مفهوم الحقيقة عند جون لوك

Abstract

موضوع الرسالة (مفهوم الحقيقة عند جون لوك) وتشتمل على مقدمةوأربعة فصول وخاتمة, وتكمن إشكالية البحث في التناقض بين النظر إلى الحقيقة باعتبارها مطلقة وبين قدرات الإنسانالمعرفية النسبية. فالنظر إلى الحقيقة كمطلق أفضت إلى الحروب الدينية بين البروتستانت والكاثوليك في أوروبا واستغرقت تاريخيًا ما يزيد عن الثلاثين عامًا, ومن ثم كان الواقع الأوروبي مأزومًا ويقتضي حلًا, والحل يقتضي رؤية نظرية, وتحديد أبعاد هذه الرؤية يتطلب تصورًا أو افتراضًا لحل هذه الإشكالية أي لتجاوز التناقض بين الحقيقة باعتبارها مطلقة وبين معرفة الإنسان النسبية. والمجاوزة, عند لوك,على نحوين: الأول هو نقد نظريةالمعرفة الفطرية كأساس للحقيقة. والنحو الثاني بناء تصورجديد للمعرفة, فحواه أن الإحساس هو الأساس الموضوعي لكل معرفة إنسانيةمما لزممن ذلك فهم جديد للحقيقة.والحقيقة, عند لوك, ليست بمعزل عن قدراتالعقل المعرفية من حس وحدس وبرهان,كما أنها مرهونة بالعالم الخارجي المحسوس.وعليه, أقر لوك بأن كل ما ينتهي إليه الإنسان من حقائق هو حقائق إنسانية في إطار قدراتنا المعرفية, وإدعاء اقتناص الحقيقة المطلقة ليس في إمكان العقل الإنساني أو ملكاتنا الطبيعية. وقد تم تناول موضوع الرسالة في إطار مجموعة من القضايا الفرعية وهي: الإحساس, والأفكار وطبيعتها, والمعرفة والحقيقة, وأخيرًا الحقيقة وفهم الدين,ومن ثم كانت فصول الرسالة محاولة لتقديم الإجابة عن التساؤلات التي تدور في عقل القارئ: هل الحقيقة فطرية أم عقلية؟ هل الحقيقة معرفية أم إيمانية؟هل الحقيقة مطلقة أم نسبية؟. وقد أُستخدم كلًا من المنهج التحليلي النقديلاستخلاص رؤية جون لوك في تناوله لمسألة الحقيقة, والمنهج التاريخي المقارن لبيان الظروف التاريخية لنصوص لوك من أجل الكشف عما إذا كان فكر لوك قد طرأ عليه تطور أم لا, مع بيان المصادر التي استمد منها عناصر رؤيته للحقيقة.