دور الوسائل التكنولوجية الحديثة في تنمية القدرات العقلية لدي تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي (دراسة مقارنة لعينة من بيئات متباينة)

Abstract

يزداد الطلب يوماً بعد يوم في جميع النظم التعليمية المنتشرة في مختلف أرجاء العالم على استخدام التقنيات الجديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعليم الطلبة المعرفة والمهارات التي يحتاجونها في القرن الحادي والعشرين، وقدم التقرير الدولي للتعليم الصادر عن هيئة اليونسكو 1998م وصفاً للتأثيرات الجوهرية التي يمكن أن تلعبها التكنولوجيا في تطوير أساليب التعليم والتدريس التقليدية، بل استطاع هذا التقرير أن يتنبأ بحدوث تحول في عملية التعليم أو التدريس والتعلم وكذلك في أسلوب وصول كل من المدرسين والدارسين للمعرفة والمعلومات وللاستفادة من إمكانيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة في مجال تطوير التعليم. وقد أتاحت الدولة الفرصة للمعلمين والطلبة للوصول إلى الأدوات الرقمية والتكنولوجية والإنترنت للاستفادة منها في الفصول والمدارس والمعاهد التابعة لوزارة التربية والتعليم في المدارس الحكومية والخاصة، وتوافر لكل من الدارسين والمعلمين على حد سواء محتوى على درجة عالية من الجودة والوضوح اللازمين لاستخدام الأدوات والمصادر الرقمية الجديدة من أجل مساعدة جميع الطلبة في تحقيق معايير أكاديمية عالية. فلذلك نجد بأن التكنولوجيا أحدثت تغييرات عديدة في جميع نواحي الحياة فالطلبة يجب أن يتعلموا كي يتدرجوا عبر الآفاق المعلوماتية الواسعة ويكتسبوا القدرة على تحليل واتخاذ القرارات ويلموا بالمجالات المعرفية الجديدة التي بدأت تظهر في المجتمع التكنولوجي المتطور. وسوف تسلط الدراسة الراهنة الضوء على دور الوسائل التكنولوجية الحديثة في تنمية القدرات العقلية لدى تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي "دراسة مقارنة لبيئات متباينة" وتخص الباحثة بالدراسة الحاسب الآلي التعليمي بصفته من الوسائل التكنولوجية الحديثة المستخدمة في المدارس كمنهج دراسي وكوسيلة تعليمية تكنولوجية حديثة. ومما لاشك فيه بأن التقدم العلمي والتكنولوجي هو رهن بالتقدم الفكري وليس المعرفي، والتقدم الفكري هو حصيلة لأعمال العقل والتنور بما يؤدي إلى الإبداع والابتكار وحسن التدبير، فالتفكير لا ينمو دون مقدمات وعلينا نحن كمربين أن نراعي المتعلم ونساعده في اكتسابه للمعارف والمهارات والمعلومات التي تشكل له الخلفية العلمية اللازمة بطريقة تجعله يبحث ويدقق ويتمحص في سبيل تشغيل قدراته العقلية، فبدل أن يكون منفعلاً ومتلقياً سلبياً للمعلومات يجب أن يكون فاعلاً نشطاً إيجابياً ومؤثراً في العملية التربوية وذلك عن طريق استخدام الحاسوب لتنفيذ أهداف محددة للتفكير ضمن الأهداف التعليمية مع تحديد نشاطات تعليمية لتنفيذها ولذلك شرطان لتنمية القدرات العقلية: 1- تقديم نشاطات لإثارة وتحفيز وتحدي الطلبة، وتنمى تلك البرامج قدرات الطلبة بعدة أشكال:  إضافة النصوص- الصور- لقطات الفيديو- المؤثرات الصوتية والحركية لإضفاء الواقعية على العملية التعليمية.  ممارسة مهارات التفكير التي تساعد الطلبة على التفكير بطريقة جديدة. 2- أهمية التعلم بواسطة الحاسب الآلي: إن التعلم الإلكتروني وسيلة فعالة وذات أثر إيجابي في تنمية مهارات الطلاب وهى من المهارات الأساسية لربط العلوم النظرية بتطبيقاتها العملية، وتطوير مهارات استنباط الحلول، وربط النماذج الذهنية بالعالم الحقيقي واستكشاف المفاهيم والمبادئ في العلوم والرياضيات عن طريق التفاعل معها لتنمية قدراتهم العقلية ولفتح أبواب لاكتساب خبرات جديدة أو تطوير فكرة ما وتوظيفها والاستفادة منها.