دراسة مقارنة للصفحة المعرفية لمقياس ستانفورد بينيه للذكاء الصورة الخامسة بين عينة من الأطفال ذوي صعوبات التعلم وبين الأطفال بطيئي التعلم

سامية عبد الرؤوف عبدالرحمن محمد رضوان;

Abstract


أولاً: المقدمة:
يعد الذكاء مفهومًا رئيسًا من مفاهيم علم النفس؛ فقد ظل ولايزال يحظى باهتمام العلماء والمفكرين ورجال التربية والقياس في كل زمان ومكان بشتى صنوف العلم والمعرفة وتطبيقاتها التقنية والعلمية والعملية، ويشكل مفهوم الذكاء وما يتضمنه من عمليات معرفية مصدرًا أساسيًّا للفروق الكيفية والكمية في الأداء والمهارات والمهام والإبداع بين الأفراد والجماعات، بل إنه يمثل إطارًا أساسيًّا لفهم بعض الظواهر والمشكلات التربوية والسيكولوجية المختلفة، مثل التحصيل الدراسي والتفوق والنجاح الأكاديمي والتوافق والإنجاز في مجالات الحياة والعمل المختلفة، والفشل في الدراسة والتسرب من التعليم، والمشكلات الخاصة بالأطفال ذوي صعوبات التعلم وبطيئي التعلم، والمشكلات الأخرى ذات الصلة بالإعاقة العقلية، مثل التأخر العقلي والتأخر الدراسي.
ويعد مفهوم الذكاء مفهومًا مهمًّا من الناحية النظرية والتطبيقية، سواء في مجالات علم النفس أو التربية؛ نظرًا للقرارات المصيرية، التي تحدد مستقبل الأفراد، ومستوياتهم العقلية، وتوجيههم الأكاديمي والمهني، والتي تتخذ بناءً على تقييم مستوياتهم في القدرات المعرفية. ولقد اهتم علماء النفس والتربية والمؤسسات العلمية والتعليمية والاجتماعية والعلاجية بتحديد مفهوم الذكاء، وأنواعه، ووظائفه، وكيفية قياسه، وتطوير أدوات القياس، وتقييمه، وتطبيقاته المختلفة في مجالات العلوم الاجتماعية.

ونظرًا لأن النجاح في الحياة، وتحقيق معدلات عالية من الإنجاز، أومعاناة الفشل، والتعثر في مجالات الدراسة والتعليم والعمل، يعتمدون بصفةٍ أساسيةٍ على القدرات المعرفية؛ فقد دفع ذلك العلماء والمربين والمعلمين إلى الاهتمام ببدايات ظهور الوظائف العقلية والنمو العقلي والمعرفي، وتتابع وملاحظة مسارات النمو المختلفة، والتي تؤثر في بعضها البعض في الطفولة؛ مثل النمو العقلي البدني والحركي والاجتماعي والانفعالي والثقافي، والمسارعة لعلاج أي قصور يظهر فيها.
وتُعد صعوبات التعلم وبطء التعلم من القضايا والمشكلات، التي تقابل الباحثين، عند تتبعهم لبدايات النمو العقلي والمعرفي، خلال سنوات الطفولة، وعند بداية التحاق الأطفال بالمؤسسات التعليمية، كالصعوبات النمائية، مثل الإدراك والانتباه والذاكرة، وغيرها من الصعوبات الأكاديمية، كالقراءة والكتابة والحساب.
وقد بذل العلماء والباحثون (هايمان Hyman,L.N. ، Geary,D. 1984 (جولدن Golden, C. J.1987، فتحى مصطفى الزيات 1989، أحمد أحمد عواد 1992، عبد العزيز الشخص 1992، عبد الرحمن سليمان 2001، بطرس حافظ 2006) جهودًا مضنيةً، في قياس وتشخيص صعوبات التعلم، وتمييزها عن غيرها من الإعاقات، وتحديد المؤشرات الدالة عليها، عن طريق الأدوات العلمية، وفى مقدمتها (مقاييس الذكاء)، وعلى وجه الخصوص استخدام إحدى النتائج الحديثة المترتبة على توظيف المقاييس، ألا وهي الصفحة المعرفية كما في الصورة الرابعة والخامسة لمقياس بينيه للذكاء؛ حيث أصبحت الصفحة المعرفية إحدى المؤشرات الدالة على جوانب القوة والضعف على الأداء المتباين للأفراد على الاختبارات الفرعية المختلفة لمقياس بينيه.
وتعد القدرات العقلية للأفراد ثروة قومية للأوطان، إذا أحسن استثمارها واستغلالها، وعلاج ما فيها من مشكلات وصعوبات، ويمكن أن تصبح عبئًا إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها جيدًا؛ فقد نجد بعض الأطفال لديهم مستويات متوسطة أو فوق المتوسطة من القدرات العقلية، ومع ذلك، فهم يعانون من صعوبات تعلم، فإذا شخصنا هذه الصعوبات، ووضعنا لها برامج علاجية: نكون قد أنقذنا مستقبل الأفراد والأوطان. هذا، ويلاحظ الباحثون والمعلمون والعاملون في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء الحكومية أو الخاصة (مركز ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس والذي تعمل به الباحثة) انتشارًا متزايدًا بصورٍ ملفتةٍ للأطفال ذوي صعوبات التعلم وبطيئ التعلم.
وجديرٌ بالذكر أن انتشار صعوبات التعلم يختلف حسب الدراسات المختلفة في دول العالم، وهذا الاختلاف ينبع من اختلاف المحكات والأدوات والأساليب المستخدمة فى التعرف على أفرادها، وينطبق ذلك بصورة واضحة على صعوبات التعلم، وبطيئي التعلم، ويبدو أن اختلاف المتخصصين في تحديد المفهوم يعتبر من أهم أسباب عدم تقدير نسبة انتشار هؤلاء الأطفال بدقة. (عبدالعزيز الشخصي، 2007: 80 -81).
وأشارت المؤشرات الحديثة حول نسبة انتشار صعوبات التعلم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا إن صعوبات التعلم تحتل 5% من عدد الأطفال، وتمثل نصف عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات خاصة، وتبين أن صعوبات القراءة حوالي 80% ممن يحتاج أيضًا إلى خدمات تعليمية خاصة، وأشار الدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض العقلية DSM -5tm إلى أن نسبة صعوبات التعلم تتراوح من 5 -15% من تلاميذ المدارس، وكذلك عبر لغات ومجتمعات وثقافات مختلفة، وفيما يتعلق بفئة بطيئي التعلم، لا يتم التعرف عليها أو الاعتراف بها رسميًّا؛ لأنها الفئة الحدية أو الهامشية، بين فئة التأخر العقلي وفئة المتوسط، ولأن الدرجة المعيارية تختلف في كثير من الدراسات ونسبة انتشارها هي 14,1 بالنسبة لعدد السكان.
(Birch, K. 2004, p.p 1-17 DSM5, 2013p.p 70)
أما في مصر، فلا توجد أية إحصاءات عامة ودقيقة، ولكن ما هو موجود عبارة عن أرقام ليست دقيقة، وهى تقديرات متباينة للباحثين (فرادى)، ولا يمكن الاعتماد على نتائجها، وهذا في حدود علم الباحثة؛ وذلك بسبب
عدم وجود أبحاث ذات طابع قومي ومؤسسي، فمعظمها أبحاث فردية؛
مثل دراسة مصطفى كامل (1988) التي أشارت إلى أن نسبة صعوبات القراءة بلغت (26%)، وفي الكتابة (28.4%)، بينما أوضحت دراسة أحمد عواد (1992) أن نسبة صعوبة التعلم في الحساب (46.2%)، كما أظهرت دراسة السيد عبد الحميد (1992) التي أجريت على بعض تلاميذ المرحلة الإعدادية أن نسبة انتشار صعوبات التعلم (57.4%)، أما نسبة انتشار بطيئي التعلم أشار عثمان لبيب (1992) أن الأطفال بطيئي التعلم يمثلون نسبة عالية تمثل 13.59% تصل إلى أكثر من 900.000 طفل من أطفال المرحلة الابتدائية التي يصل عددهم إلى حوالي 7 مليون طفل. (عثمان لبيب، 1992: 3)
ويتضح من هذه الإحصاءات السابقة أنه يوجد تزايد في انتشار صعوبات التعلم وبطيئي التعلم، وهذا مما اقتضى من الباحثين المتخصصين في مجال ذوي الاحتياجات ضرورة الاهتمام بدراسة طبيعة المشكلة، سواء من ناحية التشخيص أو العلاج، وهذا ما حدث بالفعل؛ حيث زادت الدراسات في مجال صعوبات التعلم في العقدين الآخرين، بينما لم يقابل ذلك زيادة في دراسات بطيئي التعلم. وقد تنوعت الدراسات في صعوبات التعلم، وخاصة العربية منها، مثل الدراسات التي اهتمت بعمل برامج، ومنها على سبيل المثال لا الحصر-في حدود علم الباحثة- دراسة سيد جارحي السيد (2009)، وعصام محمود ثابت (2010)، ومنى رفاعي صابر (2011)، ونحمده محمد حسن (2012)، ومروة سداوي مصطفى (2014).
وهناك بعض الدراسات الأخرى التي اهتمت بعلاقة الصعوبات بالمتغيرات الاجتماعية والنفسية والبيئية مثل: نرمين أحمد (2010)، وسالم محمد عبد القادر (2005)، وهند عصام زكي (2013)، وأيضًا ثَمة دراسات اهتمت بصعوبات النمائية، مثل: دراسة فاتن صلاح (1999)، وسوزان محمد أحمد (2012)، وغيرها.
وفي المقابل، توجد بعض الدراسات المهتمة ببطيئي التعلم، ولكن من الناحية التربوية، ومنها: محمد محمود محمد (1995)، وياسر محمد عبد الهادي الأكشر(2009)، ونوره عواد نوار العتبي (2012)، كما توجد بعض الدراسات التي اهتمت بالربط ما بين الصعوبات وبطيئي، وهي نادرة في حدود علم الباحثة، كما فى دراسة رضا سعيد السباعي أحمد (2013).
وعلى الرغم من الوظائف المتعددة لاستخدام الصفحة المعرفية لمقياس بينيه، والتي ستناقشها الباحثة في الإطار النظري، إلا إنه من الملاحظ أن العديد من تلك الدراسات لم تهتم ببحث الصفحة المعرفية باستخدام مقياس بينيه للذكاء الصورة الخامسة لدى عينة صعوبات التعلم وبطيئى التعلم، إلا دراسة واحدة في حدود علم الباحثة، وهي دراسة على الرشيدي 2011 بعنوان (دراسة مقارنة الصفحة النفسية لذوي صعوبات التعلم على مقياس بينيه؛ الإصدارين الرابع والخامس)، والمقياس من تقنين صفوت فرج، ولم تهتم الدراسات السابقة في حدود علم الباحثة بدراسة مقارنة للصفحة المعرفية باستخدام بينيه الصورة الخامسة بين عينة من بطيئي التعلم وصعوبات التعلم؛ ولذلك اهتمت الباحثة بإجراء دراسة مقارنة الصفحة المعرفية لمقياس ستانفورد بينيه للذكاء- الصورة الخامسة، بين عينة من الأطفال ذوي صعوبات التعلم وبين الأطفال بطيئي التعلم.


Other data

Title دراسة مقارنة للصفحة المعرفية لمقياس ستانفورد بينيه للذكاء الصورة الخامسة بين عينة من الأطفال ذوي صعوبات التعلم وبين الأطفال بطيئي التعلم
Other Titles "A Comparative Study of Cognitive Profile of Stanford-Binet Intelligence Scale (Fifth Edition) Between Learning Difficulties and Border Line Children"
Authors سامية عبد الرؤوف عبدالرحمن محمد رضوان
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G8724.pdf1.66 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 6 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.