وسط الدلتا في مصر في العصرين البطلمي والروماني (دراسة حضارية)

Abstract

تتناول هذه الدراسة منطقة وسط الدلتا في مصر في العصرين البطلمي والروماني، وهى منطقة ذات طابع خاص؛ حيث إنها كانت تحتوى على خمسة فروع لنهر النيل، شريان الحياة في مصر، مما أعطاها طبيعة مختلفة من حيث الموقع الذي جعلها منطقة زراعية بالدرجة الأولى، وما ترتب على ذلك من صناعة وتجارة. ومنطقة وسط الدلتا من المناطق الجديرة بالبحث والدراسة، فلم يتطرق إليها الكثير من الباحثين، مما دفع الباحثة لدراسة هذه المنطقة والتعرف عليها بشكل أكبر. وجدير بالذكر أن الدراسة اعتمدت بشكل رئيس على التحليل التاريخي للآثار التي عثر عليها في هذه المنطقة كمصدر نستدل منه على طبيعة هذه المنطقة الدينية، والزراعية، وغيرها، والتركيز على تحليل الآثار ومرجع ذلك إلى أن منطقة وسط الدلتا فقيرة في الوثائق البردية، نظراً لكونها منطقة مأهولة سكنياً، فضلاً عن طبيعة المنطقة الزراعية، ومناخها الرطب، وتربتها الطينية التي يصعب معها الاحتفاظ بأية وثائق بردية فيها بحالة سليمة. ومن دوافع هذه الدراسة عدم اهتمام المؤرخين الكلاسكيين بإلقاء الضوء بشكل كبير على هذه المنطقة( )، واكتفوا بالحديث عنها بشكل عام، وكان اهتمامهم الأكبر بفروع النيل ومصباته والتغيرات التي طرأت عليه، أكثر من الحديث عن المنطقة نفسها بشئ من التفصيل.

وقد اعتمدت الباحثة على مجموعة من القطع الأثرية، التي تم اكتشافها في منطقة وسط الدلتا، وتم إثباتها في سجلات قيد الآثار بمناطق الغربية والمنوفية، وكفر الشيخ، حيث قامت الباحثة بالحصول على موافقة المجلس الأعلى للآثار للإطلاع على هذه السجلات، وقامت بتصويرها، وتقديم وصف تفصيلي لها، من حيث مكان العثور على الأثر، والمادة المصنوع منها ومقاساتها (إن وجدت)، والعصر الذي تنتمي إليه، ثم دراسة تحليلية للموضوع، أو الموضوعات المسجلة على الأثر، ومحاولة الخروج من هذا التحليل، بمعلومات تاريخية عن طبيعة هذه المنطقة من حيث المزروعات الخاصة بها، والصناعات المعتمدة عليها، وتجارتها، وكذلك المعبودات التي كانت منتشرة آنذاك، وقد تم تدعيم هذه المعلومات التاريخية، وتوثيقها، من خلال الوثائق، والمراجع التاريخية الأخرى.