العجم ودورهم في الجيش العباسي إبان العصر العباسي الأول (132- 232هـ / 749 - 846م)

Abstract

اقتضت الدراسة تقسيم خطة البحث إلى تمهيد وأربعة فصول وملاحق، فضلا عن المقدمة والخاتمة، اشتملت المقدمة الحديث عن أهمية الدراسة والأسباب الذاتية لاختيار الموضوع وتعريف بفصول الدراسة، وما واجهتنا من الصعوبات فضلا عن التعريف ببعض المصادر والمراجع، كما عرفنا فيها بطبيعة الموضوع و جدته وتداخله وتعدد مسالكه. وتناول الفصل التمهيدي علاقة العرب بالفرس قبيل ظهور الدولة (العباسية)، والذي تحدثت فيه عن دور الفرس في قيام الدعوة العباسية واستعانة العباسيين بهم في قيام دولتهم. وجاء الفصل الأول تحت عنوان "عناصر الجيش في العصر العباسي الأول"، واشتمل على أربعة عناصر تناول العنصر الأول: العرب، والعنصر الثاني: الفرس، والثالث: الترك، والرابع: تحدث عن عناصر أخرى. وخصص الفصل الثاني لبحث تأثير العجم على الجيش، حيث قسم إلى أربعة عناصر، تعرض العنصر الأول: إلى الأسلحة وأنواعها، وجاء العنصر الثاني بعنوان: التكتيكات العسكرية والاستراتيجية في المعارك التي كان لها دور كبير في انتصار جيوش العباسيين في الكثير من المعارك على أعدائهم، أما العنصر الثالث: فكان الحديث فيه عن الأزياء العسكرية، والتي كانت المعلومات عنها في هذا المبحث قليلة؛ لأن الأزياء العسكرية العربية الإسلامية بشكل عام والعباسية بشكل خاص لم تحظ بعناية الباحثين والدارسين، مثلما حظيت به الموضوعات الأخرى، والذين كتبوا فيها تناولوها من الناحية التاريخية، أما الجانب الأثري فيكاد يكون غائبا عن هذه الدراسات، أما العنصر الرابع فتمحور حول ثقافة الجنود العجم ومدى تأثيرها في ثقافة الجند العربي، لا سيما الجنود الفرس المتأثرين بالثقافة الفارسية، عكس الجند الأتراك الذين ذكرتهم أغلب المصادر على أنهم كانوا (بدوًا عجًما)، وتبين أنهم لا يميلون إلى الزراعة أو الصناعة، فهم أصحاب عمد وسكان فياف وأرباب قوانين. أما الفصل الثالث الذي اشتمل على ستة عناصر، خصصت لبحث أهم القادة العجم في الجيش في العصر العباسي الأول ودراستهم، والدور الكبير الذي لعبوه في الجيش، وعن مكانتهم التي وصلوا إليها عند الخلفاء العباسيين وتوليهم المناصب ومنحهم الهبات والعطايا، ومنهم؛ أبو مسلم الخراساني، الفضل بن يحيى، طاهر بن الحسين، والأفشين وإيتاخ وأشناس. وتابعت في الفصل الرابع النظم المالية للجيش العباسي، وقد تضمن هذا الفصل أربعة عناصر، اهتم العنصر الأول بديوان الجند، أما العنصر الثاني فتركز البحث فيه عن أجور (مرتبات) الجند والعطايا، أما العنصر الثالث فتطرقت فيه إلى المدن العسكرية التي أنشأها الخلفاء العباسيون كمراكز عسكرية، وكان أهمها العسكر، عسكر أبي جعفر، مدينة الرافقة، عسكر المهدي، سامراء، أما العنصر الرابع فركز على الثغور واهتمام الخلفاء العباسيين بالثغور وإنشاء التحصينات العسكرية للثغور. وفي الختام نرجو من الله أن تكون هذه الدراسة، التي حددتها، وهي دور العجم في الجيش في العصر العباسي الأول، دراسة علمية، مُلتزمة بالمنهج العلمي الدقيق، للوصول إلى الحقيقة، وأن تكون نافذة لفتح الآفاق أمام الباحثين في المستقبل، سائلين المولى، عز وجل، أن يؤدي هذا العمل ثمرته المرجوة في إثراء المكتبة العربية بالدراسات العلمية. وأخيرا، لابد أن أنوه إلى أن ما في هذه الدراسة من صواب أو خطأ ومن صحيح أو غير صحيح، هو مني وحدي وأنا المسئولة عنه لا يؤخذ به غيري، إنما يمثل اجتهادي رأيي ونيتي فيه خالصة للعلم.