سياسة العراق تجاه مصر 1968 – 1981م

نزهان حمود نصيف;

Abstract


اتسمت العلاقات العراقية- المصرية بعد قيام الجمهورية العراقية في 14 تموز 1958 بأفضل حال بعد وقوف الرئيس جمال عبد الناصر عن طريق الجمهورية العربية المتحدة إلى جانب ثورة الضباط الأحرار في العراق ودعمها عربياً ودولياً، وقد تأزمت العلاقة بين الطرفين حتى ثورة 8 شباط/فبراير 1963، لكن بعد وصول الرئيس عبد السلام محمد عارف إلى سدة الحكم نشطت العلاقات بين الطرفين واستمرت في حرب عام 1967 بالوقوف إلى جانب جمهورية مصر العربية في الحرب ضد (إسرائيل).
بعد نجاح ثورة 17-30 تموز/يوليو 1968 في العراق وبمباركة الدول العربية والأجنبية وقفت مصر مع الحكومة العراقية بعد عقدها الاتفاق الذي جرى مع الأكراد في 11 آذار/ مارس 1970 عن طريق جلسة البرلمان المصري في 24 آذار/ مارس العام نفسه، بالمقابل وقف العراق ضد المبادرات الأمريكية التي أرادت إيقاع مصر بمشاريعها، لذلك توترت العلاقات بين الجانبين ووصلت إلى حدَّ اعتقال عدد من العاملين في البلدين من قبل سلطاتهما، إلا أن تلك التوترات أخذت بالزوال بعد عدد من المبادرات العراقية للدخول في مشاريع الوحدة مع مصر والدول العربية الأخرى مع انتهاء حالة الاستنزاف وحسم السادات أمره بانتهاء الوجود السوفيتي والانحياز إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1973 قبيل الحرب مع انتهاء ووئام مع العراق .
بدأ العراق يتوجس من اللقاءات التي تجري مع الممثلين (الإسرائيليين) بداعي ضمان السلام في المنطقة العربية، انتهت بزيارة الرئيس السادات إلى (إسرائيل) في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977 فقطعت أغلب الدول العربية علاقاتها بمصر، وكذلك فعل العراق قبل الزيارة في 15 تشرين الثاني، وعمقت الخلافات بعد إبرام أكتوبر ديفيد عام 1978 بين مصر و (إسرائيل) مع إدانة كبيرة وواسعة من الدول العربية، وانبثاق ميثاق العمل القومي بين العراق وسوريا، وانعقاد قمة بغداد التي دعمت كلا من سوريا والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية بالأموال اللازمة لاستكمال أمنها والوقوف ضد (إسرائيل)، وبعد توقيع معاهدة السلام علقت عضوية مصر في المنظمات العربية، ولم تعود العلاقات العراقية- المصرية إلا عند وقوف مصر إلى جانب العراق في حربها مع إيران، ومن ثم تطورت بعد وفاة السادات في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1981.
جاء اختياري لموضوع الدراسة (سياسة العراق تجاه مصر 1968-1981) لأنهّ من المواضيع ذات الأهمية التي تعالج الموقف السياسي العراقي تجاه مصر على وفق منظور تاريخي، بدءاً من تسلم السادات الحكم حتى وفاته، وما تخلله من مواقف طرأت على مدى 11 عاماً من تطورات عربية وإقليمية ودولية مست العلاقات بشكل مباشر.
اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها على مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة، خصص التمهيد العلاقات العراقية – المصرية 1958-1968 بوصفه مدخلاً تاريخياً للدراسة، لبحث التطورات السياسة العراقية بعد قيام الجمهورية في 14 تموز 1958، وما تخللها من أحداث داخلية كقيام ثورة الشواف وثورة 8 شباط 1963، وبداية العهد العارفي في العراق وموقفه من الأحداث المصرية حتى قيام ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1968 في العراق .
في حين ركز الفصل الأول وعنوانه (سياسة العراق تجاه مصر 1968 – 1970)، وتضمن عدد من المحاور وتناول المحور الأول العراق وموقف مصر من القضية الكردية، إذ شهدت العلاقات بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية تدهوراً مستمراً، وعلى الرغم من الأجواء المتشنجة، إلا أنها لم تصل إلى حد القطيعة، ولم تنقطع التصريحات المتفائلة من الجانبين وإمكان إحلال السلام وبجهود الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، وبعد عدة جولات من المفاوضات بين الطرفين ابتداءً من أيلول/ سبتمبر 1969 إلى آذار/ مارس 1970 توصلا في النهاية إلى توقيع بيان 11 آذار/ مارس 1970 الذي أَقَرَ الحكم الذاتي لكردستان العراق، تناول المحور الثاني موقف العراق إبان حرب الاستنزاف للحيلولة دون تحويل قناة السويس إلى حدود وأمر واقع، وحمل إسرائيل على الانسحاب إلى حدود ما قبل الحرب، وقامت قوات الدفاع الجوي المصرية بدورها في هذه الحرب، إذ بدأت عمليات الإغارة على مواقع العدو في الضفة الشرقية للقناة وبالعمق القريب، وبرز نشاط القوات الجوية فأصبحت تنفذ أهدافها ليلاً ونهاراً، وتحولت من مهاجمة أهداف فردية منعزلة إلى مهاجمة مواقع حصينة للعدو في وضح النهار، وجاء المحور الثالث ليوضح ماورد بمبادرة روجرز، وموقف العراق منها في إطار العلاقات السياسية ووجهات النظر بين البلدين.
وتناول الفصل الثاني الموسوم سياسة العراق تجاه مصر قبل حرب أكتوبر 1973، وتضمن السياسة الخارجية لمصر بعد وصول السادات للحكم وقسمت على ثلاثة أقسام وضحت موقف العراق من الاتحادات العربية العربية بين عامي 1971-1972، بعد أن تقدم العراق بمشروع للوحدة مع سوريا ومصر في السادس عشر من آذار/ مارس 1972 بهدف الوحدة السياسة الخارجية وتوحيد القيادة العسكرية والاقتصاد والإعلام والتخطيط وكل ما يتعلق بالمعركة، وإنشاء محكمة دستورية ومجلسين أحدهما يمثل الجمهوريات والثاني يمثل عدد السكان في كل الجمهورية.
أما الفصل الثالث الموسوم سياسة العراق تجاه مصر أثناء حرب أكتوبر 1973 الذي تضمن عدد من المحاور التي تؤكد على الاتصالات العراقية المصرية بشأن حرب عام 1973 والتنسيقات بين الطرفين لعدم الوقوع بالأخطاء التي لا تحمد عقباها في المعركة، ومنها اشتراك القوات الجوية العراقية في المعركة واستعمال النفط كسلاح فيها حتى مبادرة وقف إطلاق النار بين العرب و(إسرائيل) واللجوء الى المؤتمرات العربية لإبراز المواقف العربية من حرب تشرين 1973.
عالج الفصل الرابع الموسوم سياسة العراق تجاه مصر بعد حرب أكتوبر 1973 الذي وضح موقف العراق من التطورات في مصر بعد حرب عام 1973 مثل: مؤتمر جنيف الذي جرى برعاية أمريكية وبوساطة كيسنجر الذي أفضى إلى اتفاقية فض الاشتباك المصري (الإسرائيلي) وموقف العراق من تلك الأحداث حتى الوصول إلى مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط الذي منح الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأن تكون الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في المحافل العربية والدولية لتبقى قضية فلسطين حاضرة في الضمير العربي.
جاء الفصل الخامس ليسلط الضوء على سياسة العراق تجاه مصر 1977- 1981 وردود الأفعال على زيارة الرئيس السادات للقدس وليوضح موقف العراق من تلك الزيارة وما أعقبها من أكتوبر ديفد السيئة الصيت التي جرت على الرغم من اعتراض الدول العربية كافة في إطار معاداة ( إسرائيل) والوقوف ضد أي مشروع يعترف بها وفي شرعيتها وتقربها من الدول العربية، الأمر الذي جعل العراق راعي لقمة بغداد 2-5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1978 للوقوف ضد الاتفاقية، ومن ثم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية سبقها قطع العلاقات مع مصر ليكرس ذلك موقف العراق المتصلب من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية 1979، إلا أن الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980 وموقف مصر من دعم العراق قد قرب وجهات النظر بين الطرفين وأذاب كتلة الجليد التي غطت المرحلة السابقة .
ثم جاءت الخاتمة استنتاجيه كحصيلة نهائية للدراسة .


Other data

Title سياسة العراق تجاه مصر 1968 – 1981م
Authors نزهان حمود نصيف
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
g8123.pdf327.94 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 3 in Shams Scholar
downloads 4 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.