الفقر في مجتمع نفطي (دراسة ميدانية لبعض الأحياء الفقيرة في مدينة الرياض)

Abstract

بطبعه يبحث الإنسان دائماً عن السعادة، ويختار أكثر ما يحقق له المنفعة ويبتعد به عن كل كدر وألم، واستمرارية حياة الإنسان وسعادته مرتبطة بتلبية احتياجاته الطبيعية والروحية فالجسم يحتاج إلى تغذية كي يستطيع البقاء على قيد الحياة، والروح تحتاج إلى إشباع رغباتها، وحاجات المرء الطبيعية تتمثل في الغذاء والدواء والملبس والمسكن، لذلك اعتبرت تلك الحاجات أساسية وفقدانها أو تعذر الحصول عليها مظهر من مظاهر الفقر والحرمان. تلك الضرورات هي شغل الإنسان الشاغل في رحلة البحث عن الحياة السعيدة، والحرمان منها أو فقد بعضها يمثل بداية الدخول في نفق الحرمان المظلم، ولقد ابتكر الإنسان منذ قديم الزمن الوسائل التي تحقق له إشباع رغباته وحاجاته المختلفة وطوَع الظروف كي يستطيع التعايش معها حتى في الأحوال الصعبة والقاسية. ذلك أن الفقر والحرمان من أصعب الظواهر التي تهدد بقاء البشر فالفقر مجلبةُ للمرض والموت ولطالما استهدفت البرامج التنموية العالمية مكافحة الفقر المطلق الذي يتعذر معه الحصول على أدنى درجات الحياة. إن إشكالية الفقر تتمثل في الظلم واللامساواة في الحقوق والواجبات والتقسيم الطبقي وعدم عدالة التوزيع وما يترتب على ذلك من مشكلات اجتماعية تؤصل التباين في الظروف والأحوال المعيشية بين شعوب العالم وبين أبناء المجتمع الواحد. إن ظاهرة الفقر التي لا تختص بزمان أو مكان أو ثقافة محددة رغم اختلافها النسبي من مجتمع لآخر، ظاهرة احتفظت بوجودها عبر مراحل التاريخ المختلفة ولا زالت تلقى بظلال تأثيراتها على الحياة البشرية.