سلطة الإدارة التقديرية في سحب قراراتها الإدارية (دراسة مقارنة)

الفيتوريسالممحمدسالم;

Abstract


تعد التصرفات القانونية التي تقوم الإدارة بإصدارها بإرادتها المنفردة، من أهم مظاهر السلطة التي تمارسها فهذه التصرفات أو القرارات الملقاة على عاتق الإدارة تحدث تغيرات في المراكز القانونية للأفراد، مما يترتب على ذلك نشوء مراكز قانونية جديدة.
فالإدارة عند مزاولتها لنشاطها الإداري تتمتع بعدة امتيازات، منها حق الإدارة في اصدار القرار الإداري من جانبها والذي يكون ملزمًا للمخاطبين به ويكون مؤثرًا في مراكزهم القانونية دون أن يتوقف على رضائهم أو قبولهم له، وكما يكون للإدارة حرية الاختيار والتقدير أثناء إصدارها للقرار الإداري ومباشرتها لاختصاصاتها بوجه عام وفقا لما تراه من ظروف وملابسات ومناسبات باعتبارها السلطة العامة والتي تقوم بتحقيق المصلحة العامة ،فضلاً عن أن لها الحق في تنفيذ القرار الإداري جبرًا في حالة تعنت الأفراد، ولذلك فإنه يجب على الإدارة وهي بصدد هذه الامتيازات أن تراعي مصلحة الجماعة، وأن تحافظ على حقوق الأفراد وحرياتهم، وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود الذي تسعى إليه فضلا عن أن القضاء الإداري يملك رد السلطة الإدارية إلى جادة الصواب في حالة خروج الإدارة عن المسار الذي يجب أن تكون عليه. وحيث إن طبيعة النشاط الإداري تجعل من المستحيل على المشرع أن يحدد منهاجًا أو يعين مسارًا مسبقًا تلتزم به الإدارة في مباشرة أنشطتها واختصاصاتها؛ لأنه لا يفهم العيب الذي قد يترتب على القرار الإداري، ولا يتنبأ بالظروف التي ستحيط بكل تصرف مما يستلزم عليه ترك سلطة تقديرية للإدارة للتصرف على ضوء الظروف والمتغيرات ، فلا يدخل المشرع في جزئيات وتفصيلات النشاط الإداري في بعض الحالات الاستثنائية، وهناك من الأسباب التي دعت المشرع والفقه إلى القول بالسلطة التقديرية، ومنها عجز المشرع عن الإلمام والإحاطة بملابسات وظروف الوظيفة الإدارية، ومن ثم لا يستطيع أن يتصور جميع الملابسات والظروف الإدارية، بحيث يصبح لكل حالة حكمها واحتمال الحل المناسب لمواجهته، فإن مبدأ سير المرافق العامة يتطلب الاعتراف للإدارة بسلطة تقديرية لاختيار أنسب الوسائل وأفضل الأوقات للقيام بالنشاط الإداري واتخاذ التصرف اللازم والملائم لضمان ذلك، فخبرة الإدارة وتجاربها ووسائلها الخاصة والفعالة التي تتيح للإدارة القيام بالتزاماتها ومواجهة التحديات العامة للأفراد لأنها بمقتضى سلطتها التقديرية التي منحت لها تستطيع اختيار ما تراه مناسبا وملائما لإجراء تصرفها دون معقب عليها، إلا أن الإدارة قد تجد نفسها في بعض الأحيان قد ارتكبت بعض الأخطاء، كما لو قامت باتخاذ تصرف معين ثم اتضح لها بعد ذلك أنه تصرف معيب ومشوب بالقرار القانوني، لأنها اتخذته دون تريث وروية وإنما كان على عجل، قد يحدث أحيانًا أن الإدارة تتجاهل بعض القواعد القانونية التي بينها الشرع بما يخدم مصلحة الأفراد والمصلحة العامة ,والتي كان من الواجب عليها مراعاتها والالتزام بها، و قد تكون هناك ظروف تجبر الإدارة إلى إعادة النظر في القرار الذي أصدرته و وتصحيح الخطأ الذي وقعت فيه، وذلك من خلال الرجوع في القرار الذي صدر معيبًا، لمخالفته لمبدأ المشروعية أو القيام بسحبه متى اتضح لها عدم مشروعيته إلا أنها قد تجد نفسها أحيانًا قد مست بمصالح الأفراد الذين تعلقت حقوقهم بذلك القرار، وبالتالي فإنه لا يجوز سحبه إلا خلال مدة الطعن القضائي و إلا يصبح حصينًا من الإلغاء أو السحب.


Other data

Title سلطة الإدارة التقديرية في سحب قراراتها الإدارية (دراسة مقارنة)
Authors الفيتوريسالممحمدسالم
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G14188.pdf1.21 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 6 in Shams Scholar
downloads 8 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.