العصبة الآخية العلاقات البينية والسياسة الخارجية منذ إعادة إحيائها حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد
هيثم السيد محمد قنديل;
Abstract
العلاقات البينية والسياسة الخارجية منذ إعادة إحيائها حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد
العصبةُ الآخيةُ هى أحدُ الاتحادات الفيدرالية التى أُعيد إحياؤها فى العصر الهللينيستي كاستجابة لما جدّ من معطيات على المسرح السياسى؛ ذلك أنها نشأت إثنية فى العصر الكلاسيكى من اثنتي عشرة مدينة تربطهم معاً رابطة العرق الآخي. وعندما شرعت مقدونيا فى السيطرة على بلاد الإغريق والتدخل فى شئونها منذ عهد فيليب الثانى، رأت أن مثل هذه الاتحادات تقف حجر عثرة فى سبيل مشروعها السياسي الرامي إلى توحيد بلاد اليونان تحت زعامتها، فعملت على تقويضها وتعطيل عملها، وخضعت العصبة الآخية الأولى لهذه السياسة، فعمل الإسكندر وخلفاؤه على تفكيكها بطريق مباشر تمثّل فى وضع الحاميات العسكرية فى بعض مدنها، وبطريق غير مباشر ثمثّل فى زرع الطغاة التابعين لمقدونيا فى بعضها الآخر، وعلى ذلك فلم تكد تنقضى بضع سنوات من القرن الثالث قبل الميلاد حتى نجد أننا إزاء مجموعة من المدن الآخية لا تكاد تربط بينها أية رابطة اتحادية حقيقية.
لكن بحلول العقد الثالث من القرن الثالث قبل الميلاد، استغل الآخيون تلك الحالة من الفوضى الضاربة بأطنابها فى أرجاء العالم الهللينيستي والمتمثلة فى حروب الخلفاء واجتياح الغال لمقدونيا وبلاد اليونان وآسيا الصغرى، وقاموا بإعادة إحياء عصبتهم من جديد. بدأت عملية إعادة الإحياء بأربع مدن فقط من مدن الاتحاد الأول، لكن لم تمرْ بضع سنوات حتى كانت جميع المدن- فيما عدا هيليكى التى قضى عليها زلزال مدمر عام 373 ق.م- قد انتظمت كحبات فى عقد اتحاد جديد قُدِّر له أن يكون لاعباً أساسياً على المسرح السياسى للعالم الهللينيستي لما يقارب القرن ونصف القرن من الزمان.
ظلّ الوضعُ فى العصبة الآخية منذ إعادة الإحياء وحتى انضمام سيكيون الدورية إليها عام 251 ق.م قريب الشبه بذلك الذى كان قائماً فى العصبة الآخية الأولى، ولم تشهدْ تلك الفترة الواقعة بين هذين الحدثين على صعيد السياسة الخارجية سوى اشتراك العصبة فى الحرب الخريمونيدية إلى جانب
العصبةُ الآخيةُ هى أحدُ الاتحادات الفيدرالية التى أُعيد إحياؤها فى العصر الهللينيستي كاستجابة لما جدّ من معطيات على المسرح السياسى؛ ذلك أنها نشأت إثنية فى العصر الكلاسيكى من اثنتي عشرة مدينة تربطهم معاً رابطة العرق الآخي. وعندما شرعت مقدونيا فى السيطرة على بلاد الإغريق والتدخل فى شئونها منذ عهد فيليب الثانى، رأت أن مثل هذه الاتحادات تقف حجر عثرة فى سبيل مشروعها السياسي الرامي إلى توحيد بلاد اليونان تحت زعامتها، فعملت على تقويضها وتعطيل عملها، وخضعت العصبة الآخية الأولى لهذه السياسة، فعمل الإسكندر وخلفاؤه على تفكيكها بطريق مباشر تمثّل فى وضع الحاميات العسكرية فى بعض مدنها، وبطريق غير مباشر ثمثّل فى زرع الطغاة التابعين لمقدونيا فى بعضها الآخر، وعلى ذلك فلم تكد تنقضى بضع سنوات من القرن الثالث قبل الميلاد حتى نجد أننا إزاء مجموعة من المدن الآخية لا تكاد تربط بينها أية رابطة اتحادية حقيقية.
لكن بحلول العقد الثالث من القرن الثالث قبل الميلاد، استغل الآخيون تلك الحالة من الفوضى الضاربة بأطنابها فى أرجاء العالم الهللينيستي والمتمثلة فى حروب الخلفاء واجتياح الغال لمقدونيا وبلاد اليونان وآسيا الصغرى، وقاموا بإعادة إحياء عصبتهم من جديد. بدأت عملية إعادة الإحياء بأربع مدن فقط من مدن الاتحاد الأول، لكن لم تمرْ بضع سنوات حتى كانت جميع المدن- فيما عدا هيليكى التى قضى عليها زلزال مدمر عام 373 ق.م- قد انتظمت كحبات فى عقد اتحاد جديد قُدِّر له أن يكون لاعباً أساسياً على المسرح السياسى للعالم الهللينيستي لما يقارب القرن ونصف القرن من الزمان.
ظلّ الوضعُ فى العصبة الآخية منذ إعادة الإحياء وحتى انضمام سيكيون الدورية إليها عام 251 ق.م قريب الشبه بذلك الذى كان قائماً فى العصبة الآخية الأولى، ولم تشهدْ تلك الفترة الواقعة بين هذين الحدثين على صعيد السياسة الخارجية سوى اشتراك العصبة فى الحرب الخريمونيدية إلى جانب
Other data
| Title | العصبة الآخية العلاقات البينية والسياسة الخارجية منذ إعادة إحيائها حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد | Other Titles | The Achaean League The Interstate Relations and the Foreign Policy from its Revival to the End of the Third Century B.C. | Authors | هيثم السيد محمد قنديل | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.