الأساليب النحوية في كتاب سيبويه دراسة تطبيقية من القرآن الكريم

Abstract

الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأصلي وأسلم على خير البشر خير من نطق بالعربية سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد فإن هذا البحث يأتي في إطار معاودة النظر إلى تراثنا العربي التليد، الذي وصل إلينا عبر أجيال متعاقبة، وأزمنة متباعدة . فلقد بقى هذا التراث حيًا نضرًا، لا ينضب ولا يحبط لأنه تسري فيه روح من نبل المقصد وشرف الغاية، إذ انقطع له علماء مخلصون أعطوا العلم كل حياتهم، فأعطاهم حياة بعد حياتهم. من هؤلاء الذين تركوا تراثًا عظيمًا يشهد الزمان بفضله، إمام العربية وصاحب أصول النحو (سيبويه) ، الذي أوقف حياته لعلم العربية، فشغل وقته بالشيوخ ومساءلتهم وتدوين أرائهم والسماع عن العرب والاستشهاد من المرويات، ثم أضاف لما سمع نظرية النحو العربي وصارت واضحة الأٍسس والمعالم . يعني هذا البحث بالجانب النحوي من كتاب سيبويه، أو بعبارة أخري بالجانب التركيبي. وكان العنوان (الأساليب النحوية عند سيبويه . دراسة تطبيقية من القرآن الكريم). حتى يتسنى لي إلقاء الضوء على المسائل المتعلقة بالأساليب النحوية عند سيبويه، ولا يخفي أن لهذا الموضوع وأمثاله مما يتناول كتاب سيبويه أهمية خاصة. تنبع من أهمية الكتاب نفسه، لأنه الإمام في هذا العلم فهو معينه الذي لا ينضب، وإن الكتاب لا يزال في حاجة إلى مزيد من الدراسات لما هو كامن فيه من مرويات وتحليلات ونظريات قلما جاد بمثلها الزمان . ونحن أحوج ما نكون إلى البحث في منهجه وخاصة عند نحاة العربية، لأن هذا أولاً – له من التاريخ مالا يعرف عن نحو أخر في لغة من اللغات ، وثانيًا لأن هذا النحو قد كثر فيه الحديث في السنوات الأخيرة كثرة أدت إلى شيء من الاضطراب ولا تزال، حين يذهب ذاهبون إلى التمسك بكل ما جاء فيه ورفض كل ما يقدمه المحدثون، في حين يذهب آخرون إلى ترك جل ما فيه والتوجه إلى الدرس الحديث. أما عن سبب اختياري لهذا الموضوع دون سواه، فهذا الكتاب لا يزال في حاجة إلى جهود مخلصة تستوضح غوامضه، وتكشف دُرره، وتقف على مقاصده وتستلهم طرقه ومنهجه ، وشجعني على دراسته ما نشأ بيني وبين الكتاب من آلفة وحب النظر فيه حيث كانت لي به صلة من ذي قبل. ومنذ ذلك الحين وأنا في شوق إلى دراسة معمقة في الكتاب، تتيح لي فرصة الإفادة أكثر من هذا العمل العظيم. والحمد لله الذي هيأ لي هذه الفرصة وتلك المعايشة مع هذا العمل، وخاصة إن دراستي التطبيقية كانت كلها من القرآن الكريم، وذلك لأن سيبويه قليل الاستشهاد بالقرآن الكريم على الأساليب النحوية التي عالجها في كتابه.