" تاريخ البعثات الأثرية في ليبيا في الفترة من 1911 حتى 1951م"
وداد الجوّادي الطيب الهنقاري;
Abstract
حرصت إيطاليا بعد تحقيق وحدتها في منتصف القرن التاسع عشر على خوض مجال الاستعمار أسوة بالدول الكبرى آنذاك، وتطلعت إلى أن يكون لها موطئ قدم في الشمال الإفريقي، فوجهت نظرها نحو ليبيا آخر أملاك الدولة العثمانية في الشمال الإفريقي، ساعدها في ذلك ضعف الدولة العثمانية, وعقدها الاتفاقات مع الدول الأوربية لضمان حيادها، وبالفعل تُوجت مخططات إيطاليا باحتلالها ليبيا سنة 1911م، فأنهت بذلك سيطرة العثمانيين التي دامت قرابة الأربعة قرون لتبدأ مرحلة جديدة.
وقد استعان الإيطاليون بالتاريخ لتحقيق مآربهم وإحكام سيطرتهم على البلاد، وذلك باعتبار أن ليبيا كانت في فترة من الفترات تحت السيطرة الرومانية، وبالتالي اعتبر الإيطاليون أن لهم الحق في استعادة أرض أجدادهم الرومان، متناسين أن هذه البلاد مرت خلال فترات تاريخها الطويل بمراحل استعمارية مختلفة.
وكان تركيز الإيطاليين على الجانب الأثري في ليبيا مستوحى من فكرة إحياء أمجاد الإمبراطورية الرومانية، وإظهار مآثر الرومان في هذه البلاد على حساب الحضارات والآثار الأخرى حتى لَيُخَيَّلُ إلى الزائر للبلاد أنها بالفعل أرض رومانية، ومن هنا كان اهتمام الإيطاليين بالآثار في ليبيا مسيّساً أكثر منه حباً في العلم أو الاستطلاع الأثري وحماية المدن الأثرية، وليس هذا بِسِرٍّ بل صرح به أغلب الساسة والقادة الإيطاليين، فلا تخلو خطابتهم وكتابتهم من إشادة بأجدادهم الرومان، وأن عليهم السير على خطاهم .
وقد نتج عن هذه السياسة إحياء المدن الرومانية من مرقدها, فبعد أن كانت مدفونة تحت الرمال أمثال مدينتي صبراتة ولبدة قام الإيطاليون بترميمها وإعادة تركيب المباني العامة فيها، فالذي فعله الإيطاليون في مجال الآثار بليبيا لم يفعله العثمانيون قبلهم ولا الإنجليز بعدهم، إلا أن هذا لم يمنع من وجود سلبيات خطيرة قام بها الإيطاليون, منها استغلال المباني الأثرية لأغراض عسكرية ومدنية، وكانت الحرب العالمية الثانية أكبر كارثة سواء على الإنسان أو على الآثار في ليبيا؛ فأثناء الحرب استبيحت المواقع والمدن الأثرية
وقد استعان الإيطاليون بالتاريخ لتحقيق مآربهم وإحكام سيطرتهم على البلاد، وذلك باعتبار أن ليبيا كانت في فترة من الفترات تحت السيطرة الرومانية، وبالتالي اعتبر الإيطاليون أن لهم الحق في استعادة أرض أجدادهم الرومان، متناسين أن هذه البلاد مرت خلال فترات تاريخها الطويل بمراحل استعمارية مختلفة.
وكان تركيز الإيطاليين على الجانب الأثري في ليبيا مستوحى من فكرة إحياء أمجاد الإمبراطورية الرومانية، وإظهار مآثر الرومان في هذه البلاد على حساب الحضارات والآثار الأخرى حتى لَيُخَيَّلُ إلى الزائر للبلاد أنها بالفعل أرض رومانية، ومن هنا كان اهتمام الإيطاليين بالآثار في ليبيا مسيّساً أكثر منه حباً في العلم أو الاستطلاع الأثري وحماية المدن الأثرية، وليس هذا بِسِرٍّ بل صرح به أغلب الساسة والقادة الإيطاليين، فلا تخلو خطابتهم وكتابتهم من إشادة بأجدادهم الرومان، وأن عليهم السير على خطاهم .
وقد نتج عن هذه السياسة إحياء المدن الرومانية من مرقدها, فبعد أن كانت مدفونة تحت الرمال أمثال مدينتي صبراتة ولبدة قام الإيطاليون بترميمها وإعادة تركيب المباني العامة فيها، فالذي فعله الإيطاليون في مجال الآثار بليبيا لم يفعله العثمانيون قبلهم ولا الإنجليز بعدهم، إلا أن هذا لم يمنع من وجود سلبيات خطيرة قام بها الإيطاليون, منها استغلال المباني الأثرية لأغراض عسكرية ومدنية، وكانت الحرب العالمية الثانية أكبر كارثة سواء على الإنسان أو على الآثار في ليبيا؛ فأثناء الحرب استبيحت المواقع والمدن الأثرية
Other data
| Title | " تاريخ البعثات الأثرية في ليبيا في الفترة من 1911 حتى 1951م" | Authors | وداد الجوّادي الطيب الهنقاري | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.