أثر برنامج تدريبى لإدارة الانفعالات فى خفض بعض المُشكلات السلوكية لدى الأطفال المُعَاَقين عقلياً القابلين للتعليم.

أميرة محمد محمد أحمد خليل;

Abstract


مقدمـة:
يُعد الأطفال المعاقين عقلياً أكثر عرضة للاضطرابات الانفعالية من العاديين، حيث أن نسبة الاضطرابات الانفعالية عند المعاقين عقلياً أربعة أضعاف النسبة عند العاديين. ويرجع ذلك إلى الضغوط النفسية والاجتماعية التى يتعرضون لها بسبب سوء المعاملة والإهمال. ويعانى معظم الأطفال المعاقين عقلياً من اضطرابات انفعالية واضحة، فتجدهم سريعى الانفعال، وتبدو انفعالاتهم فى صورة صراخ وعويل وبكاء، وتظهر بوضوح على وجوهم وسائر أجزاء جسمهم، إذ لا يستطيعون مراقبة انفعالاتهم، فهم سهلوا الاستثارة، سريعى الاستجابة يميلون إلى سلوكيات عدوانية، ويخافون من الحيوانات، والظلام والأماكن المغلقة. كما يعانون من سوء التوافق وعدم الاستقرار الانفعالى، وسرعة التأثر وبطء الانفعالات وغرابتها فى بعض الأحيان. ويتصف المعوَّق عقلياً بعدم القدرة على ضبط انفعالاته، فهو يتصف فى معظم الأحيان: بالبلادة، وعدم الاكتراث، وعدم التحكم فى انفعالاته، والانفجار التلقائى.
وتكمن خطورة عدم قدرة الأطفال المعاقين عقلياً على إدارة الغضب والخوف فى أنه يُقلل من الاستفادة من فرص التعلم المتاحة فى المدرسة والمنزل، كما ترجع خطورته في عدم قدرة هؤلاء الأطفال على إدارة الغضب والخوف إلى أنه أحد المظاهر الرئيسية لصعوبة التفاعل مع الأقران، فالقلق الاجتماعى والمخاوف تعوقان ذلك، حيث يؤدى القلق والتوتر الذى يتعرض له الطفل المعاق عقلياً، والذى يرجع إلى إحساسه بالفشل وتدنى مفهوم الذات- إلى عدم القدرة على التعبير الانفعالى وعدم القدرة على إدارة انفعالاته.
وتعتبر الاستراتيجيات العلاجية السلوكية ذات أهمية كبيرة في تدريب الأطفال المعاقين عقلياً على إدارة الغصب والخوف، فعن طريق البرنامج التدريبى الذى تستخدم فيه أساليب تعديل السلوك، أمكن تمية قدرة هؤلاء الأطفال على إدارة الغضب والخوف مما خفض العدوان والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى لديهم.
مشكلة الدراسة:
بدأ إحساس الباحثة بمشكلة الدراسة الحالية أثناء التدريب الميداني فى الدبلوم العام للتربية الخاصة، فقد لاحظت انتشار مظاهر عدم القدرة على إدارة الانفعالات لدى الأطفال المعاقين عقلياً، وخصوصاً انفعالات الغضب والخوف، وتمثل ذلك فى عدم القدرة على: التعرُّف على الانفعالات، الضبط الذاتى للانفعالات، تغيير الانفعالات. وظهر ذلك من خلال شيوع عدم الثبات الانفعالى لدى الأطفال المعاقين عقلياً، من خلال التقلب المزاجى الحاد، فهذه الفئة تثور وتغضب لأتفه الأسباب، وتنتابها نوبات هياج يصعب السيطرة عليها، مما يؤدى إلى زيادة القلق الاجتماعى لديها، كما يميلون إلى الخوف الذى يؤدى إلى الانسحاب والتردد والسلوك التكرارى والانطواء، وقد تميل إلى العدوان، بالإضافة إلى أنها تعانى من قُصور فى القدرة على ضبط انفعالاتها، مما يستدعي ضرورة التدخل العلاجي، فعدم قدرة هؤلاء الأطفال على إدارة انفعالاتهم ترجع فى أصولها إلى عوامل بيئية تشمل المدرسة والمنزل، ومن هنا تنبع أهمية إعداد برنامج تدريبى للأطفال المعاقين عقلياً لتدريبهم على إدارة انفعالات الغضب والخوف، مما يساعد على خفض مستوى السلوك العدوانى والانسحاب الاجتماعى والقلق الاجتماعى لديهم، وبذلك يمكن صياغة مشكلة الدراسة فى التساؤلات الآتية:
* ما أثر البرنامج التدريبى لإدارة الانفعالات في خفض المشكلات السلوكية لدى الأطفال المعاقين عقلياً؟ من هذا السؤال الرئيسى تتفرع عدة أسئلة هى:
1- ما الفروق بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على إدارة الانفعالات(الغضب والخوف) للمجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي؟
2- ما الفروق بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على خفض بعض المشكلات السلوكية(السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى) للمجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي؟
3- ما الفروق بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على إدارة الانفعالات(الغضب والخوف) للمجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي؟
4- ما الفروق بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على خفض بعض المشكلات السلوكية(السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى) للمجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي؟
5- ما الفروق بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على إدارة الانفعالات(الغضب والخوف) للمجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي؟
6- ما الفروق بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على خفض بعض المشكلات السلوكية(السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى) للمجموعة التجريبية في القياسين البعدى والتتبعى؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى:
1- الكشف عن أثر تدريب الأطفال المعاقين عقلياً على إدارة انفعالات الغضب والخوف باستخدام بعض الاستراتيجيات التدريبية من خلال النظرية السلوكية.
2- الكشف عن أثر البرنامج فى تدريب الأطفال المعاقين عقلياً على إدارة انفعالات الغضب والخوف.
3- التعرف على أثر تدريب الأطفال المعاقين عقلياً على إدارة انفعالات الغضب والخوف فى خفض السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى لديهم.
أهمية الدراسة:
تنبُع أهمية الدراسة الحالية فيما يلى:
1- هذه الدراسة لا تتوقف عند مجرد رصد وإبراز المشكلة بل تتبنى منهج تدخلى لعلاج هذه المشكلة، فهى تُصنف ضمن البرامج التدخلية للمعاقين عقلياً، والتى تساعد على تأهيلهم للحياة العامة ومن ثم دمجهم فى المجتمع، من خلال التغلب على المشكلات الانفعالية.
2- تكمن أهمية هذه الدراسة من تناولها لفئة الإعاقة العقلية البسيطة، والتى تمثل أكثر من 80% من المعاقين عقلياً، بالإضافة إلى أنها أكثر فئاتها استجابة للتدخل، فهى تعانى من مشكلات انفعالية شديدة تعوق دمجهم فى المجتمع.
3 - تسهم هذه الدراسة فى إثراء التراث السيكولوجى المتعلق بالإعاقة العقلية، من خلال توفير أداة لقياس إدارة الغضب وأداة لقياس إدارة الخوف لدى الأطفال ذوى الإعاقة العقلية البسيطة.
4 - تُقدم هذه الدراسة نموذجاً تطبيقياً لبرنامج تدريبى يقوم على أساس سلوكى، يشتمل على استراتيجيات تدريبية للتدريب على إدارة الغضب وإدارة الخوف لخفض السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى لدى الأطفال المعاقين عقلياً، حيث يؤدى عدم القدرة على إدارة انفعال الغضب والخوف إلى مشكلات سلوكية منها: السلوك العدوانى، والقلق الاجتماعى، والانسحاب الاجتماعى وقصور فى التفاعل الاجتماعى وقصور فى المهارات الاجتماعية، بما ينعكس سلباً على توافقهم النفسى.
فروض الدراسة:
صاغت الباحثة الفروض التالية لتكون بمثابة إجابات محتملة لتساؤلات مشكلة الدراسة.
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على إدارة الانفعالات(الغضب والخوف) للمجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على خفض بعض المشكلات السلوكية(السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى) للمجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على إدارة الانفعالات(الغضب والخوف) للمجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي.
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على خفض بعض المشكلات السلوكية(السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى) للمجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي.
5- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على إدارة الانفعالات(الغضب والخوف) للمجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي.
6- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب الدرجات الدالة على خفض بعض المشكلات السلوكية(السلوك العدوانى والقلق الاجتماعى والانسحاب الاجتماعى) للمجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي.


Other data

Title أثر برنامج تدريبى لإدارة الانفعالات فى خفض بعض المُشكلات السلوكية لدى الأطفال المُعَاَقين عقلياً القابلين للتعليم.
Other Titles EFFECT TRAINING PROGRAM OF EMOTIONAL’S CONTROL TO DECREASE SOME BEHAVIORAL PROBLEMS FOR MENTALLY HANDICAPPED CHILDREN
Authors أميرة محمد محمد أحمد خليل
Issue Date 2014

Attached Files

File SizeFormat
R9916.pdf2.56 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 9 in Shams Scholar
downloads 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.