منشآت العُبّاد في منطقة المقطم دراسة آثرية حضارية

Abstract

تعكس العمارة واقعاً اجتماعياً تصوغه المعتقدات الدينية والقيم والأعراف ولا يمكن تفسير العمارة إلا بفهم المجتمع والبيئة التي توجد بها والوظيفة التي تؤديها، فهي ليست مجرد فن البناء أوهندسة إقامة المباني، ويكثر عادةً في مراحل الاضطراب الحضاري مدعو الكرامات أفراداً وجماعات وذلك للتعويض عن الواقع التاريخي المؤلم ونتيجة للركود العقلي والإنتاجي. وبحكم تأصل الاعتقاد بالخرافات تستمر الكرامة وتبقي حية، وتتراوح بين إحياء الموتى والتكلم معهم إلى طي الزمان والمكان، تلك الكرامات أو بالأحرى الخرافات لم ينسبها الأولياء الصالحون لأنفسهم بل خلقها المنتفعون بها فقد كان أبو الحسن الشاذلي يقول من سوء الظن بالله أن تستنصر بغير الله ومن الشرك بالله اتخاذ الأولياء والشفعاء دونه. وقد اخترت البحث في موضوع " منشآت العُباد في منطقة المقطم دراسة آثرية حضارية " نظراً لأنه لم ينل من الدراسة ما يوازي قيمتة المعمارية ، فلم تتناول الأبحاث الآثارية هذا النوع من المنشآت، أوتتعرض للمنطقة موضوع الدراسة والتي تمثل جزءً من سفح الجبل المقطم وخاصة ما بها من آثار مندثرة ، فقد اهتمت تلك الأبحاث بدراسة بعض المنشآت المعمارية الباقية بالقرافة وهذا ما حفزني علي القيام بدراسته. تمتد المنطقة التي تم تحديدها لإجراء الدراسة من قلعة محمد علي شمالاً حتى ضريح العز بن عبد السلام جنوباً ومن جبل المقطم شرقاً إلى طريق الأتوستراد غرباً. وبعد جمع المادة العلمية والدراسات الميدانية وجدنا أن المنطقة تمتد تاريخياً من الفتح العربي حيث قبور الشهداء كأثر مندثر إلى العصر الحديث حيث مدفن الأمير إبراهيم جمال الدين 1305هـ/ 1888م كأثر قائم، وقد وجدنا نوعيات من المباني تختلف تسميتها مع تصنيفها المعماري وقد التزمنا بالتسميات الواردة في فهرس الآثار الإسلامية. -أهداف الدراسة يهدف البحث إلي عمل مسح آثري للمنطقة موضوع الدراسة ، وحصر لمنشآتها الباقي منها والمندثر وعمل تصنيف معماري لهذة المنشآت ،ودراسة المندثر منها من خلال المصادر التاريخية مع محاولة تأريخها وترجمة أصحابها ومنشئيها وتحديد أماكنها وتوقيع ذلك علي خريطة الآثار وكذلك دراسة الآثار القائمة دراسة وصفية وتحديد عناصرها المعمارية القائمة والمفقودة ، وعمل المساقط والرسومات الهندسية الخاصة ببعضها وتوقيع الغير الموقع منها علي خريطة الآثار وكذلك توقيع كل نمط من هذة المنشآت علي خرائط المساحة وجول ايرث ، وعمل خريطتين مجمعتين منهما تشمل جميع آثار المنطقة موضوع الدراسة ، كما يهدف البحث إلي دراسة حياة العُباد في مصر علي مر العصور مع إلقاء الضوء علي الوجة الحقيقي لهؤلاء العُباد وإبراز حياة الزهد التي أثروها ومحاولة ربط مدي تطورها وإنعكاس ذلك علي عدد المنشآت التابعة لكل عصر في المنطقة موضوع الدراسة ،كما يهدف البحث إلي دراسة تخطيط المنشآت مع توضيح أنماطها ودراسة العوامل المؤثرة في تخطيطها كآداب الزيارة وقواعد الدفن الإسلامية والموقع وطبغرافية المنطقة، وكذلك دراسة آثر الفكر الصوفي وما نتج عنه من عناصر معمارية جديدة أضيفت للتخطيط ، كما نهدف إلي دراسة رمزية الزخارف الموجودة علي منشآت المنطقة الموضوع الدراسة .