ثقافة الاستهلاك الترفى في المجتمع المصرى "دراسة ميدانية على بعض الشرائح الاجتماعية بـمدينة القاهرة

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على عوامل الاستهلاك الترفى، والكشف عن رؤية الطبقة المترفة لذاتها وأثر ذلك فى تشكيل ثقافة الاستهلاك الترفى وةتكريسها، إلى جانب رصد أهم مظاهر الاستهلاك الترفى المتمثلة فى (الطعام، والأزياء، والمسكن، والترفيه ..)، والكشف عن مظهرية الاستهلاك الترفى ورمزيته فى مجتمع الدراسة. وقد استعانت الباحثة بمنهج دراسة الحالة بأدواته المختلفة من ملاحظة، وملاحظة بالمشاركة ، ومقابلة متعمقة، إلى جانب الإخباريين ودليل العمل الميدانى ، وذلك إلى جانب الاستعانة بما توفر من سجلات وإحصاءات رسمية خاصة بموضوع الدراسة. وقد وقع الاختيار على نادى هليوبوليس الرياضى بمدينة القاهرة فرع مصر الجديدة؛ حيث إنه يعد من أعرق وأقدم النوادى الموجودة بالقاهرة ، وتم اختيار (30 حالة) يتميزون بتباين البعد النوعى والجيلى والتعليمى والمهنى ، وتم تقسيم حالات الدراسة إلى ثلاث شرائح طبقية (عليا – وسطى – دنيا) داخل الطبقة المترفة، وذلك بناءً على عدد من المحكات المادية، وأخرى ثقافية مادية. وانطلقت الدراسة من ثلاثة أطُر نظرية، يتمثل الأول فى الفكر الكلاسيكي والذي يمثله (ثورشتاين فيبلن) في نظرية "الطبقة المترفة والاستهلاك المظهرى"، ويتضمن الثانى التطورات المعاصرة لنظريات الإستهلاك والذى يمثله (بيير بورديو) فى نظرية الاستهلاك ورأس المال و التمايز الطبقى والوسط المعيشى، ويتناول الثالث الإسهامات النظرية للاستهلاك فيما بعد الحداثة، ويمثل هذا الاتجاه (مايك فيزرستوان) في نظرية "ثقافة الاستهلاك وما بعد الحداثة". وقد تم تقسيم الرسالة إلى بابين ، يشتمل الباب الأول على ثلاثة فصول: يتناول الفصل الأول الإطار النظرى للدراسة والثانى الاستهلاك الترفى من واقع الدراسات العالمية والمحلية، والثالث الإجراءات المنهجية للدراسة، أما الباب الثانى "الدراسة الميدانية" يشتمل على أربعة فصول، يتناول الفصل الرابع عوامل الاستهلاك الترفى، والخامس مظاهر الاستهلاك الترفى، والسادس رمزية الاستهلاك الترفى، والسابع الاستهلاك الترفى وقضاء وقت الفراغ، والثامن نتائج الدراسة، ثم تأتى بعد ذلك المراجع "العربية والأجنبية"، يليها ملاحق الدراسة. ومن أبرز النتائج التى توصلت إليها الدراسة: - كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن وجود عدة عوامل تلعب دورًا جوهريًّا فى زيادة الاستهلاك المظهرى، فالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والإعلام وما يتبعه من وسائل تعمل على جذب المستهلكين، ورأس المال، و"الوسط المعيشى" دورًا كبيرًا فى ذلك ، إلى جانب التعليم الدولى، ورؤية الطبقة المترفة لذاتها، تلك الرؤية التى تفسر نمط استهلاكها على أنه أسلوب حياة. - كما أظهرت الدراسة الميدانية أن هناك تحولاً واضحًا فى عملية تناول الأطعمة واستهلاكها لدى حالات الدراسة، فمن حيث تناول الطعام داخل المنزل أثبتت الدراسة الميدانية أن البعد العمرى يلعب دورًا حيويًّا فى ذلك حيث إن كبار السن هم الذين يحرصون غالبًا على تناول الطعام داخل المنزل، وربما يرجع ذلك لوعيهم بصحتهم، وللتقليل من حدة الإصابة ببعض الأمراض التى تتعلق بتقدم السن، وعلى الجانب الآخر تحرص الإناث من مختلف الشرائح على تناول الطعام الذى يتناسب مع محافظتهن على رشاقتهن، وربما يلعب فى ذلك البعد المهنى دورًا فى حرصهن على الظهور دائمًا بمظهر لائق باختلاف البعد العمرى ، وبذلك فهم يحرصون على اقتناء أدوات المائدة التى تتميز بإتمام عملية الطهى الصحى من خلال الأوانى المخصصة لذلك والتى يتم الطهى فيها بدون إضافة دهون أو زيوت، كما بينت الدراسة أن من أسباب تفضيل الحالات الطعام داخل المنزل الثقة بمستوى نظافته واتسامه بالجودة والاطمئنان لطريقة تحضيره، إلى جانب أنه أكثر صحية.