تمكين معلمي مرحلة التعليم الثانوي بمصر على ضوء القيادة التحويلية " تصور مستقبلي"

سناء محمد محمد لطفي;

Abstract


مقدمة
يشهد القرن الحادي والعشرين العديد من التطورات المتسارعة والتغيرات المتلاحقة نتيجة الانفجار المعرفي وثورة المعلومات والاتصالات مما جعل المؤسسات تواجه العديد من التحديات والصعوبات في كيفية مواكبتها وطريقة التكيف معها وهذا فرض على المؤسسات – من بينها المؤسسات التعليمية – إيجاد طرق حديثة إبداعية، من أجل ذلك فقد اهتم علم الإدارة بالأفراد العاملين في المؤسسة، باعتبارهم الدعامة الرئيسة داخل المؤسسة وقدرتها التنافسية، وذلك من خلال تطبيق أحدث أساليب إدارة الموارد البشرية التي تعمل على رفع مستوى أداء العاملين ومن هذه الأساليب الحديثة أسلوب (تمكين العاملين) فهو يقوم على مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات ومنحهم السلطة والنفوذ والقوة وتحمل المسؤولية في القرارات التي يتخذونها أو يشاركون في اتخاذها مع الإدارة العليا.
وتمكين العاملين هو الصيحة التي تتردد مؤخرا في مجال تطور الفكر الإداري، وفي هذا السياق يأتي أسلوب تمكين العاملين – ومن بينها يمكن المعلمين - ذا صلة باتجاهات التطوير السائدة والمتعلقة بتنمية الجانب الإنساني داخل المؤسسة، ولا يتوقف نجاح المؤسسة التربوية وخاصة المدرسة على وضوح الرؤية بالنسبة لفلسفة التعليم وأهدافه، أو على تطوير مناهجه وأساليبه، وتوفير أفضل الإمكانات المادية له من مبان وتجهيزات وموارد مالية أو على حسن إعداد وتدريب معلميه، وإنما يتوقف أيضا على توفير قيادات واعية لإدارة قادرة على التخطيط السليم، ولقد ظهرت أنماط جديدة للقيادة، ومنها: نمط القيادة التحويلية، ويقوم هذا النمط على أساس وجود علاقة مشتركة لكل من القادة والمرؤوسين.
والقيادة التحويلية أحد الأساليب الإدارية الملائمة لقيادة عمليات التغيير في المؤسسات، لذلك فهي تعرف بأنها زيادة قدرة المؤسسة على التحسين المستمر عن طريق الاهتمام بتنمية العاملين، وتتميز القيادة التحويلية باتباع أساليب وسلوكيات تشجع على تمكين العاملين كتفويض بعض السلطات، وتعزيز قدرات المرؤوسين على التفكير بمفردهم، وتشجيعهم لطرح أفكار جديدة وإبداعية، والقائد التحويلي يعمل على تمكين المعلمين لمساعدتهم على تحويل رؤيتهم إلى واقع، ونظرا لأن الحياة تغيرت وظهرت متغيرات كثيرة في جوانب مختلفة شكلت ضغوطا كبيرة على العاملين وعلى المؤسسات التي يعملون فيها، فقد برزت الحاجة إلى القيادة التحويلية حيث أصبح من الصعوبة التنبؤ بالمتغيرات، حيث إن مفهوم التمكين لم يظهر بشكل مفاجئ، وإنما نتيجة تراكمات فكرية وتطويرية عبر ما يزيد عن مائة عام من التطور في الفكر الإداري بمفاهيمه المختلفة بشكل عام، خاصة بعد الاهتمام بالجوانب الإنسانية من خلال النظريات السلوكية للإدارة، ويعتبر تمكين المعلم بنية متعددة الأبعاد ويرتبط بكثير من النواتج الإيجابية في بيئات العمل المدرسي، وتبذل وزارة التربية والتعليم في مصر جهودا كبيرة لتطبيق اللامركزية وتحقيق الاتجاه نحو الإدارة الذاتية للمدارس، كما حرصت وزارة التربية والتعليم على تدريب المعلمين والقيادات المدرسية على جميع المستويات على النظام المطور، وتبنت سياسة تدعيم البنية المؤسسية وبناء القدرة على تطبيق اللامركزية وذلك بوضع حزمة تحفيزية تضمن الاستمرار والتنمية المهنية لكوادر التعليم الثانوي.
مشكلة الدراسة وأسئلتها
سعت الدراسة للإجابة عن الأسئلة التالية:
1 – ما الأسس النظرية لتمكين المعلمين في المدارس الثانوية ؟
2 – ما الأطر النظرية للقيادة التحويلية في الفكر الإداري المعاصر؟
3 – ما ملامح تمكين معلمي مرحلة التعليم الثانوي في مصر على ضوء ممارسات القياة التحويلية؟
4 – ما آراء بعض خبراء التربية حول ممارسات القيادة التحويلية لأبعاد التمكين معلمي التعليم الثانوي في مصر؟
5 – ما التصور المستقبلي لتمكين معلمي مرحلة التعليم الثانوي في مصر على ضوء القيادة التحويلية؟
أهداف الدراسـة
هدفت الدراسة إلى ما يلي:
1 – تعرف الأسس النظرية لتمكين المعلمين في المدارس التحويلية.
2 – القاء الضوء على الأطر النظرية للقيادة التحويلية في الفكر الإداري المعاصر.
3 – الوقوف على ملامح تمكين معلمي مرحلة التعليم الثانوي في مصر على ضوء ممارسات القيادية التحويلية.
4 – التوصل لآراء خبراء التربية حول ممارسات القيادة التحويلية لأبعاد التمكين لمعلمي مرحلة التعليم الثانوي بمصر.
5 – تقديم تصور مستقبلي لتمكين معلمي مرحلة التعليم الثانوي في مصر على ضوء القيادة التحويلية.
أهمية الدراسة
تتضح أهمية الدراسة على النحو التالي:
1 – قد تفيد الدراسة المعلمين من حيث أهمية تمكين المعلمين في مدارسهم على ضوء القيادة التحويلية.
2 – قد يستفيد من نتائج الدراسة القائمين على تطوير وتمكين معلمي المرحلة الثانوية لنجاح العملية التعليمية.
3 – قد تساعد الدراسة واضعي السياسات ومتخذي القرارات بوزارة التربية والتعليم في إلقاء الضوء على أهمية الموارد البشرية كأصول استراتيجية للمؤسسات التعليمية وأهمية تمكين المعلمين في مدارسهم.
4 – قد تساعد الدراسة مديري المدارس في تعرفهم على استخدام أسلوب جديد من أساليب القيادة وهو القيادة التحويلية ودعم هؤلاء القادة لتغيير أنماطهم القيادية كخطوة أساسية لتمكين المعلمين.
5 – من المأمول أن توضح الدراسة أبعاد القيادة التحويلية وعلاقتها بتمكين معلمي المرحلة الثانوية في مصر.


Other data

Title تمكين معلمي مرحلة التعليم الثانوي بمصر على ضوء القيادة التحويلية " تصور مستقبلي"
Other Titles Empowerment of Secondary Schools Teachers in Egypt in the light of Transformational Leadership (A Future Overview(
Authors سناء محمد محمد لطفي
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G13375.pdf1.57 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 9 in Shams Scholar
downloads 5 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.