تقـنية إمـداد مدينة لبـدة الكـبرى بالميـاه وكيفـية توزيعها وتصريفها بيـن القـرنين الأول والخامــس الميلاديين "دراســة أثريـــة مقارنة"

Abstract

تعد المیاه العنصر الأساسي الذي یرتكز علیھ إنشاء و تأسیس المدن قدیما وحدیثا ، إذ تشكل عنصر الاستقرار، وبذلك نشأت المدن وتطورت في الأماكن الزاخرة بالمیاه التي تعد أساسا لحیاة ، ورافدا لازدھار الشعوب وتقدم الأمم ومن أھم أساسیات تخطیط المدن . ولقد اھتم الرومان بالمدن والعمل على تجمیع میاه الأمطار بھا واستغلالھا في نواحي الحیاة المختلفة وتصریف الزائد منھا عبر شبكات من المجاري ترتبط بمزاریب المنازل وتمتد عبر الشوارع حتى تصل إلى أماكن خاصة بھا خارج تلك المدن . وتعتبر مدینة لبدة الكبرى أھم المراكز التجاریة التي أسسھا الفینیقیون في القرن السادس قبل المیلاد فالمنطقة التي تقع مابین المیناء والمیدان القدیم ، حیث شجع توفر المصادر اللازمة للمیاه ، التي لم تستغل إلا في النشاط الزراعي والصناعات الغذائیة ، إذ لم تذكر المصادر التاریخیة أي أھمیة تذكر لوجود منشآت معماریة تعتمد على استھلاك المیاه في المدینة أثناء تلك الفترة على الاستقرار. ولقد شھدت المدینة بعض التطورات العمرانیة أبان عھد الإمبراطور أغسطس حیث أنشئ المیدان القدیم الذي یعد مركزا لمدینة الأصلیة قبل اتساعھا في العھود الرومانیة التالیة ، ویمكن دراسة التطورات والتوسعات العمرانیة من خلال تتبع تواریخ أنشاء المباني والإضافات المعماریة التي حدثت في الفترات اللاحقة ، حیث أنشئت المباني الضخمة كالأسواق والحمامات والمعابد وأقواس النصر والمنازل وتنظیم الشوارع ، ورصفھا وتزویدھا بشبكة من المجاري مع منتصف القرن الأول المیلادي ، وقد أعید تنظیم ھذه الشبكة في عھد الإمبراطور ھادریان Servilius ) 11 138 للمیلاد على ید نائب القنصل سیرفیلیوس كاندیدوس (Hadrian) خلال عامي 119 120 میلادیة.