مدى فـاعلية برنـامج لتنمية الحـكم الخـلقي لدى عينة من الأطفال المعرضين للخـطر

Abstract

ُعد مرحلة الطفولة ذات أهمية خاصة في نمو الفرد وتكوين شخصيته، سواء من حيث قدرته على تحقيق الاستقرار والتوافق والاستمتاع بحياته وتكوين أسرة سليمة، أم من حيث قدرته على الإسهام في تنمية مجتمعه ووطنه وإدراكه لمسئولياته بوصفه مواطنًا سيحمل تنفيذ برامج التنمية ودفع عملية التطوير والتحديث مستقبلا. ومن هنا تصبح دراسة واقع الطفل وحاجاته ومشكلاته والتنبيه إلى مكان الأخطار المحيطة به، واستكشاف سبل مواجهة هذه الأخطار ضرورة لازمة؛ فالخطر الذي يتعرض له الطفل مرتبط بصورة أساسية بخصوصية البيئة التي ينتمي إليها. ومع التغيرات السريعة (المادية والاجتماعية) بالمجتمع ظهرت العديد من المشكلات الاجتماعية؛ مثل:(مشكلة الطلاق وانفصال الوالدين، زيادة الفقر وخروج الطفل للعمل في سن مبكر، تسرب الأطفال من التعليم ... الخ). وتلك المشكلات تمثل مخاطر تحيط بالطفل فتعيق نموه الطبيعي، خاصة الجانب الخلقي. وعندما يتأخر الطفل في النمو الخلقي فإن ذلك يجعله يسلك سلوكا منحرفا، وقد يتطور إلى جنوح؛ ومن ثم إلى سلوك إجرامي متأصل في شخصيته. وتُعد هذه المشكلات أيضا إنذارات مبكرة للاهتمام بهؤلاء الأطفال وتصميم البرامج الوقائية لهم لمنع تطور سلوكهم إلى سلوك إجرامي في المستقبل. وقد لاحظت الباحثة من خلال مراجعة التراث البحثي في المجال الوقائي للأطفال المعرضين للخطر ندرة الدراسات العربية، على الرغم من أن هنالك الكثير من الدراسات الأجنبية التي قدمت العديد من البرامج الوقائية للأطفال المعرضين للخطر؛ وذلك للكشف المبكر عن هؤلاء الأطفال والمخاطر التي يتعرضون لها، وأيضا كيفية اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم من تلك المخاطر. ومن هنا يمكننا أن نلخص مشكلة الدراسة في أن مجتمعنا فيه بعض الأطفال الذين يعانون من الأمية ببعض القيم الأخلاقية، وهؤلاء الأطفال يقيمون في مجتمع يفتقد القدوة الصالحة وتنتشر فيه سلوكيات غير اجتماعية مع تعرضهم للإهمال الأسري، ولكل ما سبق فإن هؤلاء الأطفال يمكن أن يكونوا معرضين لخطر الانحراف الاجتماعي؛ ومن هنا جاءت الدراسة بمحاولة لإعداد برنامج لتنمية الحكم الخلقي لعينة من الأطفال معرضين لخطر الانحراف الاجتماعي. أهداف الدراسة: الهدف الأساسي للدراسة:- إعداد برنامج لتنمية الحكم الخلقي لدى عينة من الأطفال المعرضين للخطر، ومن هذا الهدف تنبثق عدة أهداف فرعية؛ منها:- ‌أ- إكساب الطفل مهارات الحوار المتبادل والمفتوح والإصغاء للآخر بهدف تنمية قدراته على التفاعل الإيجابي مع المحيطين به داخل البيئة الأسرية وخارجها. ‌ب- تعزيز الحصانة الذاتية لدى الطفل من خلال الأحكام الأخلاقية التي قد تساعده على مواجهة الأخطار المحدقة به مستقبلا. ‌ج- العمل على التخفيف من الآثار النفسية للسلطة في حياة الطفل (سلطة والديه - سلطة تربوية - سلطة مجتمعية). فروض الدراسة:  الفرض الأول:- توجد فروق بين متوسط رتب درجات المجموعة من الجنسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الحكم الخلقي لصالح القياس البعدي.  الفرض الثاني:- لا توجد فروق بين متوسط رتب درجات الذكور والإناث قبل تطبيق البرنامج على مقياس الحكم الخلقي.  الفرض الثالث:- لا توجد فروق بين متوسط رتب درجات الذكور والإناث بعد تطبيق البرنامج على مقياس الحكم الخلقي.