نقص الغذاء وسوء نوعيته ، والتعدي على الأراضي الزراعية وإغفال حق الأجيال القادمة ... وغيرها من المشكلات التي دعت لضرورة تغير السلوك الإنساني تجاه البيئة ، ولن يأتي هذا التغيير بسن القوانين والتشريعات فحسب لان هذه القوانين لا تضمن التصرف السليم تجاه البيئة حيث أنها لم تصل إلى ضمير الإنسان ولم تتحول إلى قيم تضبط سلوكه ، يضاف لهذا أن الإنسان خلال تعامله مع البيئة يعرف تماماً ما هو صواب وما هو خطأ ولكن هذه المعرفة لا توجه سلوكه نحو السلوك الرشيد ، فالإنسان لا يزال يمارس السلوكيات الخاطئة نحو البيئة ، لذا فالحل يكمن في إكساب الإنسان القيم البيئية اللازمة بحيث تعمل هذه القيم البيئية على توعية الإنسان بالمشكلات البيئية التي سببها وفي نفس الوقت تهدد حياته ، وتنمي لديه الشعور بالاحترام والتقدير لبيئته وتعمل على تعديل ميوله وسلوكه نحوها .