المجتمعات المُسيًجة فى مصر (دراسة للمتغيرات الإيجابية والسلبية للاستيطان البشرى، مدينة الرحاب نموذجًا)

Abstract

تعد ظاهرة المجتمعات المسيجة من الظواهر الاجتماعية الآخذه فى النمو والتزايد ليس فقط فى دول العالم المتقدم فحسب، وإنما فى الدول النامية. شهد العقدان الماضيان تزايدا ملحوظا فى ظهور وانتشار المدن والمجتمعات المسيجة فى مصر والعديد من دول العالم الأخرى كنمط جديد للاستيطان البشرى وبيئة فيزيقية مستحدثة للسكنى. والمجتمعات والمدن المسيجة هى تلك المناطق السكنية التى يمكن أن توفر شعورا بالأمن لقاطنيها من خلال البوابات المؤمنة والأسوار العالية التى يرقبها حراس أمن على مدار الساعة، وحيث يحكم الولوج إلى هذه المناطق إجراءات وتعليمات خاصة وحيث يفرض سياسات خاصة لاستخدام الأراضى والفضاءات فيها، وتتاح منافع ومرافق وخدمات هذه المناطق حصريا لقاطنيها وزائريهم فقط فى حين تحجب عن العامة من الناس. 2. اشكالية الدراسة: تتمثل مشكلة الدراسة الراهنة فى محاولة فهم التأثيرات والعواقب التى أحدثها انتشار بيئة فيزيقية جديدة للسكن ونعنى بها المجتمعات المسيجة، بهدف التعرف على أثر هذه المجتمعات على قوة التماسك والعلاقات الاجتماعية داخلها، وعلى العلاقات بينها وبين ما يحيطها من مجتمعات محلية أخرى. بمعنى آخر التعرف على المتغيرات الإيجابية والسلبية الفاعلة والمؤثرة فى البناء الاجتماعى لهذا النمط الجديد للاستيطان البشرى. كما تحاول الدراسة التعرف على نمط وأسلوب الحياة الاجتماعية واليومية فى هذه المجتمعات، وطبيعة العلاقات الاجتماعية القائمة داخله، ومدى تماسكه، وإلى أى مدى تتحقق فى هذه التجمعات صفة المجتمع ومدى إحساس أعضائها بمعنى المجتمع ومفهومه. كما تسعى الدراسة إلى التعرف على الدوافع الكامنة التى تؤثر على قرار سكان مجتمع الدراسة فى التحصن داخله وإغلاق مجتمعهم عليهم، وهى تحاول أن تفسر لماذا يحرص الناس ويقررون الحياة فى مجتمع مسيج ( مثل مدينة الرحاب)؛ وذلك من خلال دراسة حالة لأحد هذه المجتمعات المسيجة فى القاهرة، وهو مجتمع مدينة الرحاب.