فعالية استخدام التعلم الاستراتيجي في تنمية المفاهيم العلمية والرضا عن التعلم في مادة العلوم لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية
دعاء جمال عبد الصمد البكل;
Abstract
يشهد الإنسان في عالمنا المعاصر تطورا هائلا في شتى مجالات الحياة, كما تشهد المعرفة العلمية تطورا متسارعا كما ونوعا, حيث يتصف هذا العصر بأنه عصر العلم والتكنولوجيا والتغيرات المستمرة الأمر الذي انعكس على ما تقدمه المدرسة من طرق ووسائل تدريس مختلفة لمساعدة التلاميذ في تلبية حاجاتهم وطموحاتهم وما أحوجنا في هذا العصر إلي أن نواكب هذا التقدم السريع بالمشاركة الفاعلة في المعرفة والتعلم والإنجاز.
ويتطلب التوسع المعرفي من الفرد أن يتعلم أكثر وأسرع لاستيعاب كل جديد في المعرفة, وتهدف التربية العلمية إلي صناعة أفراد يتبنون النظريات التي تلخص جزيئات المعرفة وليس الاهتمام بتعلم جزيئات المعرفة المنفصلة, لذلك ينادي منظرو التربية العلمية بالتعمق في المعرفة وليس التوسع فيها على حساب العمق.
وبالنظر لأي ظاهرة علمية نجد أنها تتكون من مجموعة من المفاهيم ترتبط مع بعضها في عقل المتعلم لتشكل ما يعرف بالبناء المعرفي لتلك الظاهرة, ولقد اهتم التربويون في بحوثهم ودراساتهم بإيجاد الأساليب والاستراتيجيات المختلفة التي تساعد المتعلم على تكوين ذلك البناء وتنظيمه في عقله لما له من أهمية في العملية التعليمية (عبد الله بن خميس, ومحمد عوض, 2006: 122)(*)
ولقد كشفت العديد من البحوث والدراسات التي أجريت حول تدريس العلوم أن الطريقة المعتادة يكون فيها دور التلميذ سلبيا كما لا تؤثر إلي حد كبير في تعلمه وفهمه لمعظم المفاهيم العلمية مما قد يشعره بعدم الرضا عن التعلم.(Caliskan, 2011:3)
وفي هذا السياق تسعى برامج التربية العلمية في الوقت الحاضر إلي استخدام استراتيجيات التعلم الاستراتيجي في تعليم التلاميذ كيف يتعلمون وفي تدريبهم على التفكير في كيفية التفكير, الأمر الذي يشير إلي ضرورة اعتبار المعرفة العلمية وسيلة لإثارة التفكير, وضرورة تدريب التلميذ على استخدام تلك الاستراتيجيات كطريقة لاكتشاف المعرفة بنفسه, بدلا من الحصول عليها جاهزة. ومن ثم تزويده بفرص متعددة للتفكير والفهم العميق, وتطبيق المفاهيم العلمية واستخدام استراتيجيات التعلم الاستراتيجي في حل المشكلات.(Quicke ,1999 :36-45)
ويعتبر التعلم الاستراتيجي موضع تقدير كبير من التربويين ولذلك تنوعت الدراسات المتعلقة به بحيث تناولت عدد من المتغيرات مثل الكفاءة الذاتية وبيئة التعلم والعمر والجنس وأنماط التعلم والدافعية. وأشارت أن التعلم الذاتي والعوامل البيئية تؤثر تأثيرا مباشرا على استخدام التعلم الاستراتيجي.(Caliskan, 2011:24)
ويعد التعلم الاستراتيجي مدخلا تعليميا مصمما لزيادة وتحسين كفاءة التعلم المتمركز حول تنظيم الذات, إذ يزود الطالب بمهارات عديدة كتحديد المهام وإيجاد المتطلبات الخاصة بها ووضع الأهداف والاستراتيجيات, وكذلك عمل التغذية الراجعة لاختيار تلك الاستراتيجيات وصولا لتحقيق الأهداف المرجوة.(جابر عبد الحميد, 1999: 308)
ويشير (David & Sandral, 2003: 325) إلي أن التعلم الاستراتيجي من المداخل التربوية الحديثة التي تسمح للطلاب بتحمل بعض المسئولية الخاصة بخبراتهم التعليمية, وهذا العلم الجديد يسمح بالمشاركة التطبيقية في مواقف مماثلة لمواقف الحياة اليومية, وبناء مجتمعات محلية وعالمية, والأهم من ذلك توفير فرص للطلاب لكي يتعلموا داخل وخارج الفصول.
ويمكن تعريف التعلم الاستراتيجي على أنه: مجموعة من الخطوات لإنجاز مهمة معينة مثل الاجابة على اختبار, فهم نص, كتابة قصة.(Beckman, 2002,2)
كما يمكن تعريف التعلم الاستراتيجي على أنه مجموعة من السلوكيات التي يمارسها المتعلم أثناء عملية التعلم ويهدف إلي فهم طبيعة المتعلم. (Weinstein and Mayer, 1986:315)
وعرف كل من ريتشارد وبلات (Richards and Platt 1992 ) التعلم الاستراتيجي على انه: السلوك والتفكير المتعمد المستخدم من قبل المتعلمين أثناء التعلم بهدف مساعدتهم على فهم وتعلم وحفظ معلومات جديدة.(Moghimizadah, 2008:23)
ويعرف (Kramarski, 2001: 298) استراتيجيات التعلم الاستراتيجي بأنها مجموعة المهارات التي يستخدمها التلميذ في تنفيذ المهام العقلية وفي حل المشكلات. كما تتضمن المهارات التي تمكن التلميذ من عمل شيء ما أثناء التدريس How To Do something ? (كيف يكتب تقريرا علميا ؟ وكيف ينفذ نشاطا ما ؟ وكيف يقرأ خريطة ؟) ويمتد مفهوم مهارات الدراسة ليشمل جملة الإجراءات والمهارات, التي يستخدمها التلميذ, قبل وأثناء وبعد تنفيذ نشاطا ما, مثل المهارات التالية:
مهارات القراءة وتسجيل الملاحظات والتلخيص.
مهارات تحديد المشكلة.
فحص المعلومات المرتبطة بالمشكلة.
تنظيم المعلومات في رسوم بيانية ومنظمات بصرية.
تحديد العلاقة بين المعلومات السابقة والمعلومات الجديدة.
كتابة قائمة بعناصر الدرس وترتيبها.
المراجعة والتحقق.
حيث يتطلب التعلم الاستراتيجي من التلميذ أن يذهب فيما وراء المعرفة لكي يتدرب على الكيفية التي ينجز بها النشاط ويتدرب على المهارات والعمليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ مهام التعلم (رفعت بهجات 2003: 5)
وللتعلم الاستراتيجي أهمية كبرى في مجال التعليم، فهويعتمد على تقييم واستيعاب استراتيجيات التعلم الاستراتيجي لدى التلاميذ بشكل فردي، ومع ذلك ليس من السهل تصميم وتنفيذ وسائل مناسبة للتدريس باستخدام استراتيجيات التعلم الاستراتيجي في التعليم العام وذلك للفروق الفردية بين التلاميذ. ولهذا السبب اصبح التعلم الاستراتيجي مسألة حرجة لمطوري التعليم وذلك لأن تطوير النظم التعليمية يجب أن يأخذ في الاعتبار استراتيجيات التعلم الخاصة بكل تلميذ سواء كان في مجموعه ام تعليم فردي. (Simsek & Balaban , 2010: 36)
واستراتيجيات التعلم الاستراتيجي هي الطرق التي ترشد المتعلمين وتوجه تعلمهم, حيث أنها تؤثر على الفهم من خلال تحفيز التركيز على معالجة المعلومات لدى المتعلمين وأيضا تؤثر على بناء التمثيل العقلي للطلاب عند معالجة المواد التعليمية (Leopold & Leutner, 2011:16).
كما تتضح أهمية التعلم الاستراتيجي في أنه يعتبر نقطة تحول من وصف استراتيجيات معينة للتدريس إلي تعلم الطالب الاستراتيجيات التي يستخدمها في التعلم والاستذكار (حياة رمضان، منى الخطيب, 2012: 90).
أي يتحول من النظر فيما يعلمه المعلمون أساسا وفي تفكيرهم إلي ما يعمله الطلاب وما يفكرون فيه (جابر عبد الحميد، 1999: 305) ففي التعلم الاستراتيجي يعرف الطلاب أن هناك أكثر من طريقة واحدة لعمل الأشياء، كما يعرف نقطة البدء في العمل وأين يقف وإلي أين سينتهي وما تعرض له من صعوبات, ويحدد ما يعرفه وما هو بحاجة إلي معرفته، ويعترف الفرد بأخطائه ويحاول أن يصححها وأن يقيم نواتجه وسلوكه. وبالتالي يثق الطلاب في قدراتهم وبذلك يصبحوا أكثر قوة وتحملا للمسئولية (Bekman, 2002:2)
ولما كان كل فرد يحتاج في انجاز وظيفته إلي الأدوات الصحيحة والي التدريب الجيد, لذا فان تعليم استراتيجيات التعلم الاستراتيجي يعطي التلميذ الأدوات والتدريب اللازمين لإنجاز وظائف التعلم والتفكير. أي أنه كلما كان التلميذ قادرا على التلخيص, والقراءة, والتفسير, والتحليل وتحديد الأفكار الرئيسية, وتنظيم الأفكار, وتسجيل الملاحظات, واستخدام المنظمات البصرية في عرض أفكاره, كان أكثر كفاءة في وظائف التعلم والتفكير (Sedita, 1999:5-54)
وأثبتت نتائج العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن التعلم الاستراتيجي الفعال يسهم إلي حد كبير في تحسين أداء التلاميذ.(Protheroe, 2002:25)
والشخص الذي يتعلم كيف يتعلم والشخص الذي يظل يتعلم مدى الحياة سوف يكون عضوا منتجا في سوق العمل. Filcher & Miller, 2000:61))
و تهدف استراتيجيات التعلم الاستراتيجي لتعليم المتعلمين كيف يتعلمون, ومتى يستخدمون استراتيجية معينة وكيفية الوصول إليها ومتى يمكن الاستغناء عن استراتيجية غير فعالة.
ويرى Jones et al 1987) ) أن كلا من الطلاب الأقل كفاءة والطلاب الأكثر كفاءة يكونوا قادرين على تحسين استراتيجيات تعلم فعالة.(Filcher & Miller, 2000:61)
ويرى (CaKmak,2007) أن التعلم الاستراتيجي أمرا ضروريا لنجاح العملية التعليمية, وتعلم الأفراد مدى الحياة. (Caliskan & Murat , 2011:149)
ويهدف التعلم الاستراتيجي تدريب التلاميذ على استخدام مجموعة من المهارات العقلية في تعلم كيفية التعلم, والتفكير في كيفية التفكير حيث يتطلب هذا المدخل من التلميذ أن يذهب فيما وراء المعرفة لكي يتدرب على الكيفية التي ينجز بها النشاط, ويتدرب على المهارات والعمليات والاجراءات اللازمة لتنفيذ مهام التعليم. (sedita, 1999:54)
كما يهدف التعلم الاستراتيجي إلي تمكين المتعلم وتجهيزه بأدوات ووسائل وآليات عمل وتقنيات ومهارات وتدريبه على استخدمها ودمجها بخبراته بشكل متكامل, فالمدرس يهتم بشكل أساس بإكساب التلاميذ القدرة على اكتشاف مختلف الاستراتيجيات واستعمالها بكفاءة وبطريقة سليمة. والتعرف على استراتيجات التعلم ومميزاتها يشكل ضرورة معرفية بالنسبة للمتعلم.
يذكر كل من (Kamonn & Butler, 2001:17 ؛ Butler, 2004: 19) من أهداف التعلم الاستراتيجي:
• دعم الطلاب لبناء مجموعة من المعارف والمعتقدات التي تزيد من التنظيم الذاتي.
• توليد التعلم في المستقبل.
• تنمية الاستخدام الفعال للاستراتيجيات المعرفية والدافعية.
• التعلم طويل المدى للمتعلم.
• تنمية وتطوير بناء الطلاب للمعرفة والمعتقدات التي تهدف إلي تدعيم التعلم وليس الهدم.
• دعم الطلاب ذاتيا وتنظيم المشاركة في المهام.
وهناك احتمال كبير أن يكون التعلم الاستراتيجي هو ناتج التدريس الاستراتيجي الفعال, فالتعلم الاستراتيجي هو التعلم الذي يبني فيه التلميذ المعنى وفي هذه العملية يصبح مدركا لتفكيره. وبذلك تكون العلاقة بين التدريس والتفكير والتعلم وثيقة الصلة.(Kizlik , 2012:2)
ويرى (Struomskl,1997: 62) أن التعلم الاستراتيجي هو جملة المهارات العقلية, التي تمكن التلميذ من تحمل مسئولية التعلم والتحكم فيها, من خلال مراقبة تلك العملية والوعي بخطواتها المختلفة, وتحديد مدى تقدمها نحو الهدف المنشود.
وقامت( وينستن وماير، 1986) بتصنيف استراتيجيات التعلم الاستراتيجي إلي ثمانية استراتيجيات رئيسية كل إستراتيجية تتضمن طرق مصممة لتؤثر على جوانب معينة لتسهل واحدة أو أكثر من مخرجات التعلم والأداء, كالآتي:
(Caliskan, & Murat, 2011:149 ؛ Selcuk, et al 2009,40)
1. استراتيجيات تكرار أساسية: Basic Rehearsal Strategies
و تشمل تكرار موضوع معين و تكرار أسماء العناصر بشكل منظم : مثل تكرار عناصر الجدول الدوري أو عناصر متسلسلة النشاط الكيميائي.
2. استراتيجيات تكرار مركبة: Complex Rehearsal Strategies
و تتضمن أداء مهام التعلم المعقدة مثل النسخ و تحديد الخطوط العريضة و تحديد الفكرة الرئيسية أو قراءة نص من كتاب العلوم.
3. استراتيجيات توسع أساسية: Basic Elaboration Strategies
وهي استراتيجيات بسيطة تساعد في تقوية الذاكرة وتذكر وتنشيط المعرفة السابقة وتتطلب قراءة الحقائق ثم وضع سؤال لماذا ؟ ثم محاولة الاجابة على السؤال. وتثبت هذه الاستراتيجية فعاليتها عندما تكون المعلومات المراد تعلمها تتعلق بمفاهيم مألوفة سبق تعلمها, كما تستخدم بفاعلية وتكون مفيدة عندما يحتاج المتعلم لفهم وتذكر المعلومات ويكون لديه القدر الكاف من المعرفة ذات الصلة.
4. استراتيجيات توسع مركبة: Complex Elaboration Strategies
مثل اعادة الصياغة, التلخيص, أو وصف كيفية ارتباط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة, انشاء مقارنات، والهدف من هذه الاستراتيجيات هي التكامل بين المعلومات المقدمة والمعرفة السابقة.
5. استراتيجيات تنظيمية أساسية: Basic Organizational Strategies
مثل تجميع مجموعة من المعلومات والمفاهيم مرتبطة ببعضها أو ترتيب العناصر التي يمكن استخلاصها من قائمة أو نص.
6. استراتيجيات تنظيمية مركبة: Complex Organizational Strategies
و تتمثل في تحديد الخطوط العريضة و الأفكار الرئيسية و التفاصيل الداعمة لها أو انشاء تسلسل هرمي لإنشاء ورسم تخطيطي لتوضيح العلاقات في التصميم الهيكلي.
7. استراتيجيات الرصد والفهم:Comprehension Monitoring Strategies
والمهام الشائعة في هذه الاستراتيجيات تشمل استخدام الأسئلة الذاتية للكشف عن عدم الفهم للمواد المقدمة في الفصل واستخدام الأسئلة في بداية الدرس لتوجيه سلوك المتعلم للقراءة أثناء دراسته في الكتاب المدرسي ويظهر باستمرار أن سوء الفهم لدى التلاميذ ناتج عن نقص في معرفة استراتيجيات التعلم النشط اللازمة لمراقبة ذلك.
8. الاستراتيجيات الوجدانية والدافعية:Affective and Motivational Strategies
وتتطلب إنشاء ومراقبة وضبط بيئة تعلم فعال فالتلميذ قد يكون منتبه أو مشتت الانتباه، فتساعد هذه الاستراتيجيات على تقليل التشتت الخارجي من خلال الدراسة في مكان هادئ أو عن طريق منع الأفكار السلبية وتوجيه الانتباه بعيدا عن مخاوف الفشل، كما تساعد في التغلب على قلق الامتحان.
ويتطلب التوسع المعرفي من الفرد أن يتعلم أكثر وأسرع لاستيعاب كل جديد في المعرفة, وتهدف التربية العلمية إلي صناعة أفراد يتبنون النظريات التي تلخص جزيئات المعرفة وليس الاهتمام بتعلم جزيئات المعرفة المنفصلة, لذلك ينادي منظرو التربية العلمية بالتعمق في المعرفة وليس التوسع فيها على حساب العمق.
وبالنظر لأي ظاهرة علمية نجد أنها تتكون من مجموعة من المفاهيم ترتبط مع بعضها في عقل المتعلم لتشكل ما يعرف بالبناء المعرفي لتلك الظاهرة, ولقد اهتم التربويون في بحوثهم ودراساتهم بإيجاد الأساليب والاستراتيجيات المختلفة التي تساعد المتعلم على تكوين ذلك البناء وتنظيمه في عقله لما له من أهمية في العملية التعليمية (عبد الله بن خميس, ومحمد عوض, 2006: 122)(*)
ولقد كشفت العديد من البحوث والدراسات التي أجريت حول تدريس العلوم أن الطريقة المعتادة يكون فيها دور التلميذ سلبيا كما لا تؤثر إلي حد كبير في تعلمه وفهمه لمعظم المفاهيم العلمية مما قد يشعره بعدم الرضا عن التعلم.(Caliskan, 2011:3)
وفي هذا السياق تسعى برامج التربية العلمية في الوقت الحاضر إلي استخدام استراتيجيات التعلم الاستراتيجي في تعليم التلاميذ كيف يتعلمون وفي تدريبهم على التفكير في كيفية التفكير, الأمر الذي يشير إلي ضرورة اعتبار المعرفة العلمية وسيلة لإثارة التفكير, وضرورة تدريب التلميذ على استخدام تلك الاستراتيجيات كطريقة لاكتشاف المعرفة بنفسه, بدلا من الحصول عليها جاهزة. ومن ثم تزويده بفرص متعددة للتفكير والفهم العميق, وتطبيق المفاهيم العلمية واستخدام استراتيجيات التعلم الاستراتيجي في حل المشكلات.(Quicke ,1999 :36-45)
ويعتبر التعلم الاستراتيجي موضع تقدير كبير من التربويين ولذلك تنوعت الدراسات المتعلقة به بحيث تناولت عدد من المتغيرات مثل الكفاءة الذاتية وبيئة التعلم والعمر والجنس وأنماط التعلم والدافعية. وأشارت أن التعلم الذاتي والعوامل البيئية تؤثر تأثيرا مباشرا على استخدام التعلم الاستراتيجي.(Caliskan, 2011:24)
ويعد التعلم الاستراتيجي مدخلا تعليميا مصمما لزيادة وتحسين كفاءة التعلم المتمركز حول تنظيم الذات, إذ يزود الطالب بمهارات عديدة كتحديد المهام وإيجاد المتطلبات الخاصة بها ووضع الأهداف والاستراتيجيات, وكذلك عمل التغذية الراجعة لاختيار تلك الاستراتيجيات وصولا لتحقيق الأهداف المرجوة.(جابر عبد الحميد, 1999: 308)
ويشير (David & Sandral, 2003: 325) إلي أن التعلم الاستراتيجي من المداخل التربوية الحديثة التي تسمح للطلاب بتحمل بعض المسئولية الخاصة بخبراتهم التعليمية, وهذا العلم الجديد يسمح بالمشاركة التطبيقية في مواقف مماثلة لمواقف الحياة اليومية, وبناء مجتمعات محلية وعالمية, والأهم من ذلك توفير فرص للطلاب لكي يتعلموا داخل وخارج الفصول.
ويمكن تعريف التعلم الاستراتيجي على أنه: مجموعة من الخطوات لإنجاز مهمة معينة مثل الاجابة على اختبار, فهم نص, كتابة قصة.(Beckman, 2002,2)
كما يمكن تعريف التعلم الاستراتيجي على أنه مجموعة من السلوكيات التي يمارسها المتعلم أثناء عملية التعلم ويهدف إلي فهم طبيعة المتعلم. (Weinstein and Mayer, 1986:315)
وعرف كل من ريتشارد وبلات (Richards and Platt 1992 ) التعلم الاستراتيجي على انه: السلوك والتفكير المتعمد المستخدم من قبل المتعلمين أثناء التعلم بهدف مساعدتهم على فهم وتعلم وحفظ معلومات جديدة.(Moghimizadah, 2008:23)
ويعرف (Kramarski, 2001: 298) استراتيجيات التعلم الاستراتيجي بأنها مجموعة المهارات التي يستخدمها التلميذ في تنفيذ المهام العقلية وفي حل المشكلات. كما تتضمن المهارات التي تمكن التلميذ من عمل شيء ما أثناء التدريس How To Do something ? (كيف يكتب تقريرا علميا ؟ وكيف ينفذ نشاطا ما ؟ وكيف يقرأ خريطة ؟) ويمتد مفهوم مهارات الدراسة ليشمل جملة الإجراءات والمهارات, التي يستخدمها التلميذ, قبل وأثناء وبعد تنفيذ نشاطا ما, مثل المهارات التالية:
مهارات القراءة وتسجيل الملاحظات والتلخيص.
مهارات تحديد المشكلة.
فحص المعلومات المرتبطة بالمشكلة.
تنظيم المعلومات في رسوم بيانية ومنظمات بصرية.
تحديد العلاقة بين المعلومات السابقة والمعلومات الجديدة.
كتابة قائمة بعناصر الدرس وترتيبها.
المراجعة والتحقق.
حيث يتطلب التعلم الاستراتيجي من التلميذ أن يذهب فيما وراء المعرفة لكي يتدرب على الكيفية التي ينجز بها النشاط ويتدرب على المهارات والعمليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ مهام التعلم (رفعت بهجات 2003: 5)
وللتعلم الاستراتيجي أهمية كبرى في مجال التعليم، فهويعتمد على تقييم واستيعاب استراتيجيات التعلم الاستراتيجي لدى التلاميذ بشكل فردي، ومع ذلك ليس من السهل تصميم وتنفيذ وسائل مناسبة للتدريس باستخدام استراتيجيات التعلم الاستراتيجي في التعليم العام وذلك للفروق الفردية بين التلاميذ. ولهذا السبب اصبح التعلم الاستراتيجي مسألة حرجة لمطوري التعليم وذلك لأن تطوير النظم التعليمية يجب أن يأخذ في الاعتبار استراتيجيات التعلم الخاصة بكل تلميذ سواء كان في مجموعه ام تعليم فردي. (Simsek & Balaban , 2010: 36)
واستراتيجيات التعلم الاستراتيجي هي الطرق التي ترشد المتعلمين وتوجه تعلمهم, حيث أنها تؤثر على الفهم من خلال تحفيز التركيز على معالجة المعلومات لدى المتعلمين وأيضا تؤثر على بناء التمثيل العقلي للطلاب عند معالجة المواد التعليمية (Leopold & Leutner, 2011:16).
كما تتضح أهمية التعلم الاستراتيجي في أنه يعتبر نقطة تحول من وصف استراتيجيات معينة للتدريس إلي تعلم الطالب الاستراتيجيات التي يستخدمها في التعلم والاستذكار (حياة رمضان، منى الخطيب, 2012: 90).
أي يتحول من النظر فيما يعلمه المعلمون أساسا وفي تفكيرهم إلي ما يعمله الطلاب وما يفكرون فيه (جابر عبد الحميد، 1999: 305) ففي التعلم الاستراتيجي يعرف الطلاب أن هناك أكثر من طريقة واحدة لعمل الأشياء، كما يعرف نقطة البدء في العمل وأين يقف وإلي أين سينتهي وما تعرض له من صعوبات, ويحدد ما يعرفه وما هو بحاجة إلي معرفته، ويعترف الفرد بأخطائه ويحاول أن يصححها وأن يقيم نواتجه وسلوكه. وبالتالي يثق الطلاب في قدراتهم وبذلك يصبحوا أكثر قوة وتحملا للمسئولية (Bekman, 2002:2)
ولما كان كل فرد يحتاج في انجاز وظيفته إلي الأدوات الصحيحة والي التدريب الجيد, لذا فان تعليم استراتيجيات التعلم الاستراتيجي يعطي التلميذ الأدوات والتدريب اللازمين لإنجاز وظائف التعلم والتفكير. أي أنه كلما كان التلميذ قادرا على التلخيص, والقراءة, والتفسير, والتحليل وتحديد الأفكار الرئيسية, وتنظيم الأفكار, وتسجيل الملاحظات, واستخدام المنظمات البصرية في عرض أفكاره, كان أكثر كفاءة في وظائف التعلم والتفكير (Sedita, 1999:5-54)
وأثبتت نتائج العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن التعلم الاستراتيجي الفعال يسهم إلي حد كبير في تحسين أداء التلاميذ.(Protheroe, 2002:25)
والشخص الذي يتعلم كيف يتعلم والشخص الذي يظل يتعلم مدى الحياة سوف يكون عضوا منتجا في سوق العمل. Filcher & Miller, 2000:61))
و تهدف استراتيجيات التعلم الاستراتيجي لتعليم المتعلمين كيف يتعلمون, ومتى يستخدمون استراتيجية معينة وكيفية الوصول إليها ومتى يمكن الاستغناء عن استراتيجية غير فعالة.
ويرى Jones et al 1987) ) أن كلا من الطلاب الأقل كفاءة والطلاب الأكثر كفاءة يكونوا قادرين على تحسين استراتيجيات تعلم فعالة.(Filcher & Miller, 2000:61)
ويرى (CaKmak,2007) أن التعلم الاستراتيجي أمرا ضروريا لنجاح العملية التعليمية, وتعلم الأفراد مدى الحياة. (Caliskan & Murat , 2011:149)
ويهدف التعلم الاستراتيجي تدريب التلاميذ على استخدام مجموعة من المهارات العقلية في تعلم كيفية التعلم, والتفكير في كيفية التفكير حيث يتطلب هذا المدخل من التلميذ أن يذهب فيما وراء المعرفة لكي يتدرب على الكيفية التي ينجز بها النشاط, ويتدرب على المهارات والعمليات والاجراءات اللازمة لتنفيذ مهام التعليم. (sedita, 1999:54)
كما يهدف التعلم الاستراتيجي إلي تمكين المتعلم وتجهيزه بأدوات ووسائل وآليات عمل وتقنيات ومهارات وتدريبه على استخدمها ودمجها بخبراته بشكل متكامل, فالمدرس يهتم بشكل أساس بإكساب التلاميذ القدرة على اكتشاف مختلف الاستراتيجيات واستعمالها بكفاءة وبطريقة سليمة. والتعرف على استراتيجات التعلم ومميزاتها يشكل ضرورة معرفية بالنسبة للمتعلم.
يذكر كل من (Kamonn & Butler, 2001:17 ؛ Butler, 2004: 19) من أهداف التعلم الاستراتيجي:
• دعم الطلاب لبناء مجموعة من المعارف والمعتقدات التي تزيد من التنظيم الذاتي.
• توليد التعلم في المستقبل.
• تنمية الاستخدام الفعال للاستراتيجيات المعرفية والدافعية.
• التعلم طويل المدى للمتعلم.
• تنمية وتطوير بناء الطلاب للمعرفة والمعتقدات التي تهدف إلي تدعيم التعلم وليس الهدم.
• دعم الطلاب ذاتيا وتنظيم المشاركة في المهام.
وهناك احتمال كبير أن يكون التعلم الاستراتيجي هو ناتج التدريس الاستراتيجي الفعال, فالتعلم الاستراتيجي هو التعلم الذي يبني فيه التلميذ المعنى وفي هذه العملية يصبح مدركا لتفكيره. وبذلك تكون العلاقة بين التدريس والتفكير والتعلم وثيقة الصلة.(Kizlik , 2012:2)
ويرى (Struomskl,1997: 62) أن التعلم الاستراتيجي هو جملة المهارات العقلية, التي تمكن التلميذ من تحمل مسئولية التعلم والتحكم فيها, من خلال مراقبة تلك العملية والوعي بخطواتها المختلفة, وتحديد مدى تقدمها نحو الهدف المنشود.
وقامت( وينستن وماير، 1986) بتصنيف استراتيجيات التعلم الاستراتيجي إلي ثمانية استراتيجيات رئيسية كل إستراتيجية تتضمن طرق مصممة لتؤثر على جوانب معينة لتسهل واحدة أو أكثر من مخرجات التعلم والأداء, كالآتي:
(Caliskan, & Murat, 2011:149 ؛ Selcuk, et al 2009,40)
1. استراتيجيات تكرار أساسية: Basic Rehearsal Strategies
و تشمل تكرار موضوع معين و تكرار أسماء العناصر بشكل منظم : مثل تكرار عناصر الجدول الدوري أو عناصر متسلسلة النشاط الكيميائي.
2. استراتيجيات تكرار مركبة: Complex Rehearsal Strategies
و تتضمن أداء مهام التعلم المعقدة مثل النسخ و تحديد الخطوط العريضة و تحديد الفكرة الرئيسية أو قراءة نص من كتاب العلوم.
3. استراتيجيات توسع أساسية: Basic Elaboration Strategies
وهي استراتيجيات بسيطة تساعد في تقوية الذاكرة وتذكر وتنشيط المعرفة السابقة وتتطلب قراءة الحقائق ثم وضع سؤال لماذا ؟ ثم محاولة الاجابة على السؤال. وتثبت هذه الاستراتيجية فعاليتها عندما تكون المعلومات المراد تعلمها تتعلق بمفاهيم مألوفة سبق تعلمها, كما تستخدم بفاعلية وتكون مفيدة عندما يحتاج المتعلم لفهم وتذكر المعلومات ويكون لديه القدر الكاف من المعرفة ذات الصلة.
4. استراتيجيات توسع مركبة: Complex Elaboration Strategies
مثل اعادة الصياغة, التلخيص, أو وصف كيفية ارتباط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة, انشاء مقارنات، والهدف من هذه الاستراتيجيات هي التكامل بين المعلومات المقدمة والمعرفة السابقة.
5. استراتيجيات تنظيمية أساسية: Basic Organizational Strategies
مثل تجميع مجموعة من المعلومات والمفاهيم مرتبطة ببعضها أو ترتيب العناصر التي يمكن استخلاصها من قائمة أو نص.
6. استراتيجيات تنظيمية مركبة: Complex Organizational Strategies
و تتمثل في تحديد الخطوط العريضة و الأفكار الرئيسية و التفاصيل الداعمة لها أو انشاء تسلسل هرمي لإنشاء ورسم تخطيطي لتوضيح العلاقات في التصميم الهيكلي.
7. استراتيجيات الرصد والفهم:Comprehension Monitoring Strategies
والمهام الشائعة في هذه الاستراتيجيات تشمل استخدام الأسئلة الذاتية للكشف عن عدم الفهم للمواد المقدمة في الفصل واستخدام الأسئلة في بداية الدرس لتوجيه سلوك المتعلم للقراءة أثناء دراسته في الكتاب المدرسي ويظهر باستمرار أن سوء الفهم لدى التلاميذ ناتج عن نقص في معرفة استراتيجيات التعلم النشط اللازمة لمراقبة ذلك.
8. الاستراتيجيات الوجدانية والدافعية:Affective and Motivational Strategies
وتتطلب إنشاء ومراقبة وضبط بيئة تعلم فعال فالتلميذ قد يكون منتبه أو مشتت الانتباه، فتساعد هذه الاستراتيجيات على تقليل التشتت الخارجي من خلال الدراسة في مكان هادئ أو عن طريق منع الأفكار السلبية وتوجيه الانتباه بعيدا عن مخاوف الفشل، كما تساعد في التغلب على قلق الامتحان.
Other data
| Title | فعالية استخدام التعلم الاستراتيجي في تنمية المفاهيم العلمية والرضا عن التعلم في مادة العلوم لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية | Other Titles | Effective of Using the Strategic Learning on the Development of Scientific Concepts And Learning Satisfaction in Science To Primary School | Authors | دعاء جمال عبد الصمد البكل | Issue Date | 2016 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G12468.pdf | 338.64 kB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.