روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والشفاهية
محمد محمد سليمان ريحان;
Abstract
روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والشفاهية يعتبر التراث الشعبي في أي أمة ضمير الشعوب وذاكرتها والمعبر عن أحلامها وتطلعاتها. والسير الشعبية فن هام له خطره ومكانته بين التراث الشعبي. والسيرة الهلالية واحدة من أبرز السير الشعبية وأوسعها انتشارًا في العالم العربي. وقد حظيت سيرة بني هلال بعدد وافر من الدراسات التي تناولتها من زوايا مختلفة وبمناهج متعددة. منها ما اعتمد على الروايات المدونة للسيرة والمطبوعة طبعات عدة ومنها ما اتجه إلى دراستها ميدانيًا بجمع نصوصها من الوجهين البحري والقبلي ولاسيما في (أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والدلتا) وشرح مفرداتها والتعليق عليها.
ومن المعروف أن الكثير من الدراسات المتصلة بالسير الشعبية عمومًا تعتمد على نصوص مطبوعة أكثر من اعتمادها على نصوص شفاهية أو مجموعة ميدانيًا.
وكذلك السيرة الهلالية فعلى الرغم من أن الدراسات الأولى للسيرة الهلالية قد تنبهت إلى شفاهية السيرة لكنها لم تتجه لدراستها من الوجهة الشفاهية بل تعاملت مع السيرة بوصفها نص مكتوب ومن ثم اهتمت معظم دراسات السيرة الهلالية بالنصوص المكتوبة وغضت الطرف عن الروايات الشفاهية.
فقد حظيت دراسة النصوص المدونة بكثير من اهتمام الدارسين في حين لم تحظ الروايات الشفاهية بنفس الاهتمام.
هذا وقد ظلت الدراسات الكتابية تتعامل مع السيرة وأجزائها وكأنها (نص مكتوب) ومن هنا ظلت أسيرة دائرة البحوث الأدبية (الكتابية) بمداخلها المتنوعة.
وتعد الثقافة الشفوية مكونًا مهمًا، بل أساسيًا، في حياة الشعوب يحتاج لعناية وجهد حقيقيين لحمايته وحفظه من الضياع ومن ثم فإن الدراسات الشفاهية تمكننا من اقتراب أكثر من الواقع المعيش يمكننا من رؤية السيرة رؤية عينية وهي تمارس دورها في الثقافة الحية وهذه الرؤية الجديدة تمكننا من فحص واقعي لمكونات ظاهرة ثقافية بكل تداخلاتها وتشابكاتها في مجالات الإبداع الحي.
وبالرغم من انتباه بعض الدراسات إلى أن الهلالية لاتزال تروى (رواية شفوية) وتردد بين الناس فإنه مما يثير الدهشة أن هذا الانتباه لم يغير من منطلقات البحث واتجاهاته أو من المشكلات الناجمة عن النظرة (الكتابية) للسيرة ولم يزد الأمر في كثير من الأحوال عن مجرد الإشارة إلى شفاهية رواية السيرة وإلى أنها لاتزال تردد وتروى شفاهة ً.
وهذه الدراسة (روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والروايات الشفاهية) نشأت فكرتها من حقيقة مؤداها أن الأدب الشعبي يتناقل، في معظمه، عن طريق الرواية الشفوية؛ حيث يعتمد على المشافهة في نقله من فرد إلى فرد ومن إقليم إلى إقليم ومن عصر إلى عصر. ويعتمد في نقله الشفاهي على الـتنغيم الصوتي والحركة والإيقاع
ويبدو الاختلاف واضحًا بين المادتين الشفاهية والمدونة إزاء التحليل نظرًا لاختلاف الشـفاهي المنطوق عن الكتابي المدون فثمة فرق كبير بين أن تروي وأن تكتب إذ تتغير الحواس التي تتلقى العمل الفني. أن تسمع تختلف تمامًا عن أن ترى. اختلاف التلقي يفيد كثيرًا من تركيب العبارة وبنية الحدث. فالراوي حين يروي يوقع فتتحول كلماته إلى شعر أو نثر موقع والنثر الموقع قصير مسجوع فيه كثير من الترادف والإطناب والتكرار.
ومن المعروف أن الكثير من الدراسات المتصلة بالسير الشعبية عمومًا تعتمد على نصوص مطبوعة أكثر من اعتمادها على نصوص شفاهية أو مجموعة ميدانيًا.
وكذلك السيرة الهلالية فعلى الرغم من أن الدراسات الأولى للسيرة الهلالية قد تنبهت إلى شفاهية السيرة لكنها لم تتجه لدراستها من الوجهة الشفاهية بل تعاملت مع السيرة بوصفها نص مكتوب ومن ثم اهتمت معظم دراسات السيرة الهلالية بالنصوص المكتوبة وغضت الطرف عن الروايات الشفاهية.
فقد حظيت دراسة النصوص المدونة بكثير من اهتمام الدارسين في حين لم تحظ الروايات الشفاهية بنفس الاهتمام.
هذا وقد ظلت الدراسات الكتابية تتعامل مع السيرة وأجزائها وكأنها (نص مكتوب) ومن هنا ظلت أسيرة دائرة البحوث الأدبية (الكتابية) بمداخلها المتنوعة.
وتعد الثقافة الشفوية مكونًا مهمًا، بل أساسيًا، في حياة الشعوب يحتاج لعناية وجهد حقيقيين لحمايته وحفظه من الضياع ومن ثم فإن الدراسات الشفاهية تمكننا من اقتراب أكثر من الواقع المعيش يمكننا من رؤية السيرة رؤية عينية وهي تمارس دورها في الثقافة الحية وهذه الرؤية الجديدة تمكننا من فحص واقعي لمكونات ظاهرة ثقافية بكل تداخلاتها وتشابكاتها في مجالات الإبداع الحي.
وبالرغم من انتباه بعض الدراسات إلى أن الهلالية لاتزال تروى (رواية شفوية) وتردد بين الناس فإنه مما يثير الدهشة أن هذا الانتباه لم يغير من منطلقات البحث واتجاهاته أو من المشكلات الناجمة عن النظرة (الكتابية) للسيرة ولم يزد الأمر في كثير من الأحوال عن مجرد الإشارة إلى شفاهية رواية السيرة وإلى أنها لاتزال تردد وتروى شفاهة ً.
وهذه الدراسة (روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والروايات الشفاهية) نشأت فكرتها من حقيقة مؤداها أن الأدب الشعبي يتناقل، في معظمه، عن طريق الرواية الشفوية؛ حيث يعتمد على المشافهة في نقله من فرد إلى فرد ومن إقليم إلى إقليم ومن عصر إلى عصر. ويعتمد في نقله الشفاهي على الـتنغيم الصوتي والحركة والإيقاع
ويبدو الاختلاف واضحًا بين المادتين الشفاهية والمدونة إزاء التحليل نظرًا لاختلاف الشـفاهي المنطوق عن الكتابي المدون فثمة فرق كبير بين أن تروي وأن تكتب إذ تتغير الحواس التي تتلقى العمل الفني. أن تسمع تختلف تمامًا عن أن ترى. اختلاف التلقي يفيد كثيرًا من تركيب العبارة وبنية الحدث. فالراوي حين يروي يوقع فتتحول كلماته إلى شعر أو نثر موقع والنثر الموقع قصير مسجوع فيه كثير من الترادف والإطناب والتكرار.
Other data
| Title | روايات السيرة الهلالية بين النصوص المدونة والشفاهية | Other Titles | Al-Sirah Al-Hilaliyyah Novels between Written and Oral Texts | Authors | محمد محمد سليمان ريحان | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.